الكثير منا لديه فنانه المفضل الذى يحرص دائماً على متابعة أخباره وأعماله الفنية سواء كانت أغانى أو أفلام، لكن هذا الإعجاب وصل عند البعض لحد الهوس، حيث ظهر بالفترة الأخيرة بعض الشباب الذين أجروا عمليات تجميل لتغيير ملامحهم إلى ملامح الفنان المفضل لديهم مثل الشاب الأمريكى Adam Guerra الذى قام بتغير شكله إلى النجمة العالمية مادونا.
وقام شاب لبنانى يدعى حمود بإجراء عملية تجميل لتحويل ملامح إلى الفنانة اللبنانية يارا، وأنشأ لنفسه صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وقناة رسمية على موقع يوتيوب تحمل اسم "مذكرات حياتى اليومية" ليكون له معجبين.
شاب يحول نفسه للفنانة يارا
وأخيراً قامت فتاة إيرانية تدعى سحر تبر بإجراء عملية تجميل لتتحول إلى الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولى، وذلك من خلال إجراء أكثر من 50 عملية تجميل وإنفاق الكثير من الأموال، كما أنقصت 50 كيلو جراما من وزنها، وخضعت لريجيم قاس على مدى أشهر لتثبيت وزنها عند 40 كيلو جراما، مؤكدة أنها ستفعل أى شىء لتكون شبيهة بالنجمة.
الأسباب النفسية والاجتماعية التى دفعت هؤلاء الشباب لإجراء عمليات تجميل لتغيير ملامح وجوههم إلى ملامح مشاهير
كشف الدكتور "عبد العظيم رمضان الخضراوى" أخصائى الطب النفسى وعلاج الإدمان بقصر العينى، أن هذه الشخصية ليس لديها هدف حقيقى فى حياتها تحققه وتعيش له، كما أنها تعانى من 3 أمراض من ضمنها مرض يسمى "اضطراب صورة الجسم".
وأوضح الخضراوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن اضطراب صورة الجسم هو عبارة عن معاناة المريض من مظهر أعضاء جسمه الخارجية مثل الأنف والشفايف والعينين والأذن، فيبدأ يتجه نحو عمليات التجميل لتغيير المظهر ومع كل عملية يكون غير راض عن شكله ويجرى عمليات أخرى كبيرة.
وأشار أخصائى الطب النفسى إلى أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يعانوا من اضطراب الوسواس القهرى، أو الاضطراب الوجدانى وهو إعجاب الشخص بشخصية أخرى، وتقليدها تقليدا أعمى يصل إلى إجراء عمليات التجميل للوصول إلى نفس شكله.
وأضاف أن هناك العديد من الأشخاص المرضى النفسيين قاموا بإجراء عمليات تجميل حتى يصلوا إلى أشكال أخرى مثل القطط، لافتاً إلى أن هناك رجلا قام بإجراء العديد من عمليات التجميل حتى يصل إلى شكل ومظهر المغنية المشهورة نانسى عجرم.
جمال فرويز: يعانى من اضطراب نفسى وربما يفكر فى النهاية بالانتحار
قال الدكتور جمال فرويز استشارى الصحة النفسية إن الشخص الذى يلجأ ليكون شبيه بفنان مشهور شخص يعانى من اضطرابات نفسية نتيجة عدم اقتناعه بشخصيته، الأمر الذى جعله يتجه إلى تقمص شخصية مشهورة ناجحة بحياتها العملية، مشيراً إلى أن علاج الشخص المقلد للمشاهير يجب أن يتم عن اقتناعه شخصياً بأنه مريض ويحتاج لعلاج أو أن تقوم الأسرة أو المقربين منه بإقناعه بهذا حتى يتجه إلى طبيب نفسى للعلاج.
وأشار إلى أن الاضطراب النفسى الذى يعانى منه المريض يمكن أن يتدهور فيما بعد ويتحول إلى دخول لمرحلة اكتئاب ومن ثم اللجوء للانتحار.
أستاذ علم نفس اجتماعى: شخص فشل فى تحقيق ذاته ويعانى من الاغتراب عن الذات
وقال الدكتور محمد عبد الرحيم أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة القاهرة إن الشخص الذى أجرى عمليات تجميل لتحويل ملامحه لملامح إحدى الشخصيات المشهورة شخص غير راض عن نفسه أو عن ملامحه الأمر الذى جعله يبحث عن ذاته فى شخصية أخرى هو معجب بها وهذا نوع من الاغتراب عن الذات.
وأضاف أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة القاهرة أن ملامح الوجه عبارة عن غطاء خارجى للإنسان ولا يمثل أى جزء من شخصيته، ويجب أن يقتنع بها الشخص ويهتم بجوهره من خلال البحث عن أهدافه التى يريد أن يحققها ليصبح له شأن بالمجتمع.
وأوضح أن الشخص الذى يفشل فى تحقيق ذاته يبحث عن تقمص شخصية أخرى لينال رضا الآخرين، الأمر الذى يأتى بنتائج عكسية حيث لم يتقبله المجتمع، مما يسبب له الاكتئاب لأنه لن يرى نفسه فى صورته القديمة أو الحديثة.
ويؤكد أستاذ علم النفس الاجتماعى أن علاج الشخص يجب أن يتم من ذاته بأن يقتنع بأنه مريض وأن ما يفعله شىء خطأ، ويجب أن يكون له شخصيته المستقلة التى لا تشبه أحدا.
استشارى صحة نفسية: تجاهله هو علاجه الوحيد ليقتنع بمرضه
وأضاف الدكتور شاهين رسلان استشارى الصحة النفسية أن الشخصية تتأثر عند تكوينها بثقافة الأسرة والمجتمع ودور العبادة ووسائل الإعلام المختلفة، وتعتبر الأسرة أكثر عامل مؤثر فى تكوين شخصية، فإذا لم يهتم الوالدان بتربية الأبناء من خلال اتباع معايير صحيحة تنتج شخصية سوية، لذلك الأسرة والمجتمع الذى نشأ فيها الشخصية المقلدة للمشاهير يعانون من خلل فى الأفكار والمعايير الإجتماعية والثقافة.
وأشار إلى أن الشخص الذى يلجأ للاختفاء وراء ملامح أحد المشاهير بإجراء عملية تجميل للتشبه بهم يعانى من اضطراب نفسى لأنه لم يقتنع بذاته وقدراته وفاشل فى تحقيق أى شىء، ما يجعله يفكر فى تقمص شخصية أخرى ناجحة فى حياتها العملية.
الشخص المتقمص شخصية أخرى لن يصبح له دور فعال فى المجتمع، وبعد مرور فترة زمنية يصاب بالاكتئاب والإحباط وربما يفكر فى الانتحار لفشله فى تحقيق ذاته ولعدم تقبل المجتمع له، وعلاجه أنه يجب أن يقتنع بأنه مريض يحتاج إلى علاج نفسى وهذا من الممكن أن يتم من خلال تجاهل المجتمع له.
