ما قاله المهندس نجيب ساويرس عن تعنت البنوك مع الراغبين فى الحصول على تمويل لمشروعات صغيرة ومتوسطة، ليست غضبة طارئة فى موقف عابر، فهذه حقيقة نتفق فيها مع الرجل، وتعترف بها البنوك أيضًا، ومبررها أن فساد ما قبل الثورة كان يمنح كل من له قريب أو معارف فى البنك، فرصة الحصول على تمويل معتبر لمشروع وهمى اعتمادًا على دراسة جدوى تباع على الرصيف بخمسة جنيهات، لكن حاسة التاجر الشاطر لدى ساويرس دفعته للمطالبة ببنك خاص لرعاية هذه المشروعات، فهو يعلم مثل بقية زملائه فى أوساط البيزنس، أن مستقبل الكيانات الكبيرة ستحدده عدد الشركات الصغيرة التى تستحوذ عليها هذه الكيانات، لأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة الآن هى حاضنة كبرى للأفكار المستقبلية والابتكارات اللامعة، والشباب المبدعون والمغامرون اليوم تعلموا من دروس الاستحواذات التى تمت خلال السنوات العشرين الأخيرة، وكانت سببًا فى تضخم وحش أسطورى اسمه «جوجل»، لذا فلا أحد سيغامر بمشروعات كبرى إلا الحكومات.