وجه برىء ذو ملامح ملائكية وصوت دافئ يعبر من الأذن سريعًا ليسكن القلب، هذه هى الصورة الذهنية المحفورة لـ"شادية" فى أذهاننا، "دلوعة الشاشة" التى ما إن سألت أحد عنها سيجيب برد مختلف، فالبعض يتحدث عن الأغانى التى قدمتها، والبعض الآخر سيجيب على الفور "فؤادة"، والفتيات سيتحدثن عن فساتينها وشعرها والأدوار التى قدمتها، ورغم اختلاف الإجابات إلا أنك فى النهاية لن تجد أحدا لا يحب شادية.
العلاقة بين الجمهور والفنان دائمًا ما يكون لها معايير أو أسباب قائمة عليها، لكن هناك قلائل لا يمكن أن تحصر علاقتهم بجمهورهم فى أشياء معينة، وتعتبر النجمة "شادية" من هؤلاء القلائل، فرغم اعتزالها الفن منذ فترة طويلة إلا أن شادية حاضرة فى كل منزل مصرى، وهى المشاركة فى كل المناسبات الوطنية بصوتها الذى رسخ جملة "يا حبيبتى يا مصر".
شادية
ولا يمكن أن نلقب "شادية" بأيقونة الموضة فقط، أو الدلع، أو الفن، فهى الوحيدة التى وضعت لها أيقونة خاصة وهى "أيقونة الفن والجمال" فكانت شادية جميلة فى كل ما قدمته، وانعكس فنها فى كل مرة طلت على الجمهور فيها، فبالرغم من وجهها الهادئ إلا أنها امتلكت من أدوات الموهبة جميعها، وتمكنت من إقناع الجمهور بكل دور قدمته، ولأن أيقونة الفن والجمال لها كثير من الأقسام، سنبدأ بتفصيلها:
أولًا أيقونة الموضة:
1- قُصة شادية:
منذ أن ظهرت خصلات شعرها القصيرة التى كست جبينها بطريقة هى الأكثر جاذبية وجمال حتى الآن، ووضعت علامة جديدة فى عالم الشعر عرفت باسم "قُصة شادية" التى تميزت بها عن نجمات جيلها، وتتغير موضات الشعر وتظل "قُصة شادية" كما هى لا يمكنك تغييرها.
قُصة شادية
2-الشعر الكاريه:
فى فترة الستينيات كان الشعر "الكاريه" الأكثر انتشارًا لكن تسريحة شادية كانت مختلفة، فقدمت أشكالا عديدة وستايلات مختلفة للشعر الكاريه ونوعت بين الشعر الأسود والبنى والأشقر.
الشعر الكاريه
3-مراتى مدير عام:
نعم هو اسم الفيلم الذى قدمته مع النجم صلاح ذو الفقار، لكنها فى ذلك الوقت استطاعت أن تقدم من خلاله نموذج لاستايل المرأة العاملة التى تتولى منصب إدارى، بداية من استايل الشعر والقصة العملية مرورًا بموديل "التايور" الذى يغلب عليه طابع الوقار، وصولًا إلى طبيعة اختيار الأحذية ذات الكعب القصير نسبيًا مقارنة بشكل الأحذية فى هذه الفترة.
فيلم مراتى مدير عام
قصة الشعر فى فيلم مراتى مدير عام
4- الفساتين:
كانت شادية من الفنانات اللاتى اشتهرن بأناقتهن واختيار موديلات فساتين مختلفة، تنوعت بين القصير والطويل وجميعها اعتمد على فكرة إبراز شكل الجسم وجماله، لذلك كثيرًا ما تصدرت شادية أغلفة مجلات الموضة.
فساتين شادية
فستان أنيق
ثانيًا أيقونة المصريين:
منذ أن تغنت شادية بكلمات أغنية "يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا"، وكتبت نفسها فى دفتر المعازيم لكل منزل مصرى، فمهما ظهرت أغانٍ جديدة واختلفت أشكال موسيقى، لا يمكن أن يمر فرح مصرى دون صوت شادية بهذه الأغنية، ولا يمكنك أن تعيش أجواء تحضيرات الأفراح فى أى منزل مصرى دون سماع أغنية "خطابك كتير وقالولى"، وبالتأكيد لن تمر عليك أى مناسبة وطنية أو مباراة كرة قدم للمنتخب الوطنى دون صوت شادية وهى تقول "يا حبيبتى يا مصر".
فيلم لا تسألنى من أنا
ثالثًا أيقونة الفن:
بصمة لا يمكن أن يمحها الزمن تركتها "شادية " فى كل عمل فنى قدمته، فكانت لها قدرة إقناع غريبة بكل دور تقدمه، فمثلًا قدمت دور المرأة اللعوب من خلال شخصية العاهرة التى قدمتها فى "اللص والكلاب" و "زقاق المدق" لكن بطريقة جعلت الجمهور يحب ولا ينفر منها، فلا يوجد أحد لم يهيم بشخصية "حميدة"، كذلك دور "فؤادة" فى فيلم "شىء من الخوف" الذى كان ومازال علامة بارزة فى السينما من خلال شكل الفلاحة البسيطة القوية التى أثرت قلب "عتريس"، أما "سيدة" فى "نحن لا نزرع الشوك" فحاولت الكثيرات تقديمها وتقليد مشاهد الفيلم لكن نطق شادية لكلمة "سمس" من المستحيل أن يتكرر.
فيلم اللص والكلاب
فيلم زقاق المدق
فيلم شىء من الخوف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة