استقبل سامح شكرى وزير الخارجية صباح اليوم الثلاثاء، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ، وزير خارجية فنلندا تيمو سونى فى أول زيارة لوزير خارجية فنلندى لمصر منذ عام 2009.
وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى بيان صحفى، بأن الوزيرين بحثا سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين وتبادلا الرؤى إزاء الأوضاع الإقليمية، لاسيما على ضوء نتائج الجولة الأخيرة للمشاورات السياسية التى عقدت على مستوى كبار مسئولى وزارتى الخارجية فى هلسنكى خلال شهر يونيو الماضى.
وأوضح أبو زيد، أن سامح شكرى استعرض فى مستهل اللقاء أهم التطورات الإيجابية فى عملية تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه مصر منذ عام 2014، والذى حظت مراجعته الأولى على إشادة صندوق النقد الدولى ومؤسسات التصنيف الائتمانى المعنية، الأمر الذى يطرح فرصا استثمارية كبيرة أمام الشركات الفنلندية بقطاعات الخدمة اللوجستية والمناطق الصناعية والموانئ بمحور قناة السويس.
كما أكد شكرى على تطلع الحكومة المصرية للتعاون والاستفادة من الخبرات الفنلندية فى مجالى مراقبة الطرق والتعليم الفنى بما يتوافق باحتياجات السوق المصرية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، بأن سامح شكرى شدد خلال اللقاء على ضرورة تبنى الاتحاد الأوروبى لرؤية شاملة إزاء الأوضاع والتطورات فى مصر بحيث تأخذ فى الاعتبار جهود مصر لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة ومواجهة التحديات الخاصة بمكافحة الإرهاب داخليا وإقليميا فى ظل الأوضاع التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب عن تطلع مصر لقيام الاتحاد الأوروبى بدعم المساعى المصرية لتحقيق التنمية الشاملة فى إطار استراتيجية التنمية المستدامة 2030 وتعزيز جهود الحكومة المصرية فى تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى، لاسيما عقب اعتماد وثيقة أولويات المشاركة بين الجانبين بعد اجتماع مجلس المشاركة الأوروبية فى 25 يوليو الماضى، وتوقيع وثيقة إطار الدعم الموحد بقيمة 500 مليون يورو خلال زيارة المفوض الأوروبى لسياسة الجوار.
ونوه أبو زيد، إلى أن وزير الخارجية تناول الجهود المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية على المستويين التشريعى والتنفيذى، فضلا عن جهود قوات حرس الحدود وخفر السواحل المصرية والتى كان لها انعكاس واضح على توقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية عام 2016، مشددا على أن الثوابت المصرية الأساسية فى التعامل مع هذه الظاهرة تعلى من أهمية المنظور التنموى الذى يسعى لمعالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية للهجرة غير الشرعية.
من جانبه، أثنى وزير خارجية فنلندا فى بداية حديثه على حسن تنظيم منتدى شباب العالم الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ، مؤكدا حرصه على المشاركة فى فعالياته المختلفة التى اتاحت المجال أمام شباب العالم بشكل غير تقليدى للتواصل وتبادل الرؤى مع كبار المسئولين.
كما أعرب سونى، عن تثمينه للعلاقات مع مصر وأهمية تطويرها ودعمها، لما تمثله مصر من ركيزة أساسية للاستقرار فى الشرق الأوسط، مشيدا بما حققته مصر من تقدم على المستوى الاقتصادى، كون مصر معبرا هاما للمنتجات الفنلندية إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعد من أكبر مستوردى الخشب الفنلندى فى المنطقة، معربا عن تطلع بلاده تعزيز التعاون التجارى والاقتصادى مع مصر.
واختتم أبو زيد تصريحاته، مشيرا إلى أن محادثات الوزيران تطرقت للقضايا الإقليمية، حيث حرص وزير الخارجية على الإجابة عن الاستفسارات التى طرحها وزير خارجية فنلندا بشأن رؤية مصر وتقييمها للأوضاع فى ليبيا وسوريا والعراق، والتطورات الأخيرة فى لبنان وجهود مصر فى تحقيق المصالحة الفلسطينية وما يمكن أن تمثله من فرصة لتشجيع الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى على استئناف المفاوضات.
وثمن وزير خارجية فنلندا دور مصر الداعم لاستقرار المنطقة، وما تمثله السياسات والمواقف المصرية من توازن وقدرة على التعامل بحكمة مع كل تلك الأزمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة