بمناورات لا تعرف سطراً للنهاية، سارت العلاقات الأمريكية القطرية على مدار الأشهر التسع الأولى من ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وسط تزايد الدعوات المطالبة بالتصدى للدور القطرى المشبوه فى دعم وتمويل الإرهاب، وإدانة ترامب وفريق من مستشاريه لهذا الدور علناً وتأكيده الانحياز الكامل للمطالب العربية الـ13 التى رفعتها مصر والمملكة العربية والإمارات والبحرين فى وجه الدوحة، مقابل انحياز بعض مؤسسات البيت الأبيض ومن بينها وزارة الخارجية لرؤية قطر فى الأزمة الأخيرة.
نيران قطر تطال أمريكا
وفى الوقت الذى ينقسم فيه البيت الأبيض بشأن ملف قطر، اكتوت الولايات المتحدة بنيران الإرهاب الممول من الدوحة فى حادث دهس منهاتن الأخير الذى خلف وراءه 20 قتيلاً ومصاباً، وهو ما دفع العديد من الخبراء وممثلين دوائر مراكز الأبحاث وصنع القرار فى واشنطن للتحذير مجدداً من مخاطر الصمت أمام دور نظام تميم بن حمد فى دعم وتمويل التطرف والإرهاب.
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قال البروفيسور إيلى جولد نائب رئيس مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن داعش اتجهت للإرهاب العالمى لأنها خسرت معركتها الإقليمية فى الشرق الأوسط، وقطر جزء من المشكلة لأنها من الدول الراعية والداعمة لجماعات العنف وأى دولة تمول الإرهاب هى جزء من مشكلتنا مع هذه الجماعات.
وأضاف إيلى، أن تهديد داعش أصبح أكبر وأكثر خطورة مما كان فى الماضى، إن مهمة داعش واستراتيجيتها تغيرت من السيطرة على الأراضى كما حاولوا فى الشرق الأوسط إلى فكرة الجهاد العالمى، من خلال تجنيد أشخاص عاديين من المهاجرين منذ سنوات للولايات المتحدة حتى أصبحوا أمريكيين، لتنفيذ عمليات منفردة مخطط لها بشكل جيد وعلى مستوى عالى، مؤكدا أنه يصعب السيطرة على العمليات التى يقوم بها أفراد من تلقاء أنفسهم لاعتناقهم الفكر الداعشى.
تميم
وأوضح أن تزايد انتشار التطرف الفكرى وراء تزايد الأعمال الإرهابية فى الولايات المتحدة، وأشار فى سياق تعليقه على هجوم مانهاتن الإرهابى، أن داعش والجماعات الإرهابية أصبحت تتبع أسلوب العمل الفردى وهذا ما تشهده الولايات المتحدة هذه الأيام، ويصعب على الشرطة وأجهزة الأمن السيطرة أو التحكم فى مثل هذه العمليات.
وأضاف أن مرتكبى هذه الأعمال هم ممن يحملون الجنسية الأمريكية لذا هم يصيبون أهدافهم، مضيفا أنه لكى تواجه أمريكا هذا لابد من مراجعة نظام الهجرة لأراضيها ويكون هناك مزيد من التوعية بشأن الهجمات المنفردة، ومقاومة الفكر المتطرف ومساعدة دول الشرق الأوسط على إبادة هذا الفكر أيضا.
ظهور "داعش"
فيما قال جاى هومنيك، كبير الباحثين بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هجوم منهاتن الإرهابى مؤشر لاستراتيجية العمل الفردى فى الهجمات الإرهابية وهى الاستراتيجية التى انتهجتها داعش خلافا لما كانت تعتمده التنظيمات السابقة مثل القاعدة وطالبان، قائلا: "فى مقال كتبته عام 2005 حذرت فيه من عمليات مثل الذئاب المنفردة وهى الأكثر خطورة على أمن الولايات المتحدة لأنه يصعب السيطرة عليها سواء بتطبيق القانون أو تشديد الرقابة الأمنية".
رفض تمويل قطر للإرهاب
وأضاف هومنيك أن داعش تنشر الفكر المتطرف لتعتنقه بعض الأفراد الذين يقيمون فى أمريكا منذ فترة كبيرة وهم يحملون الجنسية الأمريكية لذا هم وسيلة جيدة بالنسبة لهم لتحقيق أغراضهم الدموية.
وعن ظهور داعش أكد هومنيك أن الفراغ، الذى حدث فى الشرق الأوسط أثناء عهد أوباما هو الذى ساعد على ظهور مثل هذه الجماعات، وأحداث 11 سبتمبر أظهرت أن هذه الهجمات تصيب أهدافها بنجاح مما جعلت الإرهابيين يتمادون فى التخطيط لها.
وأوضح أنه لكى تواجه أمريكا هذا لابد من مراجعة نظام الهجرة لأراضيها ويكون هناك مزيد من التوعية بشأن الهجمات المنفردة، ومقاومة الفكر المتطرف ومساعدة دول الشرق الاوسط على إبادة هذا الفكر أيضا.
حادث منهاتن
وعلى مدار ما يقرب من 5 أشهر، أقدمت دور الرباعى العربى على مقاطعة نظام تميم بن حمد فى محاولة لإرغام قطر على وقف دعمها وتمويلها للإرهاب، حيث اشترطت الدول العربية قائمة من 13 مطلباً فى مقدمتها وقف إيواء العناصر الإرهابية وانهاء التواجد الإيرانى داخل الإمارة، بخلاف وقف بث قناة الجزيرة، وهو ما لم تستجب له الحكومة القطرية حتى الان.
التصدى لقطر
أما البروفيسور دانيال بيبس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن قطر تساهم فى نشر العنف الجهادى بأموالها ودعمها لذلك، واستمرار أزمتها مع دول المنطقة وفى المقابل تقربها من تركيا وإيران يهدد بقاءها فى المجلس.
وقال "بيبس"، إن "الحادث الأخير يختلف تماما، وهو أكثر خطورة من حادث لاس فيجاس، لأن دافعه التطرف الذى يعود شبحه ليلوح فى الأفق من وقت لآخر، معلنا تهديده القبيح للآمنين"، موضحا أن تنظيم داعش يمثل خطورة عما سواه من تنظيمات،ويُعد ملهما لعديد من الشباب الأكثر ميلا للتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة