150 شاباً وفتاة مصرية جاءوا إلى شرم الشيخ من مختلف دول العالم، جعلوا ليلة افتتاح مؤتمر الشباب حدثاً عالمياً كبيراً، ونقلوا عن طريق الموبايلات والسوشيال ميديا حفل الافتتاح لكل الدنيا، بالفرحة والبهجة والحفاوة، وكأنهم يقولون: هذه هى مصر بلدنا، نحن الآن فى مدينة السلام، شرم الشيخ.
دعاية تساوى مليارات شارك فيها ك ل شباب العالم، بنقل الافتتاح الحضارى الرائع، وغيروا الانطباع السائد فى دول العالم، بأن الشرق الأوسط بلدان الإرهاب والقلق والاضطرابات، فلا يمكن لبلد غير مستقر أن ينظم هذا المحفل الدولى الكبير بكل الروعة التى جذبت الأنظار ونالت الاستحسان.
بشرة خير لشرم الشيخ التى تتشوق للعودة إلى الحياة، وحياتها فى امتلاء فنادقها بالسائحين، وازدحامهم فى شواطئها وأسواقها وشوارعها التى كانت تواصل الليل والنهار، وحين حط وحوش الدم أصابوها بالأحزان، وعندما تدفق أكثر من 3200 شاباً فى المدينة أعادوا ذكرياتها الجميلة، وبعثوا برسالة للعالم بأن مصر آمنة ومطمئنة، ومدينة السلام ستبقى رمزاً للمحبة والسلام.
المنطقة من حولنا تغلى، ولا تعرف ماذا يخبئه الغد لشعوبها، وينفرط عُقد دولها واحدة تلو الأخرى إلا مصر القوية الراسخة التى تستعيد دورها ومكانتها، وكان ضرورياً أن يأتى شهود عيان ليروا بأنفسهم حقيقة الأوضاع، فالإرهاب الذى يضخمون صورته محصور فى مناطق محدودة، ولكن طول البلاد وعرضها يتمتع بأقصى درجات الحماية والهدوء.
من حق شبابنا أن يفخروا بوطنهم، رغم المعاناة والتحديات والظروف الصعبة، فنحن لنا وطن ولدينا عنوان، وفى بلدان أخرى فقدت الأوطان ولم يُستدل لشعوبها على عنوان، وما أصعب أن يهجر شعب بلده، ويعيش فى معسكرات اللاجئين التى لا تختلف كثيراً عن أماكن الحجر والاعتقال، محاطة بالأسلاك الشائكة وكلاب الحراسة، وأصبح حلم قاطنيها أن ينطلقوا خارج الأسوار ويتنسموا بعض هواء الحرية.
من شرم الشيخ انطلقت صيحات استغاثة على ألسنة شباب العالم، ينددون بالحروب والقتل والدماء، ويطالبون بأوطان نظيفة، تتطهر من كل أشكال الحروب والصراعات والإرهاب، فمن حق اللاجئ أن يعود لوطنه، والمعذبون فى الأرض أن تنتهى معاناتهم وآلامهم.
لنا وطن، وبلاد أخرى ساقوا نساءها إلى أسواق النخاسة، وانتهاك الأعراض والاغتصاب، وما أبشع أن تكون نساء الدول المنهارة تحت رحمة وحوش فى غابات همجية، فبكى الجميع على شكوى الفتاة الإيزيدية لمياء بشار التى نقلت للعالم كله، صرخات نساء العالم: أوقفوا الحروب وانتهاك أجساد النساء.
شرم الشيخ.. مرحباً.. عودة الروح وبداية العودة للحياة.