بالصور.. اليوم السابع مع "نافخ الكير" مهنة ذكرها التراث الدينى ولا يعرفها الكثيرون.. العاملون بالمهنة: شغلانة "النبى داوود".. والحديد يتحول عجينة فى إيدى.. ويعترف: البركة فى زوجتى بتساعدنى ومن غيرها أتوقف

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 03:00 ص
بالصور.. اليوم السابع مع "نافخ الكير" مهنة ذكرها التراث الدينى ولا يعرفها الكثيرون.. العاملون بالمهنة: شغلانة "النبى داوود".. والحديد يتحول عجينة فى إيدى.. ويعترف: البركة فى زوجتى بتساعدنى ومن غيرها أتوقف نافخ الكير وزوجته
قنا- وائل محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لايعرف الكثير منا مهنة "نافخ الكير" الذى تحدث عنها الرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم، حينما قال: "إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة"، لكن العاملين فيها، يتافخرون بتلك المهنة وبمجرد التحدث معهم يخبرونك أنها مهنة سيدنا داود.


 

والكير هى عبارة عن أحجار سوداء بمجرد أن تضعها فى النار تشتعل وتظل درجة حرارتها مرتفعة، تدفع العاملين على وضع قطع الحديد بداخلها لعمل منها أشياء بدائية يستخدمها الفلاح المصرى والمزارع فى حياتهم اليومية، لكن أن تمتهن تلك المهنة سيدة تتقاسم فيها أوقات العمل زوجها داخل مركز الوقف بمحافظة قنا، أمر غريب.


 

الحاج محمد "أبو محمود" نافخ الكير، قضى سنوات عمره فى تلك المهنة، بداية من مرحلة الطفولة، والتى شق طريقة لمهنة توارثها عن والده، والتى ظهرت فيما بعد على ملامح جسدة، والتجاعيد التى جسدت مرحلة التعب فى مهنة شاقة تساعده فيها زوجته، والمسئولة عن نفخ الكير وإشعال النار فيه حتى يستطيع زوجها تلين الحديد والطرق عليه مستخدما شاكوش يقضون ساعات العمل فى الأسواق منذ طلوع الشمس حتى دخول أذان الظهر، حاملاً ما اكتسبه من أموال لسد احتياجات أسرته من الطعام.


 

"النّفخ فى الكير.. شغلانة إلى مش بيخاف من النار، ومهنة نبى الله داود، عليه السلام"، هكذا تحدث عن مهنته، قائلاً النبى لما تحدث عن نافخ الكير كان يقصد التحذير من شرارة النار التى تخرج من طرق الحديد ونفخ الكير، والتى تقوم بحرق الثياب، مشيراً إلى أن مهنة نافخ الكير تجلب الأمراض بسبب الرائحة التى تخرج من "فحم الكير" وتعرض العاملين فيها للإيذاء بسبب لهيب النيران الذى يلسع اليدين والقدمين لكن فكرة التخلى عن تلك المهنة شىء صعب جداً، لان صنعة ورثناها عند أجدادنا، وهى مصدر رزقى الوحيد.

7-ابتامسة-ابومحمود-نافخ-الخير-فى-قنا

أضاف: "عملى فى الأسواق أخرج عقب أذان الفجر، حيث أتوجه إلى سوق مركز الوقف، وتحديداً يوم الإثنين، أقوم بنصب حفرة فى الأرض بداخلها "ماسورة" من الحديد، وأقوم بردمها، ووضع حبات من الفحم وحجرين وآلة، وأشعل النيران ثم تقوم زوجتى بجلب منفاخ وهو عبارة عن قطعة كبيرة من جلود البهائم، ووضعها فى الحديدة المثبته على الأرض ثم تقوم زوجتى بالنفخ وإخراج هواء من الحديدة حتى يظل "الكير" مشتعلاً وبعد ذلك أضع الحديد فى الفحم حتى يصل إلى درجة انصهار معينة، وبعدها يتم تشكيل الحديد حتى يصبح مثل العجين وأقوم بتشكيلة وفق رغبتى وفى النهاية يصنع منه الطوارق ومقابض الحديد وسن المقصات مسامير الكهرباء ومواسير السباكة رأس الفأس.


 

الحديث عن فضل زوجته فى صناعته يضيف: "أنا العمل يتوقف دون زوجتى فدورها نفخ منفاخ الكير الذى يساعد "فحم الكير" على الاشتعال حتى يكون الحديد منصهر بمجردة وضعه فى النار، وبعد الطرق عليها توضع قطعة الحديد فى الماء، والحمد لله مستورة رزق يوم بيوم، وأنا بدون زوجتى لا أستطيع العمل، هى تعلم أن أجرة العامل الذى يعمل مكانها تصل إلى 80 جنيه، فهى تعمل على توفير هذا المبلغ لأولادها وذلك فى ظل الظروف الاقتصادية التى يعانى كل بيت مصرى منها، كما أنها تقوم ببيع الأشياء الذى أقوم بتصنيعها مثل "حديد يربط بها البهائم، الفأس، الطرية التى يستخدمها المزارعون فى تقليب الأرض، وبعض الأوقات يمسك أبنائى الصغار بشاكوش صغير يحاول تقليدى لكن أنا لم أجبرهم على امتهان تلك الصنعة".

10-منتجات-يقوم-بصناعتاها-نافخ-الكير-فى-قنا

واختتم حديثة: "مشكلة شغلانة نافخ الكير الأمراض التى تجلبها للصدر، لكن هناك مثل صعيدى بيقول: "إللى يتجوز أمى أقوله ياعمى" وإحنا عارفين أنها بتجيب المرض لكن مفيش شغلانة غيرها، وكل إنسان بياخد نصيبة من الدنيا، وأنا بتمنى ولادى ميتعلموش الصنعة لكن كل إنسان بياخد نصيبه وزرقة ربنا كاتبه، وربنا يحرم النار عليا زى مكانت مصدر أكل عيشى فى الدنيا".


 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة