- قرأت عن مصر لأول مرة حين كان عمري 10 سنوات وحلمت بزيارتها
- شرم الشيخ مدينة السلام حقًا والحكومة المصرية تبذل ما بوسعها لمنع الإرهاب
ضمن المدعوين لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، لمعت المترجمة الفايتنامية ترانج فو هونج، بعدما قدمت كلمة عن التفاعل الثقافى والهوية الحضارية، حازت على إعجاب الحاضرين، شكرت فيها الترجمة التى كانت لها جسرًا تعبر به من ثقافة إلى أخرى دون أن تتخلى عن هويتها الوطنية، عن مشاركتها فى منتدى شباب العالم كان لـ"اليوم السابع" معها هذا الحديث.
قالت "فو" إنها أنهت منذ شهور دراسة الماجستير فى ألمانيا، وقد تعرفت خلال دراستها على حضارات الشرق الأوسط وكان من بينها الحضارة المصرية، مضيفة: "كما أشرت فى كلمتى بالمنتدى، المرة الأولى التى سمعت فيها اسم مصر، كنت فى العاشرة من عمرى، حين قرأت حكاية عن أحد ملكات الفراعنة، وأثرت فى أفكارى كمراهقة عن صورة المرأة القوية وقيمة الحب فى الحياة، وقتها لم أكن أعلم ما هى مصر، كل ما عرفته أن هناك دولة بعيدة عن بلادى فيتنام تسمى مصر، وحلمت بزيارتها يومًا ما".
أعربت "فو" عن سعادتها بزيارة مصر التى قرأت عنها طفلة، قائلة: سعيدة أن حلمى صار حقيقة فى هذا المنتدى الذى حظى بتنظيم مبهر منذ اللحظة التى هبطت فيها طائرتى فى القاهرة، مرورًا بوصولى إلى الفندق، وحتى بدء الفعاليات انبهرت جدًا بهذا النظام وبترحاب المصريين وتلك الابتسامة التى لا تفارق وجوههم.
وعن المصريين قالت "فو": كل من قابلتهم فى مصر كانوا مصدرًا للإلهام، ومع ذلك لم يسمح لى برنامج الزيارة باكتشاف مصر الفرعونية التى قرأت عنها، وأتمنى أن يأتى اليوم الذى أستطيع فيه ذلك، ولكن ما أسعدنى حقًا هو البشر هنا، فالكل مبتسم ومستعد للمساعدة والدعم، رغم إننى لا أتحدث لغتهم العربية، ونتحدث معًا بالإنجليزية، وما رأيته هنا دفعنى للتفكير بجدية فى تعلم اللغة العربية لكى أتواصل مع هؤلاء الذين أشعرونى بحرارة ودفء الاستقبال.
ولم تخف "فو" مما قرأته عن مصر فى وسائل الإعلام الأجنبية، موضحة: "تركت أوروبا منذ ثلاث سنوات، كان الإرهاب قد بدأ يشق طريقه إلى القارة، لم أكن أشعر بالخوف فى أوروبا ومن ثم لم أخاف من المجئ إلى مصر، الإرهاب لن يفعل شيئًا بالبلد إن لم يستطع أن يدخل عقول سكانها، أنا اليوم فى مدينة السلام وفى مصر بلد السلام، لذلك لن يخفينى شئ، وما رأيته من تأمين هنا جعلنى أشعر إننى فى أمان تام، لا أظن أن الإرهاب يؤثر على هنا، ومتأكدة أن مصر ستفعل كل ما بوسعها لتحمى مواطنيها من الإرهاب وتحافظ على أرواحهم، وتهزم تلك الأفكار الشريرة.
وتحدثت "فو" عن الترجمة التى تعمل بها منذ سنوات، قائلة: من خلال ترجمة القصص الأسطورية القديمة، سمعت عن مصر، لذلك أرى أن الترجمة تنشر الثقافة، والترجمة مهمة جدًا فى زمن العولمة، لأنها تنقل الثقافات المحلية إلى العالمية، فالترجمة هى عمل محلى، لأنها تجعل الأجانب يفهمون ثقافتك الخاصة، ومن ثم فإن الترجمة تلعب دورًا أساسيًا فى عملية التبادل الحضارى، وفى بلدى يحاول الفيتناميون الحصول على منح للدراسة فى أوروبا، وحتى لو لم تكن مصر وجهة للتعليم أو الدراسة، فإن التعرف على ثقافتها يساعد فى ترجمة الأدب والثقافة إلى لغات أخرى، لكى نتعرف على الشرق الأوسط، ومصر والإسلام كدين.
وتابعت بالقول: "على أن أعترف، أن فى فيتنام جامعتين فقط، يدرسان اللغة العربية، ولا يقبل الكثير من أبناء بلدى على الترجمة، لأنها لا تدر دخلًا كبيرًا، ولكن نستطيع أن نقرأ الأدب العربى بلغة وسيطة مثل الإنجليزية، وسمعت عن نجيب محفوظ المصرى الحاصل على نوبل، ولم أقرأ له حتى اليوم".
واعتبرت "فو" أن اللغة كانت حاجز بينها وبين التواصل مع البشر فى مصر مضيفة: أتمنى أن أعود مرة أخرى لمصر، تعلمت الكثير فى هذا البلد، على سبيل المثال حين ركبت طائرة مصر للطيران وبعدما أذاعت المضيفة تعليمات السلامة، سمعت عبارات باللغة العربية ولم أفهم معناها، سألت الراكب الذى يجلس جوارى، فقال إنها صلاة أو دعاء يقرأ قبل السفر، هذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أسمع فيها شيئًا مثل هذا، فقد كان شيئًا جميلًا أشعرنى أن مصر تحرص على أمن وسلامة الركاب.
فى نهاية حديثها تمنت "فو" أن تصبح النسخة القادمة من المنتدى أطول فى الزمن، لكى تستطيع أن تكتشف مصر، وقالت: أحلم أن ينتقل المنتدى لمدينة أخرى العام المقبل لكى أزور مدنًا أخرى فى هذا البلد الرائع، وأتمنى أن أتعلم بعض الكلمات العربية لأتواصل مع المصريين، وسأشترى كتابًا قبل السفر يعرفنى أكثر عن الحضارة المصرية ومصر التى أحببتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة