مبتهجا تلقيت دعوة منتدى شباب العالم المقام فى المدينة المصرية الأجمل «شرم الشيخ»، الذى ترعاه مؤسسة رئاسة الجمهورية، وفى الحقيقية، فإن هذا الابتهاج لم يكن وليد المصادفة، ولم يأت من باب التفاؤل فحسب، فقد حضرت فعاليات مؤتمر الشباب الذى أقامته مصر فى العام الماضى، واعتبرته من أكثر الأحداث إيجابية، فتلك الروح الجامحة التى لا تجتهد فى اكتشافها بين أروقة المؤتمر لا تجعل لليأس فى قلبك مكانا، وهذا الطموح الواعد الذى تقابله فى عيون الشباب المشاركين يخبرك بأننا نستطيع أن ننهض بشرط أن نحسن استغلال هذا الطموح، وأن نوظفه فى المكان الأنسب، ولهذا لا أبالغ إذا قلت إننى اشتقت إلى هذه الروح منذ مؤتمر العام الماضى، فأسرعت بتلبية الدعوة.
فى هذا العام اختلف الأمر كثيرا، والمفاجأة السارة هى أن الاختلاف كان للأفضل، فمنذ اليوم الأول لوصولى لشرم الشيخ وكل شىء جميل، كل شىء دقيق، كل شىء فى مكانه، كل شىء مبهر وملهم فى آن، مما يؤكد أن اللجنة المنظمة للمنتدى بذلت مجهودا غير عادى من أجل أن يصبح المنتدى «دوليا» واضعين فى حسبانهم أنهم يقدمون صورة لمصر، وقد اختار منظمو المنتدى الضيوف بعناية، وهو ما ظهر جليا فى الحفل الافتتاحى، الذى رأينا فيه العديد من الجنسيات والأعراق، كما طرحت العديد من الأطروحات والتجارب الإنسانية الملهمة.
وقد أحسن منظمو المؤتمر باختيار تيمة «اللاجئين» كتيمة أساسية من تيمات المؤتمر، نظرا للعديد من الاعتبارات، أولها أنها قضية إنسانية فى المقام الأول، وثانيها أنها قضية تخص العديد من الدول المجاورة، وثالثها أنها تعوض بعض الفتور الذى يعترى أداء بعض الدول العربية تجاه هذه القضية، ورابعها أنها تيمة «عالمية» تخص الجميع، وتخرج المنتدى من صبغته المحلية إلى نسخته الدولية.
هذا البريق اللافت فى إعداد المؤتمر وتنظيمه يجبر الواحد على التفكير فى مستقبله، وفى الحقيقة، فإنى أتمنى من منظمى المؤتمر أن يخطو بالمؤتمر إلى خطوة أبعد مما خطونا، لكى يصبح هذا المؤتمر علامة فارقة فى خارطة الاهتمامات العالمية.
نكمل غدا.