تواجه الولايات المتحدة وحلفاءها فى حلف شمال الأطلسى (ناتو) صعوبة فى توفير القوات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة التى أعلنها الرئيس دونالد ترامب منذ نحو 3 شهور للحرب الدائرة فى أفغانستان.
وقالت صحيفة (نيويورك تايمز)، فى تقرير نشرته ، اليوم الخميس، على موقعها الإلكترونى، إن عدد الجنود الأمريكيين والدوليين قليل نسبيا فى أفغانستان مسؤولين عن تدريب القوات الأفغانية ومساعدتهم على هزيمة مليشيات حركة طالبان.
وأضافت الصحيفة أنه مع وصول المليشيات المتمردة إلى أقوى مستوى لها منذ بداية الحرب فى 2001 ، فإن أزمة أعداد الجنود تجددت أهميتها فى هذه الفترة.
ونقلت الصحيفة تصريحا لقائد القوات الأمريكية والدولية فى أفغانستان جون نيكلسون جونيور، أمس الأربعاء فى بروكسل ، قال فيه إن القوات الدولية فى أفغانستان قاتلت معظم العام الجارى لكن بأقل مستوى من القدرة شهدته القوات فى أفغانستان خلال 16 عاما ماضية.
وأوضحت أنه منذ فبراير الماضى طلب نيكلسون بضع آلاف من القوات الإضافية من أجل المهمة فى أفغانستان لكسر ما أطلق عليه "مأزق" النزاع الأفغانى ، لافتة إلى أن ترامب أعلن الاستراتيجية الجديدة لأفغانستان فى أغسطس الماضى ، وصرح بزيادة القوات الأمريكية هناك بحوالى 3 آلاف جندي.
ورغم أن المسؤولين العسكريين يرون أن هذه الزيادة ضرورية، فإن البنتاجون شدد على أن نجاح المهمة سيتطلب المزيد من القوات الدولية بشكل رئيسى من أعضاء الناتو.
وعلى مدار العام الجارى، أكد نيكلسون أن مهمة أفغانستان حظت فقط بـ80% من القوات التى تتطلبها، مشيرا إلى أنه طلب من أعضاء الناتو والدول الأخرى المنخرطة فى النزاع إرسال المزيد من الجنود، لكن "نحن مازلنا ننتظر أن يحدث ذلك"، حسب القائد العسكرى الأمريكي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، اليوم الخميس، أنه رغم تعهد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج بزيادة عدد جنود الحلف فى أفغانستان، إلا أنهم مازالوا يبذلون جهودا للتوصل إلى المستويات المطلوبة من القوات.
وأشارت إلى أن هؤلاء المسؤولين لم يحددوا وقت معين سيحدث فيه ذلك، كما لم يحددوا كم عدد المناصب التى مازالت شاغرة فى مهمة القوات الدولية بأفغانستان.
وأوضحت أن هناك أكثر من 14 ألف جندى أمريكى فى أفغانستان اليوم، بما فى ذلك جزء منهم فى مهمة لمكافحة الإرهاب، وبالكاد 6500 جندى من الناتو والدول الأخرى، لافتة إلى أن معظم المناصب الشاغرة تقع فى عمليات تدريب القوات الأفغانية، التى يعد نجاحها المستقبلى أحد أعمدة استراتيجة ترامب الجديدة فى جنوب آسيا.
وقال نيكلسون "نحتاج من حلفائنا أن يشغلون هذه التعيينات حتى يتمكن الأمريكيون من فعل الأشياء التى يستطيع فقط الأمريكيون تنفيذها، خاصة استخدام السلطات الأمريكية لدعم الأفغان".
وأشار إلى أن بإمكانه تشغيل متعاقدين لملئ بعض المناصب الشاغرة إذا احتاج ذلك، أو يمكنه تحويل مهمات القوات الأمريكية على الجبهات الأمامية فى أفغانستان إلى المناطق النائية فى مناصب تدريبية، وهى خيارات يأمل القائد العسكرى الأمريكى فى تجنبها.
ولفتت الصحيفة إلى أن العجز فى عدد قوات الناتو ليس بأمر جديد، حيث تعانى منه المهمة التى تقودها الولايات المتحدة فى أفغانستان منذ قرر التحالف بالبدء فى تدريب الجيش الأفغاني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة