نظم معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 36 محاضرة عن "الثابت والمتغير فى الإعلام الجديد من خلال عالم التحديات الرقمية"، والتى ألقاها الدكتور عمر عبد العزيز، وأدارتها عائشة العاجل، وتناولت موضوعات الأدب والفكر والثقافة والفنون فى عصر التحولات الرقمية التى يشهدها العالم، والتحديات التى فرضتها، وإمكانات النجاح فى ضوء المستجدات.
وقال الدكتور عمر عبد العزيز: "شهد الإعلام تحولاً لافتاً فى التقنيات المكتشفة منذ عصر الحاسوب لغاية الرقمنة، وفرض هذا التغيير واقعاً جديداً له آثاره الملموسة التى لا يمكن تجنبها، واختزلت بذلك عصوراً مختلفة مرت بها الثقافة، وفرضت عليها تحديات توجب تحديد المفاهيم الجديدة، والتركيز على موضوعات الثابت والمتغير باعتبارها الأساس فى انطلاقة ثقافية تواكب المتغير على أرضية الثابت".
وأضاف عمر عبد العزيز: "لا شك أن الرقميات هى المتحول فى هذه المعادلة، فى حين أن المسائل المهنية والمعايير التى سار عليها العرف الثقافى هى الثابت، وبين هذا وذاك، لا يمكن إنكار انحسار مد العمل الإعلامى أمام التطبيقات وبرامج التواصل الحديثة التى حولت الجميع إلى إعلاميين، وألغت بشكل شبه تام المركزية الإعلامية التى كانت تحدد الاتجاه وتضبط العمل على إيقاع واحد.
وأوضح عمر عبد العزيز أن فوائد الرقمنة توفير الجهد والوقت وتقليل التكاليف، كما أن توفير الكتاب المسموع أعاد إنتاج الثقافة الشفاهية كونها الأساس فى التلقى، والعامل المهم فى مرحلة التدوين، وقد تجاوبت كبرى الصحف فى الولايات المتحدة مع مقتضيات الرقمنة التى فرضت بدورها مفهوم الطباعة حسب الطلب، فألغت الدور الكبير للمطبعة التقليدية، ويمكن القول أن الورق يمكن أن يخبو فى ظل هذه المتغيرات، لكنه لن يموت.
وفى نفس السياق، وضمن الفعاليات الثقافية المقامة على المقهى الثقافى، قدمت الدكتورة هانم عباس فى أمسية (رفوف) التى أدارها فرج الظفيرى عن المكتبات، نبذة مختصرة عن تاريخها وظروف نشأتها حول العالم، والتطور الذى شهدته فى مجالاتها كافة، ثم استعرضت معنى المكتبة، وتطور هذا المفهوم عبر العصور، وقدمت نبذة وافية عن مراحل تطور مكتبة الشارقة كشاهد حى على نموذج ثقافى متفرد فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا وتستمر الفعاليات الثقافية التى يقدمها معرض الشارقة الدولى للكتاب، حيث ستقام فى مساء الثلاثاء 7 من نوفمبر على قاعة ملتقى الكتاب محاضرة "راهن اللغة العربية وقضاياها المعاصرة، يحاضر فيها الدكتور صالح بلعيد، والدكتور أحمد يوسف، والدكتور سماح إدريس، وسيناقش أدباء آخرون على قاعة ملتقى الأدب "دوافع الكتاب وقدرتها على إسعاد مبدعيها"، يحاضر فيها تيارى جونز، ولى أدنيل، والدكتور سماح إدريس، فيما ستقدم الدكتور منى أبو نعامة محاضرة بعنوان "تاريخ المورخين الشناقطة وكتابة التاريخ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة