كرم جبر

مصريون أوفياء

الخميس، 09 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«هدى بدوى» مواطنة من أصل مصرى، تعيش منذ سنوات طويلة فى أستراليا، تتكلم اللغة العربية بصعوبة، وتحاول جاهدة أن تحتفظ بلهجتها المصرية، صفَّقَت لها القاعة طويلاً فى منتدى الشباب، عندما قالت: «نحن المصريون فى الخارج لا نقل وطنية عن الشرطة والجيش، مستعدون أن نضحى مثلهم، مصر محتاجاكم، طبطبوا عليها وضعوها فى عيونكم، لازم مصر ترجع تانى».
 
ميزة منتدى شباب العالم، أنه أتى بالطيور المصرية المهاجرة، إلى أجمل مدينة فى العالم «شرم الشيخ»، و«هدى» مثل غيرها من الشباب المقيم فى الخارج، يحملون جنسية دولتهم، ولم يتنازلوا عن جنسية مصر، تم تحذيرهم بأن الأوضاع فى مصر غير مستقرة، لا تذهبوا ولا تتحملوا مخاطر المجازفة، ولكنهم حين شاهدوا بأعينهم أن البلاد آمنة، وأن شرم الشيخ مدينة السلام تبعث برسالة للدنيا، بأن مصر بلد الأمن والسلام.
 
قلت لوزيرة الهجرة نبيلة مكرم: «ضعوهم فى عيونكم ولا تتركوا أبناء مصر نهباً للشائعات المغرضة والدعاية المضادة»، فقالت الوزيرة: «إن برامج التواصل مع المصريين فى الخارج مستمرة، ودَعَوْنا منهم عدداً كبيراً لمنتدى الشباب، ليشاهدوا بأعينهم حجم الاستقرار الذى تتمتع به البلاد، فهم خير سفراء لها، ويدافعون عنها أينما وجدوا، وهم خط الدفاع للدفاع عن وطنهم فى الخارج».
 
المسألة تتعدى الجيل الأول من المصريين المهاجرين للخارج، ففى عروقهم ما زالت مياه النيل تجرى، وفى أفواههم مذاق طعام مصر وخيرها، وفى أرجائها لهم ذكريات لا تنسى وحنين لا ينقطع، ولكن المشكلة فى الجيل الثانى وما يليه، الذين تعلموا وتربوا فى بلدان المهجر، ولهم علم ونشيد غير علم ونشيد وطنهم.
 
هم أولى- أيضاً- بالرعاية والاهتمام، ولابد أن يتنسموا هواء وطنهم، ونزرع فيهم الهوية الوطنية، حتى يظل حبل التواصل مستمراً ولا ينقطع، وتحافظ مصر على احتياطها الاستراتيجى من القوى البشرية، واستمرار نبض الوطنية فى عروقهم.
 
نحتاج مجهوداً مشتركاً لتنظيم زيارات مستمرة لأبناء المصريين فى الخارج، ليزوروا الأماكن المهمة فى بلدهم، ويفتخروا بها كما يفتخر بها آباؤهم، وقالتها «هدى» بالفم المليان إنها تشغل مناصب عليا كثيرة فى أستراليا، ولكن حين يسألونها عن جنسيتها تقول أولاً مصرية وثانياً أسترالية.
 
التواصل مهم لحماية الجميع من طوفان الدعاية التى تشوِّه صورة مصر فى الخارج، ويقوم عليها أشرار لا يعرفون قيمة بلدهم، ويضمرون لها شراً، وتلفظهم الأرض ويكرههم هواء الوطن، لكنها مسألة عزيمة فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، تحتاج مزيداً من تضافر الجهود لوضوح الرؤية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة