شهدت مدينة كفر الشيخ جريمة بشعة اهتزت لها مشاعر الأهالى، عندما أقدم طالب ثانوى على قتل شقيقه التلميذ بالصف السادس الابتدائى، بصورة مقززة بعد أن استدرجه لمكان مهجور تملأه الحشائش، بعيداً عن الماره، لينفذ جريمته، وبرغم أنه مريض نفسى، إلا أنه عقد النية على قتل شقيقه منذ خروجه من منزله بالعزبة الجديدة غرب المدينة، باصطحابه مقصاً، وأوهم شقيقه بأنهما سيتوجهان لأحد الأماكن لشراء بعض الأشياء، واستجاب له الشقيق الطفل الذى يبلغ 12 عاماً، ولم يكن يتخيل أن تكون نهايته على يد شقيقه.
وعبرا معاً مزلقان الإنشاء والتعمير، ليتجه بشقيقه لأرض فضاء مجاورة لمضرب الأرز لينفذ جريمته، ولم يكن أحد فى ذلك المكان المظلم، فالليل قد حل، لينسج ظلامه على جريمة يرتكبها شقيق فى حق شقيقه، تعيد للأذهان قصة قابيل وهابيل.
بادر طالب الثانوى، شقيقه بطعنة فى البطن، وحاول الصغير الهروب صارخاً من شدة الألم، إلا أنه تمكن منه، وانهال عليه بالمقص فى أماكن متفرقة من جسده، ولكن كل تركيزه أن تكون الضربات حول منطقة البطن، واستسلم الصغير لضربات شقيقه الموجعة رغماً عنه، والمتهم لم يتأثر بمناشدة شقيقه وتوسلاته بتركه أو معرفة سبب فعلته، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
وتحول الشقيق الأكبر لجنس بشرى آخر يقطع فى جسد شقيقه الذى فارق الحياة، متلذذاً بتناول لحمه وإخراج أحشائه كأنه فى مشهد تمثيلى يعبر عن "آكلى لحوم البشر"، وبعد أن مزق جسد شقيقه وتناول أجزاء منه، وتلطخت يداه وملابسه بالدماء، هرب ناحية الشارع العمومى، متجهاً إلى نقطة الإسعاف المجاورة للساحة، وتلاحظه العيون ويراقبه المارة، فاتجه صوب مسعفين معترفًا بجريمته واصطحباه لمسرح الجريمة، ليتأكدان مما سمعاه، وهالهما منظر طفل صغير تقطعت أجزاءه وأحشائه مبعثرة، وجزء من لحومه منتشرة فى المكان، والتراب ارتوى بدماء الصغير، ولا يوجد جزء لم تصيبه ضربات شقيقه إلا قدميه، واتصل المسعفان بالنجدة ف الحال.
وانتقل على الفور العميد محمد عمار مدير البحث الجنائى، وفريق من إدارة البحث، ليجدوا الجثة ملقاة على الأرض وبجوارها القاتل الذى لم يبدى أى إنكار، واعترف بجريمته كاملة.
أجرى مدير المباحث الجنائية اتصالاً بوالده الذى حضر، وتعرف على الجانى والمجنى عليه، فكلاهما نجليه، ولم يتمالك نفسه من هول ما رآه، فنجله الأكبر مريض نفسيا لا يدرك ما يفعله، والصغير غارق فى دماءه جثة، وسقط أرضا من شدة تأثره بما رآه وما حدث لنجله الأصغر.
تلقى اللواء أحمد صالح مدير أمن كفر الشيخ، إخطارا من العميد محمد عمار رئيس مباحث المديرية، يفيد بتقدم عبد الرحمن السيد محمد المأذون 18 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى، مقيم بالعزبة الجديدة بمدينة كفر الشيخ، ببلاغ يفيد بقتله لشقيقه إيهاب 12 سنة تلميذ بالصف السادس الابتدائى، وأنه أكل لحمه.
انتقل رجال المباحث لموقع الحادث، وتبين وجود جثة شقيق المبلغ بجوار سور مضرب الأرز بأرض فضاء بها إصابات عبارة عن خروج أحشاء وأثار سلخ بمنطقة الصدر والبطن والذراع الأيسر والعضد الأيمن، ويوجد آثار قطع من اللحوم متناثرة بالمكان من الجثة، وعثر على مقص معدنى عليه آثار دم المجنى عليه.
وبسؤال والد المتهم والمجنى عليه، السيد محمد محمود المأذون 61 سنة، أقر بأن نجله المتهم أكد له قتله شقيقه الأصغر وأكل لحومه، مؤكداً أن نجله المتهم يعانى من أمراض نفسية وعصبية، ويعالج منذ عام ونصف عند أحد الأطباء النفسيين، وتعرف على المقص المعدنى المعثور عليه بجوار الجثة، وأنه خاص بالمنزل، وبسؤال المتهم الذى كانت على ملابسه ووجهه وفمه آثار الدماء، أقر بارتكاب الواقعة.
وبسؤال كلا من محمد مصطفى محمد عبد الفتاح 27 سنة مسعف، ويوسف مصطفى يوسف 41 سنة سائق بالإسعاف، أيدا ما جاء بالفحص، وأقرا باعتراف المتهم لهما حال إبلاغهما بالواقعة، فتحرر المحضر رقم 3109 إدارى قسم ثانى لعام 2017م.
وأمر العميد محمد عمار مدير إدارة البحث الجنائى، بتشكيل فريق بحث لمعرفة أسباب الجريمة، برئاسة العميد محمد عبد الوهاب رئيس المباحث، وتبين من التحريات أن طالب الثانوى المتهم مريض نفسيا ويتردد على أحد الأطباء منذ عام ونصف، وأن اعترفاته بالجريمة مطابقة للتحريات التى أجراها فريق البحث.
وانتقل فريق من النيابة برئاسة محمد فايد، وكيل نيابة بندر كفر الشيخ، تحت إشراف المستشار أحمد شطا، رئيس النيابة الكلية، لمعاينة مسرح الجريمة، فوجدوا الجثة ملقاة وبجوارها القاتل يقف ساكنًا لا يتحرك، ومثل الشقيق الأكبر جريمته كاملة، ووالده يبكى مرددًا "حسبى الله ونعم الوكيل".
وأمام محمد فايد، وكيل نيابة بندر كفر الشيخ، رفض المتهم مثول محاميه متطوعة لتكون معه أثناء التحقيقات، قائلا: "أنا مش عاوز حد يدافع عنى.. أنا قتلت أخويا وأكلت لحمه"، واستدرجته لمكان الجريمة ونفذتها ومكنتش فى وعيى، و"أنا عاوز أنال عقابى"، فقرر وكيل النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وعرضه على طبيب نفسى، وتقديم تقرير كامل بحالته الصحية والعصبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة