"كلنا راكبين مركب واحدة من نفس الأب ومن نفس الأم"، هكذا غنى فريق من شباب المطربين على مسرح القبة الذى صمم خصيصًا لاستضافة حفل افتتاح النسخة الأولى من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، إلا أن المشهد الذى جمع المطرب المصرى محمد الشرنوبى، وزملائه الخليجى والأفريقى والجزائرى والمغنية الغربية، قد سبقه الكثير من التحضيرات التى بدأت منذ شهور قبل انطلاق الحدث الضخم.
فى الساعات الأولى سيطرت أنباء التغييرات فى المملكة العربية السعودية على أحاديث الصحفيين والإعلاميين المدعوين للمنتدى، وكانت الأنباء الواردة من المملكة الشقيقة عنوانًا لجلستهم الصباحية فى الفندق الذى يضم معظمهم، فى الوقت الذى تواصلت فيه أعمال تسليم تصريحات الدخول لحفل الافتتاح الذى عقد فى فندق مجاور.
فى الواحدة ظهرًا، أبلغت اللجنة المنظمة، جميع المدعوين، أن الانتقال إلى قاعة الافتتاح سيبدأ فى الثالثة عصرًا، وعلى المسموح لهم بحضور الافتتاح أن يستعدوا لركوب السيارات التى تنقلهم إلى هناك.
عبر عدة نقاط تفتيش؛ يعبر الأتوبيس الذى يحمل شعار المنتدى ويقف بالقرب من قاعة القبة التى تستضيف حفل الافتتاح بعد أن يتأكد رجال الشرطة أن جميع ركاب الأتوبيس يحملون دعوات حضور الافتتاح الحمراء، بالإضافة إلى بطاقات المشاركة فى المنتدى المميزة بالاسم والصورة، ولا مجال للاستثناءات، ومن غير المسموح أن يدخل أحد إلى القاعة دون البطاقتين معًا.
بعدها ينتقل المدعوين إلى السجادة الحمراء، وعلى اليمين واليسار، شعارات المنتدى "نحتاج أن نتكلم"، ومن أجل السلام، التى يصر الشباب المدعو على التقاط صور تذكارية معها، وعند نقطة معينة يأمر المنظمون بالتفريق بين الرجال والنساء، الرجال على اليسار، والنساء على اليمين، ثم يعبر الإثنين من نقاط التفتيش الأمنية.
ضابطات الشرطة لتفتيش النساء، والضباط لتفتيش الرجال، والموسيقى والأغانى المصرية فى الخلفية، بعد العبور من تلك البوابة، يجد المدعوون أنفسهم أمام طاولات رصت فى مواجهة الباب المؤدى لمدخل قاعة الافتتاح التى تظهر قبتها العملاقة تلك التى تشبه قبة جامعة القاهرة، ويتناول المدعوون الوجبات السريعة من بوفيه المأكولات والمشروبات على يمين المدخل، حتى تبدأ عملية دخول قاعة الاحتفال.
فى الرابعة عصرًا، ينبه المنظمون على ضرورة الدخول إلى قاعة الاحتفال، وتبدأ الطوابير مرة أخرى، وتتكرر إجراءات التفتيش، بعد أن تظهر الشخصيات العامة فى الساحة المحيطة، ويستحوذ مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للنادى الأهلى على الزحام، فالكل يحب أن يلتقط الصور التذكارية معه وهو صانع بطولات المارد الأحمر، ثم يأتى الكابتن مجدى عبد الغنى لينال بعضًا من الصور وهو صاحب الهدف الوحيد لمصر فى كأس العالم 1990.
بعد الدخول إلى قاعة الاحتفال يظهر منظمون بالزى المدنى، بابتسامة ودودة، ولطف كبير، ينتقل شباب البرنامج الرئاسى من ركن لأخر فى قاعة الافتتاح الضخمة،ينظمون بشكل تطوعى الداخلين والخارجين، ويتوزع بعضًا منهم على الفنادق التى تستضيف المشاركين، يسلمونهم تصاريح الدخول وبرامج الزيارة ويجيبون على استفسارات الزوار والشباب
على عصام أحد متطوعى البرنامج الرئاسى، كان مكلفًا بتنظيم الدخول إلى القاعة التى تستضيف حفل الافتتاح، قال لـ"اليوم السابع" إن إحدى الوكالات الإعلامية تولت مهمة تدريب المتطوعين قبل شهرين من بدء المنتدى حيث تلقت السير الذاتية للشباب الراغبين فى التطوع وبدأت تختار منهم فاستقرت على 35 شابًا وشابة لتنظيم الدخول فى القاعات، بالإضافة إلى آخرين لديهم مهام لوجستية وتنظيمية مختلفة.
وأشار "على" الذى أنهى دراسته الجامعية، إلى أن المتطوعين ينتمون لتخصصات مختلفة بعضهم خريجى جامعات مصرية وأخرى أجنبية والبعض الأخر مازال طالبًا بالفعل
أما زميله محمد أمجد، الذى كان يتولى تقسيم ضيوف الحاضرين وتوزيعهم على مقاعد الجلوس، عبر عن سعادته بالتجربة التى يخدم من خلالها بلده مصر فى أكبر حدث شبابى على مستوى القارة الإفريقية
مهمة أمجد بدأت منذ أسبوع مضى مثلما يقول حيث جرى تدريب المتطوعين داخل القاعة على الأعمال التنظيمية قبل الانخراط فى العمل رسميًا، تدريبات شاقة منذ الصباح وحتى المساء على استقبال الضيوف وإرشادهم والإجابة على أسئلتهم وتسهيل مهمة رجال الشرطة المكلفون بالتأمين.
أما عالية زميلتهم فى البرنامج الرئاسى أيضًا فوصفت تجربة التطوع بالرائدة متمنية أن تظهر الجهود التى بدأتها مع زملائها بالشكل الذى يشرف صورة مصر ويعيد مكانتها الدولية ويعيد شرم الشيخ لموقعها على الخريطة السياحية.
فى القبة التى يطول الانتظار بها لساعات طويلة قبل حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى بصحبة زعماء دول العالم، تعرض القبة بانوراما لحضارات مصر، ترى معبد الكرنك وطريق الكباش، وإلى جواره برج القاهرة الشاهق يطل على النيل الساحر، والقاهرة الإسلامية فى المنتصف، وكأنك تمر بين كل تلك الحضارات والعصور.
حين يطول الانتظار فى قاعة القبة، يلجأ مخرج الافتتاح إلى حيلة ذكية، تعيد الحيوية إلى القاعة مرة أخرى، يوجه عدسات الكاميرا للمشاركين الشباب فيرون صورهم وقد احتلت شاشات العرض، يردون تحيته برفع أعلام بلادهم، وينال علم فلسطين تصفيقًا كبيرًا، أما من ترك علم بلاده ولم يحمله إلى القاعة، يفتح صورته على الموبايل، وينقلها مخرج العرض مرة أخرى لتكسو الشاشة وسط تصفيق جميع الحاضرين.
بعدها، تبدأ فعاليات الحفل، كلمات للشباب من مختلف أنحاء العالم، ويعود الشاب ياسين الزغبى الذى خطف الأبصار فى مؤتمر الشباب الماضى، للأضواء مرة أخرى، كبطل لفيلم عنوان المراسلات الذى يتعرض لقضية اللاجئين وضحايا الحروب ويعرض لنماذج من حياة بعضًا منهم.
ثم تأتى بعد ذلك كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أعرب فيها عن سعادته باستضافة هذا المنتدى فى نسخته الأولى، وكأنه يشير إلى وجود نسخ أخرى للمنتدى فى المستقبل.
يظهر مطربو الحفل مختلفى الألوان والأجناس على المسرح، ويبادلهم شباب الحاضرين التصفيق ولا ينسى المشاركون الإشادة بجهود اللجنة المنظمة مثلما قال موسى الشاب الغانى الذى اعتبر المنتدى أهم حدث فى إفريقيا، مؤكدًا أن القارة السمراء تستضيف لأول مرة كل هذا العدد من الشباب من مختلف الجنسيات للنقاش حول القضايا العالمية الملحة ولتبادل الأفكار حول التنمية والصراعات فى العالم وكيفية مواجهة تلك التحديات.
"موسى" يشكر الحكومة المصرية التى وفرت له، هذه الفرصة فى المشاركة التى غيرت انطباعاته عن مصر وشعبها، الأمر الذى يلاقى ترحيبًا من زميلته الهولندية، ايلينا التى تؤكد أن مصر أجمل بكثير من تلك الصور التى تنقلها وسائل الإعلام العالمية فهى تتمتع بالأمن والأمان على حد تعبيرها.
ويعد منتدى شباب العالم الذى يقام تحت رعاية الرئيس السيسى، منصة فعالة للحوار المباشر بين الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة والشباب، وتتضمن جلسات المنتدى 64 جلسة، يتحدث فيها 222 متحدثا، يمثلون 46 دولة من جنسيات مختلفة.
ويضم الوفد الذى وصل صباح اليوم الأحد جنسيات مختلفة من دول، نيبال، وسوريا وتايلاند، واستراليا وكندا والبرازيل وأرمينيا والهند وماليزيا وكمبوديا وتونس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة