كان ذلك قبل ما يقرب من 6 أشهر.. فوجئ الجميع بما آلت إليه الأوضاع داخل مطار حمد الدولى الذى طالما امتلئ بالوافدين والراحلين من الإمارة الصغيرة ، قبل أن تقدم الدول العربية الكبرى وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين على مقاطعة نظام تميم بن حمد.
مطار حمد الدولى يبحث عن مسافرين
عم الصمت سريعاً أرجاء صالات الوصول وبوابات المغادرين التى خلت إلا من قلة أرغمتها دواعى العمل والارتباطات الأسرية على التردد ذهاباً وإياباً على المطار الأشهر داخل الإمارة ، لتفتح قطر منذ الخامس من يونيو الماضى صفحة جديدة لخسائر ممتدة لا تعرف حتى كتابة هذه السطور نقطة نهاية ، وليكتشف تنظيم الحمدين الإرهابى أن حسابات ما بعد المقاطعة العربية فاقت كافة تقديرات ما كان قبلها.
بخسائر مفتوحة على مدار ما يقرب من 6 أشهر ، حل قطاع الطيران داخل الإمارة الراعية للإرهاب فى صدارة ضحايا عناد النظام الحاكم داخل الدوحة ، وفى طليعة القطاعات التى تكبدت ولا تزال انهيارات اقتصادية كبرى بعد أن امتدت رحلة البحث عن المسافرين فى مطار حمد الدولى لما يقرب من نص العام، وبعد أن باتت طائرات "قطر إيرويز" محرومة من التحليق فى سماوات الخليج العربى .
طيران قطر تكبد خسائر فادحة
النص القاطع على فرض حظراً جوياً على طائرات الدوحة فى البيان المشترك الذى أصدرته دول الرباعى العربى لم يكن مدفوعاً برغبات انتقامية ، ولم يكن هادفاً لضرب أحد أقوى قطاعات موارد الاقتصاد القطرى بعد قطاعى النفط والغاز ، وإنما تحركاً يرمى بالأساس إلى الحد من نشاط شبكة تهريب الأموال والأسلحة إلى التنظيمات والكيانات الإرهابية والمتطرفة ، بعد سلسلة من التقارير الإعلامية الغربية التى كشفت أن الخطوط القطرية كانت ضمن وسائل تنظيم الحمدين لتمويل الإرهاب والعنف المسلح فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وفى هبوط اختاره نظام تميم بن حمد بعناده ورفضه للمطالب العربية المشروعة، واصل قطاع الطيران النزيف لما يزيد على 5 أشهر ، وتوالت الانهيارات التى تكبدها كلاً من مطار حمد الدولى وشركة الخطوط الجوية القطرية ، حيث تكبد ميناء قطر الجوى ما قدره مراقبون بما يقرب من 200 مليون دولار خسارة أسبوعية بعد فقدان ما يزيد على 300 رحلة فى الفترة الزمنية نفسها ، فى وقت فشلت فيه "قطر إيروويز" فى كسر طوق العزلة عبر صفقات الاستحواذ التى باءت جميعها بالفشل.
وفى تقرير لها أمس ، قالت صحيفة "فينانشيال تايمز" البريطانية إن الخطوط الجوية القطرية استحوذت على 9.61% من خطوط "كاثى باسيفيك" الجوية المحدودة، التابعة لحكومة هونج كونج، مقابل 662 مليون إسترلينى، رغم ما تعرضت له الأخيرة من خسائر خلال الفترة الأخيرة بعد أن انخفضت أسهمها بنسبة 4.8 %.
أكبر الباكر رئيس قطر إيرويز
وأضافت الصحيفة، أن قطر تحاول أن تواجه استمرار مقاطعة الرباعى العربى، غير أن المحللين اعتبروا أن شراء الأسهم سيزيد من الصعوبات التى تواجهها ، خاصة فى ظل ما تعانيه الخطوط الجوية القطرية من انهيارات فى الحجوزات وتراجعاً فى عوائدها رغم التخفيضات التى أتاحتها من آن إلى أخر منذ اندلاع الأزمة.
الأزمة التى تعانى منها قطر إيرويز، دفعت رئيسها التنفيذى أكبر الباكر لاستجداء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومطالبته التدخل لانهاء الأزمة بين الدوحة ودول الرباعى العربى، حيث قال على هامش مشاركته فى مؤتمر الطيران "كابا" فى سنغافورة منتصف الأسبوع إن شركته تتوقع الإعلان عن خسائر "ضخمة" بنهاية مارس 2018، مطالباً فى تصريحات شبكة "إن بى سى" الأمريكية الرئيس ترامب ببذل المزيد من الجهود لإنهاء المقاطعة الاقتصادية على بلاده.
وأضاف الباكر: يتعين على ترامب العمل بشكل أسرع ، وبذل المزيد من الجهد لحل الأزمة ونحن نعتمد على التحرك الأمريكى لإنهاء هذه الأزمة.
الباكر الذى فشل قبل ما يقرب من 4 أشهر فى إبرام صفقة استحواذ على 10% من أسهم شركة الخطوط الجوية الأمريكية سبق أن تورط فى وقت سابق فى تصريحات مسيئة تجاه مضيفات "أمريكان إيرويز" حين وصفهن بـ"الجدات"، متفاخراً بأن شركته لا توظف إلا بنات أعمارهن 26 عاماً، وأنها تطرد وتفصل أى مضيفة تفقد مظهرها الجيد أو تتقدم فى العمر.
وفى تصريحات لـ"بلومبرج" قبل يومين، اعترف الباكر بما يعانيه قطاع الطيران من خسائر، قائلاً: "من السابق لأوانه معرفة حجم ما خسرناه، لكنه أمر مؤلم أن تتحمل الشركة تكاليف الوقود حيث نضطر للذهاب مسافات طويلة بسبب الحظر المفروض علينا".
وأضاف : طيران قطر فقد نحو 11% من شبكته و20% من الإيرادات .. إلغاء العديد من الرحلات القصيرة وتحويل الخدمات العابرة للقارات بسبب غلف المجال الجوى كل ذلك يكبدنا الكثير".
ويقدر مراقبون وخبراء اقتصاد ، إجمالى الخسائر التى تعانى منها قطر بعد ما يقرب من نصف عام من المقاطعة بما يزيد على 77 مليار دولار فى قطاعات بمقدمتها الطيران والسياحة ، والانشاءات وقطاعى النفط والغاز، ذلك بخلاف ما تعانيه السوق المالية القطرية من نزوح لرؤوس الأموال الاجنبية وأزمات سيولة وتضخم وغير ذلك من المشكلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة