روائى وقاص كويتى ولد عام 1958 حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة الكويت عام 1982 وشهادة الماجستير (MFA) فى الكتابة الإبداعية من جامعة كنجستون لندن، بدأ الكتابة الأدبية أثناء الدراسة الجامعية فى منتصف السبعينيات، ترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، هو الكاتب طالب الرفاعى، الذى أجرى معه "اليوم السابع" خلال حضوره معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ36 حوارًا، كشف خلاله عن سبب عجز الأدباء العرب فى الحصول على جائزة نوبل، وعن وضع المرأة فى الوطن العربى، وإلى نص الحوار..
فى البداية نعرف أنك مهندس وكاتب أيهما تحب أن يطلق عليك؟
أحب أن يطلق علىَّ الكاتب أو الروائى، فأنا أنتمى إلى الكتابة أكثر من انتمائى للهندسة، صحيح أننى قمت بدراسة الهندسة المدنية، وعملت 15 سنة فى هذا المجال، لكن طوال تلك المدة كانت الكتابة هى الصديق الأقرب لقلبى، وهى تحمل فى الحقيقة فضلا كبير على، لأن الناس عرفونى بالكاتب، كما أن الكتابة أعطتنى فرصة بأن التقى كل زملائى الكتاب فى مصر وسوريا ولبنان والعراق ودول الخليج والمغرب، وفى العالم عندما قمت بالتدريس فى أمريكا وإنجلترا، لذا الكتابة لها فضل على ويشرفنى أن أنتمى للكتابة.
لماذا درست الهندسة ولم تدرس الأدب ما دامت لديك الموهبة؟
العلاقة بين الهندسة والكتابة علاقة وطيدة للغاية، بالنسبة لى دراسة الهندسة تعطى التدرج فى إنشاء بناية ما والتدرج فى كتابة رواية ما، لذا أنا أستفد كثيرًا بدراستى للهندسة، ففى ذهنى كيف يرفع طابق طابقا، وكيف يمكن أن تكون هناك إضاءة فى هذه البناية، والهندسة تحاول أن تجد شيئا لخدمة الإنسان، والكتابة تصنع الإنسان، فهناك علاقة كبير وهو ما أخذنى للهندسة، فبعد تخرجى من الثانوية العامة سمح لى مجموعى بدخول أى كلية فدخلت الهندسة لأن العالم العربى مغرم بالمهندس والطبيب، ويبدو أن بذرة الكتابة والأدب ظلت هى الأقوى فى حياتى.
ما الذى تريد أن تحققه من جائزة الملتقى التى أسستها؟
جائزة المتقى حلم عزيز على نفسى، وهى تأسست بالشركة بين الملتقى الثقافى والجامعة الأمريكية فى الكويت، وهى على مستوى العالم العربى، وحلمى أن نعمل شراكة دولية، خصوصًا أن الفائز تترجم مجموعته القصصية إلى الفرنسية والإنجليزية، وبالتالى أحلم بأن ترتفع جائزة الملتقى للقصصة القصيرة من مستواها العربى إلى المستوى العالمى.
نعرف اهتمامك بقضية المرأة كيف ترى وضع المرأة فى الوطن العربى؟
أرى أن وضع المرأة مثل وضع الرجل لا يختلف كثيرًا لأن كليهما يعيش فى العالم العربى، والفرق الوحيد هو أن المرأة مضطهدة وهذا ليس جديدًا، ففى كل العصور، وجميع المجتمعات ليس فى العالم العربى وحده، نجد المجتمعات ذكورية، وأرى المرأة وضعها فى العالم العربى الآن أفضل لسبب أساسى هو التعليم فكانت فى السابق حبيسة المنزل، اليوم أصبحت تتعلم وتشارك الرجل كل الأعمال، وبالتالى أنا متفائل، والمرأة العربية تقدم دورًا أساسيًا فى كل المجالات، وأحيانًا تتفوق على الرجل.
من وجهة نظرك الجائزة تصنع الكتاب؟
أرى أن أى جائزة فى العالم أعجز بكثير من أن تصنع كاتبًا، الكاتب هو من يصنع نفسه بأعماله الجيدة الناضجة فنيا والقادرة على ملامسة الهموم الإنسانية فى الأمة العربية.
لماذا يعجز كاتب عربى بعد نجيب محفوظ فى الحصول على جائزة نوبل؟
لأن نوبل لها قوانينها ولوائحها فلا يستطيع كاتب أن يرشح نفسه، والترشيح يأتى إما من كاتب حصل على نوبل أو ترشيح من مجموعة اتحادات كتاب، والأمر ليس سهلاً، كما أننا نعرف أن نوبل تقدم جائزة واحدة لكل العالم، وهى محكومة بموازنات العالم وهناك من يقول إنها محكومة بالإمبريالية واليهودية، ولكنى لا أؤمن بنظرية المؤامرة فمن أخذ نوبل يستحقها، وأتمنى أن يأخذها كاتب عربى فى فترات قادمة.