حنان شومان

لماذا نصدق الأوهام فى أفلام هوليوود ولا نصدق نصف الحقيقة فى أفلامنا؟

الجمعة، 01 ديسمبر 2017 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفلام السينما، أى سينما فى العالم، منذ نشأتها هى عبارة عن حكايات توازى حكايات الجدات للأحفاد أمام المدفأة فى ليلة شتوية، حكايات تروى مغامرات لوحوش وبشر وقصص حب كسندريلا والوحش أو علاء ومصباحه السحرى، أو واحدة من حواديت ألف ليلة وليلة أو ما يشبهها فى زمان أو مكان آخر، فمهما اختلفت الحكايات وموقعها الجغرافى أو الزمنى تظل فى إطار كثير من الخيال مخلوط ببعض الواقع، وكانت فى هذه البدايات تتساوى أفلامنا المصرية مع أفلام الغرب فى هذه الصفات فلم تكن السينما المصرية متخلفة عن نظيرتها من سينما دول أخرى عرفتها منذ نشأتها.
 
ولكن تغير الحال وتغيرت معالم العالم والمشاهد للسينما نفسه، ودخلت التكنولوجيا بكل قوتها وتطورها لعالم الفن السابع، وإن ظلت تحمل روح الحكى والخيال ممزوجا بالواقع ولكن بنسب مختلفة، فأحيانا تزيد نسبة الخيال على الواقع أو تطغى تماما وأحيانا يحدث العكس أو تتساوى الكفتان وهكذا، وهنا تفرقت السينما المصرية المُنتجة فى هوليوود الشرق عن غيرها فى هوليوود الغرب أو فى بوليوود الشرق أكبر وأشهر منتجين للسينما حول العالم.
 
أما فى هوليوود الغرب التى تُنتج آلاف الأفلام سنويا، فالعالم كل العالم بما يشملنا نحن كمشاهدين يحب ويتابع تلك السينما وعجباً أنه يصدقها فى كل ما تحكيه مهما كان وهما وخيالاً ومهما كان مغايرا لحقيقة نعرفها ونلمسها، فنحن نصدق أن رئيسهم هو الأنقى والأشجع الذى لا يُقهر كما فى فيلم Air Force One أو Independence Day أو White House Down بينما يقول الواقع غير ذلك، فرؤساؤهم بشر بخطايا وفضائح أكثر كثيراً من غيرهم، وعجباً أننا نصدق هوليوود أيضاً حين تلعنهم وتنشر فضائحهم كما فى فيلم نيكسون لأننا نعرف أنهم يقولون جزءا من الحقيقة، أى أننا نصدقهم فى الكذب والصدق.
 
أما حين تحكى سينما هوليوود عن الخوارق كباتمان وسوبرمان وسبايدر مان فنصدقهم أيضاً ونحبهم ونتعلق بهم.
 
وحين يصورون جيوشهم التى لا تُقهر أو التى تحمل الرشاشات فى يد وتحمى الأطفال فى يد أخرى نصدقهم ونبكى من إنسانيتهم بينما نحن قد خبرنا جيداً كواقع قسوة وغلظة لا تتناسب مع هذه الصورة، من فيتنام للعراق وغيرها.
 
وحين يصورون لنا نهاية العالم ثم إنقاذه على أيديهم نحن أيضاً نصدقهم ونصفق لهم.
 
والخلاصة أننا نصدقهم فى الكذب ونصف الصدق وفى الخيال ونصف الواقع.
 
أما سينما بوليوود الهندية فهى مازالت مرتبطة بحس حكايات الجدات والخيال حتى مداه والمشاهد العربى يتفاعل معها ويتعاطاها وهو سعيد لأنها سينما ملونة بقوس قزح مبهج حتى لو خرج منها المشاهد وهو يقول أصله فيلم هندى.
 
وما بين هوليوود وبوليوود، تقف السينما المصرية ومشاهدها الذى لا يريد أن يصدقها غالباً فى واقع أو خيال، فإذا قدمت المغامرات وقفز السقا من فوق جبل تماما كما يفعل جيمى فوكس قالوا أونطة، وإذا قدمت فيلم الأنس والجن كمئات من أفلام العفاريت قالوا أونطة، وإذا قدمت الألمانى لمحمد رمضان والعشوائيات كما يقدمون حى كوينز وغيره فى نيويورك قالوا سينما تشوه مصر، وإذا قدمت على بابا والأربعين حرامى أو الكنز قالوا أونطة..
وبغض النظر عن المقارنة التقنية مازلت لا أجد إجابة لماذا نصدق هوليوود وغيرها ونكذب أهل البيت حتى لو صدقوا؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة