أحمد إبراهيم الشريف

للكارهين.. ما الذى يزعجكم فى نجيب محفوظ؟

الجمعة، 01 ديسمبر 2017 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا فى الصف الثالث الإعدادى عندما سألتنا مدرسة اللغة العربية: ما الذى أعجبكم فى رواية "كفاح طيبة"؟ وكانت الرواية مقررة علينا، تنوعت إجاباتنا لكننا أجمعنا على أنها "علمتنا حب الوطن".
 
كلما سألت كاتبا عربيا عن قراءاته يكون نجيب محفوظ أولها، تقول له "لمن قرأت؟" يقول "نجيب محفوظ وفلان وفلان وفلان"، الجميع يقولون ذلك وحتى الشباب الذين لم يشهدوا "زمن نجيب محفوظ"، وأحيانا أشك فى أن بعضهم قرأ له لكنهم يدركون جيدا أنهم كـ كتاب ومثقفين لن يكتملوا إلا إذا قالوا بأنهم قرأوا نجيب محفوظ، وأنا أرى فى ذلك اعترافا بقيمة نجيب محفوظ وقدره .. فما بال بعضنا نحن المصريين مشغولين بالتطاول على عميد الرواية العربية، وغير متنبهين لدوره وما قام به ؟ 
 
 ما فعله نجيب محفوظ فى الأدب العربى لم يفعله أحد من قبله، خاصة فى عالم الرواية، كما أن حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1988، وضعه على الخريطة العالمية للأدب، ووضعنا معه، لماذا إذا التطاول عليه طوال الوقت والتقليل من إبداعه ومما قدمه ؟!
 
مات نجيب محفوظ فى 2006، وظل إبداعه حيا، وسيظل بما يملكه من تجدد ذاتى وقدرة على تحدى الزمن، بينما الذين يهاجمونه لن يحتفظ بهم التاريخ إلا فى ورقته السوداء وسيسألهم : من أنتم؟
 
خرج علينا الباحث فى علم المصريات بسام الشماع فى حوار فى موقع "اليوم السابع" أجراه معه الزميل تامر إسماعيل ليقول "إن نجيب محفوظ (شوه التاريخ المصرى أمام العالم) ولا أعرف كيف يقول الشماع ذلك مع أننا لم نتعلم حب التاريخ الفرعونى إلا من الثلاثية التاريخية لنجيب محفوظ "رادوبيس، كفاح طيبة، عبث الأقدار" كنا فتية نتعلم حب الأدب، وكانت وزارة التربية والتعليم قد أقرت علينا رواية "كفاح طيبة" وكنا نحفظها عن ظهر قلب، نسير فى الطرقات نمثل مقاطع منها، كرهنا الهكسوس وأحببنا أحمس وكفاحه وبكينا لمقتل "كاموس" وظللنا نهتف فى طريقنا للمدرسة "حياة أمنحتب أو ميتة سقنن رع".
 
كيف يقول بسام الشماع أن نجيب محفوظ يشوه تاريخ مصر، وهل كان شغل نجيب محفوظ أن يكتب التاريخ، ولو كنت أقول عن نفسى إننى عالم مثل "بسام الشماع" وأستقى معلوماتى التاريخية من "الروايات الأدبية" إذا فأنا أظلم مصدر معلوماتى لأننى أطلب منه ما ليس لديه، وأقول بأن أصغر دارس للأدب وقارئ للروايات يدرك أن الثلاثية الاجتماعية الشهيرة لـ نجيب محفوظ تقدم عالما متخيلا، حتى أن بدا واقعيا، طبعا لا ننكر أن محفوظ رصد من خلال " رواياته " هذه الكثير من أزمات المجتمع المصرى وما كان يسيطر عليه من أفكار، لكنه لم يقل لنا إنه يكتب تاريخ منطقة كذا أو فترة كذا، فما بال باسم الشماع وأخوته لا يدركون ذلك .
 
كل ما أتمناه ممن يهاجمون نجيب محفوظ فى غير موضعه، أن يشغلوا أنفسهم وطاقتهم بما يفيدهم ويفيدنا. 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة