فى إبريل من العام الحالى أعلن الرئيس السيسى فى ختام المؤتمر الوطنى الرابع للشباب بمحافظة الإسماعيلية، مشاركته للشباب المصرى فى دعوة الشباب من مختلف دول العالم للمشاركة فى منتدى شباب العالم يقام بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر 2017، لينقل للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر، فمنتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ يعد تتويجا لسلسلة من مؤتمرات الشباب الناجحة والفريدة.
عقد المؤتمر الوطنى الأول للشباب، بمدينة شرم الشيخ فى أكتوبر عام 2106، بمشاركة أكثر من 3000 شاب وفتاة من مختلف محافظات الجمهورية، وذلك بحضور ومشاركة الرئيس السيسى وعدد من الوزراء والمسؤولين وعلى مدار ثلاثة أيام، شهد المؤتمر أكثر من 84 جلسة وورشة عمل، تم خلالها مناقشة قضايا مختلفة، مثل المشاركة السياسية للشباب، وسبل تطوير منظومة الإعلام، وخطة الإصلاح الاقتصادى، وغيرها من الموضوعات التى وضعها الشباب على قائمة أولوياتهم، ولم يكن المؤتمر مجرد منصة للحوار والنقاش، بل امتد ليضم صالونا ثقافيا شارك به العديد من الأدباء والفنانين والمثقفين لمناقشة العديد من الأعمال الفنية والموضوعات الثقافية، كما تضمّن فعاليات رياضية مثل ماراثون السلام حيث انطلق الشباب وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية، فى رسالة سلام إلى العالم أجمع، ولأول مرة تم إطلاق جائزة الإبداع السنوى، لتضع الشباب المصرى الناجح على منصة التكريم من السيد الرئيس حتى يكونوا قدوة ومثلا يحتذى به.
كما عقد المؤتمر الدورى الأول للشباب بالعاصمة القاهرة فى ديسمبر 2016، بمشاركة نحو 1000 شاب وفتاة من مختلف محافظات الجمهورية، وذلك بحضور ومشاركة السيد الرئيس وعدد من الوزراء والمسؤولين، وقد شهد المؤتمر العديد من الجلسات وورش العمل التى تم من خلالها مناقشة أهم القضايا على الساحة المصرية، كما تم خلاله تكريم مجموعة من الشباب المتميز فى مختلف المجالات.
وعقد المؤتمر الدورى الثانى للشباب، بأسوان فى يناير من العام الحالى، وشارك به أكثر من 1300 شاب وفتاة من محافظات الصعيد، ويعد هذا المؤتمر خطوة غير مسبوقة من الدولة المصرية تهدف إلى الاستماع إلى شباب الصعيد وتمكينهم من المشاركة فى عملية اتخاذ القرار، وقد شهد المؤتمر العديد من الجلسات وورش العمل، ناقش من خلالها الشباب العديد من القضايا والموضوعات المهمة مثل تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمشاركة السياسية للشباب، وأهم التحديات والفرص الموجودة بصعيد مصر كما تم تكريم مجموعة من الشباب المتميز فى المجالات المختلفة، وكان من أهم التوصيات التى نتجت عن المؤتمر إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر والإسراع فى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى.
أما المؤتمر الدورى الثالث للشباب، فعقد بالإسماعيلية فى إبريل الماضى، وشارك به نحو 1200 شاب وفتاة من محافظات إقليم قناة السويس، بحضور الرئيس وعدد من الوزراء ونواب البرلمان والشخصيات العامة، وقد شهد المؤتمر مشاركة فعالة من الشباب فى العديد من ورش العمل والجلسات، حيث ناقشوا سبل تحقيق التنمية المستدامة فى قطاعى النقل والإسكان، وآفاق التنمية بمحور قناة السويس، وجهود الدولة لرعاية المواطن صحيا واجتماعيا، بالإضافة إلى نموذج محاكاة الدولة المصرية والذى قام من خلاله بعض شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، بتمثيل مؤسسات الدولة وعرضوا رؤيتهم وأفكارهم للتطوير والتغلب على أبرز التحديات التى تواجه الدولة المصرية.
الحوار هو نواة صناعة المستقبل، كما يعد منتدى شباب العالم تطورا شديد الأهمية لفكرة مؤتمرات الشباب التى انطلقت فى العام الماضى بمدينة شرم الشيخ، لكن المنتدى هذه المرة يوسع دائرة التواصل بين الشباب المصرى والشباب من مختلف دول العالم، كما أنه تأكيد على أمن وسلامة مصر مما يعود بالنفع الاقتصادى، فالإصرار النابع من القيادة السياسية بأن الشباب هم الأمل هو ما جعل مؤتمرات الشباب تخرج إلى العالمية لتكون منصة حقيقية للتواصل والحوار المباشر بين أبناء الجيل الواحد من مختلف دول المعمورة.
من المتوقع أن يطرح المنتدى رؤى متعددة فى قضايا الشباب حول العالم، من بينها قضايا الإرهاب وكيفية مواجهته ودور الشباب فى التوعية الاجتماعية، وكذلك ملف الهجرة غير المنتظمة، وبالتالى فإن المنتدى من خلال الحضور الدولى الضخم والاهتمام العالمى جعل منه بحق منتدى عالميا ستتناوله كل الصحف والوكالات العالمية، كما أن معظم التوصيات التى خرجت من المؤتمر الأول للشباب العام الماضى قد نفذت على أرض الواقع والتى كانت على رأسها تعديل قانون التظاهر، وتشكيل لجنة العفو الرئاسى، والاستعداد لتأسيس أكاديمية الشباب لتأهيلهم وغيرها، وهو ما أنعكس على جدية هذه المؤتمرات وتحقيق ما يصدر عنها من توصيات، فتطلعات كثيرة ستكون هذه المرة حاضرة ولكن بصبغة دولية.
كما أن المنتدى من وجهة نظرى يقوم على محور فكرى وآخر سياسى، بالإضافة إلى استفادة أخرى متعلقة بالسياحة نتيجة وجود شخصيات مؤثرة فى مجتمعاتها قد تسهم فى الترويج السياحى، ورسالة الاستثمار هى الأخرى حاضرة، فجزء من مناقشات المنتدى يتطرق للاقتصاد العالمى ونقل الخبرات بين التجارب الشبابية، وستكون هناك مناقشة لقضايا رئيسية محل اهتمام إقليمى وعالمى كملف اللاجئين وتجديد الخطاب الدينى لمواجهة التطرف فمؤتمرات الشباب تخرج منها حلول براقة وجديدة دائما ما تبهر ذوى الخبرة والمعرفة.
وإذا ذهبنا إلى ما هو أعمق من ذلك، فإن هذا المنتدى يعد فى رأيى جزءا من إدارتنا للحرب الدبلوماسية والنفسية التى تمثل مصر فيها الركيزة الأساسية والحجرة العثرة فى مواجهة محور الشر.. الدول الداعمة للإرهاب، فهو رسالة سلام فى موجهة أبواق الحرب.. وبنيان حق فى مواجهة هشاشة الباطل.. ودعوة حوار فى مواجهة ثرثرة الرويبضة.. وطوق محبة بين موجات الكراهية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة