شبلى تلحمى: أغلبية شباب أمريكا لا يعتقدون بوجود صدام بين الإسلام والغرب
أستاذ ثقافة فرنسى بمنتدى شباب العالم: مصر مهد وملتقى الحضارات
مصطفى الفقى: المصريون لم يتعرضوا لمعبد يهودى واحد أثناء حروبنا مع إسرائيل
الأمير الحسن بن طلال من منتدى الشباب: 80% من لاجئى الحروب مسلمين
استعرض الدكتور زاهى حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، المنظور التاريخى لصراع الحضارات، فى حديثه خلال أولى جلسات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ.
وأضاف "حواس"، فى كلمته بمنتدى شباب العالم، اليوم الإثنين، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الحديث عن صراع الحضارات لابد من أن يكون من خلال مفاهيم واضحة، مشيرًا إلى أن الحفائر الجديدة أكدت أن عمر الحضارة المصرية القديمة يعود إلى 3200 سنة قبل الميلاد، أى أكثر من 5 آلاف سنة، وليس 7 آلاف سنة كما يشاع.
وأكد الدكتور زاهى حواس عالم المصريات وزير الأثار الأسبق، أن الحضارة الفرعونية لم تكن حضارة دموية بل حضارة سلام، مؤكدًا أن مصر أول دولة فى العالم بمفهومها الشامل على الأرض حيث أقيمت قبل 3200 سنة قبل الميلاد.
لولا الصراع لما رأينا حضارات مبهرة
وأضاف عالم المصريات، خلال كلمته بمنتدى شباب العالم بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: "على مدار الـ 5 آلاف سنة الأخيرة من عمر الأرض كانت ضرورة ودافعا لتقدم الحضارة الانسانية، متابعًا: لولا الصراع الحضارى فى منطقة الهلال الخصيب ما كنا لنرى حضارات مبهرة من الفكر الإنسانى بداية من السومرية والأشورية وحتى البابلية.
وأشار إلى أن مصر لم تنظر إلى أى حضارة مجاورة بشكل تنافسى، أو كعدو لحضارتها، ولذلك ترسخت عقيدة الجيش المصرى منذ القدم فى أمرين رئيسيين، أولها أن حماية حدود الدولة المصرية مسألة تتعلق بالحفاظ على الكيان والهوية المصرية منذ 5 آلاف سنة وهذا ما يحدث الآن، مستشهدًا بموقف تاريخى للجندى المصرى قبل 4200 عام قائلا: من 4200 سنة كان فيه مجموعة إرهابية فى سيناء، جعلوا الأطفال والنساء دروع بشرية، ولكن الجندى المصرى لم يتعرض للأطفال والنساء واستطاع القضاء على هذه المجموعة بطريقة لم تجعله يسبب أى آذى للنساء والأطفال.
وتابع حواس فى كلمته: حماية الحدود المصرية قد تتطلب خلق مناطق أمامية آمنة، ليس طمعا فى امتداد وتوسع بل كانت هذه الحدود غير قابلة للتغيير لإيمان المصرى القديم بأن أرض مصر فقط ارتبط بها مصيره منذ ميلاده.
الأمريكيون لا يرون صدام بين الحضارات
فيما أكد الدكتور شبلى تلحمى، رئيس برنامج أنور السادات للسلام والتنمية، إن أغلبية الأمريكيين عبر الحدود فى الولايات المتحدة ليسوا على قناعة أن هناك صدام بين الحضارات خاصة الإسلام والغرب، قائلًا "الأغلبية الكبرى من الشباب يعتقدون أنه لا يوجد أى صدام بين الحضارات وذلك فى الفئة العمرية ما بين سن الـ20 و34".
وأشار الدكتور شبلى تلحمى، فى كلمته بجلسة "اختلاف الحضارات والثقافات.. صدام أم تكامل"، بمنتدى شباب العالم، إلى أن الاستفتاءات التى كانت تتم فى الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت الإسلام بطريقة سلبية، لافتا إلى أن أغلبية الناس فى الولايات المتحدة لا يهتمون بالبحث عن صدام الحضارات، ولكن يودون الحصول على تعليم جيد أو وظيفة مميزة ولكن صدام الحضارات موضوع رجال السياسة فقط.
وقال جان فرانسوا فاو، أستاذ الثقافة الفرنسى، إن مصر تشكل تلاقياً وملتقى كبيرا للحضارات، وهى مهدها، ولا يمكن تجاهل هذا الجانب الحضارى المتمثل فى أراضيها وشعبها، مضيفاً أن هناك علاقات مشتركة بين المناطق التاريخية والحضارية المختلفة.
الأمم تعرف من خلال حضارتها وثقافتها
وأوضح فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية بمنتدى شباب العالم، حول اختلاف الحضارات الثقافية "صدام أم تكامل"، إن المجتمعات تتطور اعتماداً على أبعاد الحضارة الذى يقدم كل ما هو مادى والنوع الثانى الذى يقدم كل ما هو ثقافى ودينى وكلا البعدين يكملا بعضهما البعض بطريقة متوازية، مؤكداً أن الأمة تعرف من خلال ثقافتها وحضاراتها، مشدداً على أهمية تحقيق الثلاثية "التواصل والثقافة والحضارة".
وأضاف، أن الحضارات تعتبر الملكية المشتركة بين الأمم، وهى نتاج ونتيجة الاعتماد المتبادل للأنشطة المختلفة على الصعيدين السياسى والاجتماعى، بغية الوصول إلى الهدف المنشود بالعيش سوياً بما يؤدى لتوظيف المجالات الكبرى الثلاثة لوجودنا "الدين والسياسة والثقافة" بالإضافة للعيش والحياة.
وأشار، إلى أن عمليات التدمير الأخيرة أكبر دليل على الضعف والخوف، لأن الإنسان لا يدمر إلا الأشياء التى يخاف منها ويخشاها.
ووجه الدكتور مصطفى الفقى، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أنه أرسى قاعدة قانونية دولية لا بد من احترامها، وهى أن الحرب على الإرهاب حق من حقوق الإنسان، متابعا: "لا أقلل من الإرهاب ومخاطره، فهو العدو المشترك للحضارات".
الحضارات بناء أخلاقى ونسق قيم
وأوضح "الفقى"، فى كلمته، أن الحضارات بناء أخلاقى ونسق يقوم على مجموعة من القيم، كما أن تعريف الحضارة لدى الفلاسفة يؤكد أنها منظومة من القيم والتقاليد المرتبطة بثقافة شعب والسلوك الإنسانى التى تنعكس على مظاهر الحياة.
وأبدى رئيس مكتبة الإسكندرية اندهاشه من الفكر الغربى الذى صدّر نظريتى العولمة وصراع الحضارات، رغم تناقضهما التام، لافتا إلى أن العولمة هى انسياب الأفكار والأموال والحدود، والعقلية المنفتحة الشاملة.
وتابع الفقى ، عندما فاز بطرس غالى بمنصب أمين عام الأمم المتحدة، علق مذيع الـ"بى بى سى" وقتها، وقال إنه عربي وليس مسلما إنه أفريقيا وليس أسودا، إنه مصريا ولكنه ثري، خلافا للسواد الأعظم من المصريين فى ذاك الوقت، مؤكدًا أن هناك محاولة دائمة لتمزيق خصائص الهوية وضربها فى مقتل، محذرا من هدف الأفكار التى صدرت إلى الشرق هو التقسيم والتفرقة، ولم يقصد بها أبدا الاندماج والتواصل على الإطلاق.
وأكد مصطفى الفقى، أن الحضارة العربية الإسلامية فتحت قلبها وعقلها لليهود والمسحيين فى شراكة كاملة، مضيفًا: "قد لا يعمل الكثيرين هنا أن فى القاهرة وحدها 9 معابد يهودية مفتوحة لآداء الشعائر، وفى الإسكندرية معبدان، فهل قذف مصرى واحد قالب من الطوب على أحد من المعابد أثناء حروبنا مع اسرائيل، هذا الشعب العظيم المتحضر يدرك جيدا أن الحضارة هى حضارة إنسانية واحدة.
الأمير الحسن بن طلال يتحدث عن المرجعيات الأخلاقية
بدوره، قال الأمير الحسن بن طلال رئيس مجلس إدارة مركز الفكر العربى، أن هناك مرجعيات أخلاقية كرسالة عمان 2004، والبيان العالمى الموجه للتطرف والإرهاب 2014، ولكن هل هذه البيانات بحد ذاتها تخترق الواقع الأليم، بأن 65 مليون لاجئ يقتنون هذه المنطقة من العالم، وأن 80% من لاجئ الحروب مسلمين،مشددا على أنه حينما عرض اسمه كرئيسا المفوضية السامية للاجئين، قال له بطرس غالى رحمه الله لا يمكن أن يقبلوا بك أنت بالذات وأنت عربى مسلم، لأنك ستقف وتقول للعالم أن 80% من لاجئي العالم بين المسلمين وفى ديارهم.
وشدد "طلال" فى كلمته بمنتدى شباب العالم، فى الجلسة الافتتاحية حول اختلاف الحضارات الثقافية "صدام أم تكامل"، على ضرورة تمكين الشباب باعتبارهم القوى الأدبية الضاغطة من أجل التغيير السلمى، مضيفاً أن الشباب فئة عمرية متصلة والمهجرين منهم مواطنين بصرف النظر عن أصولهم.
وقال، إن الثقافات تتصارع لكن الحضارة العالمية والإنسان الحضارى لا يلجأ إلى الأسلوب الدموى لفرض رأيه على الآخر، قائلا: "نحن نعيش فى حضارة عالمية واحدة نتأثر بها ونؤثر عليها والسياسات الموجود بها لابد أن تخدم الإنسان".
ويُعد المؤتمر الوطنى للشباب والذى يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة والشباب المصري الواعد الذى يطمح فى بناء مستقبل افضل لوطنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة