لا يمكن وصف القرار الذى وقعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف سوى بالوقاحة والبلطجة الدوليتين، فقد أثبتت الإدارة الأمريكية بهذا القرار أنها تتعامل بمبدأ استعلائى على كل القوانين والأعراف الدولية، وهو يجعل أى خروج عن الشرعية الدولية أمرا مباحا للجميع، وبهذا تقود أمريكا العالم كله إلى حالة من الفوضى القانونية لتبرر أمريكا بهذه التصرفات إرهاب الإرهابيين وتجاوز المارقين جاعلة من فكرة القانون ذاتها أضحوكة أمام الجميع.
موقف كهذا يضع العالم كله فى حيرة، فكيف يتعامل العالم مع تلك البلطجة وكيف يواجه العالم العربى والإسلامى تلك البلطجة المقززة، هل يقابلها ببلطجة مشابهة فيصبح الضحية نسخة من الجلاد؟ أم يواجهها بالسبل السلمية العادية فتكون المحصلة «صفر» كما حدث فى الماضى، أم ينسحب العالم العربى من كل الاتفاقيات التى رعتها أمريكا أو كانت شاهدة عليها باعتبار أن أمريكا تحولت إلى خصم بعدما كانت حكما؟
من وجهة نظرى فإن أوراق القوة فى يد الضمير العالمى مازالت موجودة، ولهذا يجب أن يتبنى أشراف العالم كله موقفا واحدا تجاه هذه البلطجة العلنية، فالعالمان العربى والإسلامى ليسا بالقوة الهينة، والتوافق تجاه هذه القضية مع كل من الصين وروسيا أمرا ليسا هينا أيضا، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأصوات الحرة فى المجتمع الدولى أعلنت تأففها من هذا التصرف الأرعن، ولهذا يجب علينا جميعا أن نخطو خطوة إيجابية من أجل الضغط على أمريكا وإسرائيل وإظهارهما فى صورة المارقين عن المجتمع الدولى، مع الوضع فى الاعتبار إمكانية تنفيذ بعض العقوبات الدولية تجاه هاتين الدولتين، كالمقاطعة الاقتصادية أو الدبلوماسية، كما يمكن الوضع فى الاعتبار التلويح بإعلان الاعتراف الرسمى بالقدس الشريف عاصمة فلسطين كفرض أمر واقع عربى تجاه محاولة فرض أمر واقع أمريكى إسرائيلى، لكن الفارق بين الموقف العربى والموقف الأمريكى إسرائيلى هو أننا نتحرك وفق الشرعية الدولية واتساقا مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التى اعترفت بأن إسرائيل دولة محتلة كما أقرت بحق الفلسطينيين فى بناء وطنهم على حدود 4 يونيو 1967.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة