منذ ما يقرب من عامين، أطلق البابا تواضروس الثانى صافرة انطلاق أعمال تجديد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتتزين وتفتح فى الاحتفال بيوبيلها الذهبى عام 2018، وقبل أن يعلن البابا عن بدء العمل بالكاتدرائية كان قد تبنى مسابقة لاختيار أفضل الفنانين الذين ينالون شرف رسم قباب وأيقونات الكنيسة الأم والأكبر فى الشرق الأوسط.
فاز فى تلك المسابقة خمسة مجموعات فنية على رأس كل منها فنان يتولى العمل فى جزء من الكاتدرائية، قاد المجموعة الأولى الفنان أرميا القطشة ليرسم منطقة الهياكل، أما المجموعة الثانية فكانت من نصيب أيمن وليم ويرسم القبة الرئيسية، والثالثة مجموعة تولت رسم صحن الكنيسة والشمال والجنوب أما الرابعة فكانت من نصيب الفنان رؤوف رزق الله وزوجته ويرسمان أيقونات صحن الكنيسة، بينما يرسم أسامة موريس قائد المجموعة الخامسة البلكون.
يقول الفنان أرميا القطشة لـ"اليوم السابع": انتهيت من رسم منطقة الشرقية الرئيسية ومنطقة الهياكل وصورت بالرسم سفر الرؤيا وهو أحد أسفار العهد القديم أما منطقة الشرقية الاساسية فرسمت فيها أيقونة المسيح ضابط الكل وأيقونات الأربع وعشرين قسيسا والمجيئ الثانى للسيد المسيح. ويضيف أما الفولت الخاص بمنطقة الهياكل السبع فى الكاتدرائية فرسمت فيها كنائس. سفر الرؤيا ويوحنا الرائى وتظهر فيها السبع منارات، ومازال العمل جاريا فى منطقة الهياكل مشيرًا إلى أن الرسم يتم وفقًا لتصورات لونية واحدة وبالتنسيق مع كافة المجموعات.
"القطشة" أوضح أن المجموعات التى تتولى الرسم حددت تصورًا واحدًا لوجه المسيح كما أن أهمية الكاتدرائية دفعت كل فنان للاهتمام أكثر بهذا العمل وبالأيقونة القبطية مضيفًا: الكنيسة منحت الفرصة للفن القبطى أن ينتشر وندخل التاريخ وحدثت طفرة فى الفكر والتصميمات فنون جميلة.
أما أيمن وليم الذى يرأس المجموعة الفنية الثانية فقد رسم حكاية مجئ السيد المسيح الثانى وسط الملائكة والقديسين وجسد بالألوان السماء مفتوحة والمسيح تحته الملائكة قادمًا من ناحية الشرق وفقًا لما يؤمن به المسيحيون.
وفى الناحية الأخرى رسم "وليم" السيدة العذراء واقفة تفتح يديها لتتضرع للمسيح ويمينها وشمالها قديسون من أجيال مختلفة واسفلها ملائكة يمجدونها، معتبرا رسم ايقونات الكاتدرائية حلمًا له بعدما بدأ كرسام هاوى وأثقل موهبته بالدراسة فى كلية الفنون الجميلة.
فيما رسم أسامة موريس البلكون، وقال لليوم السابع، رغم صغر المساحة التى أتولى رسمها ولكننى سأحاول أن أشحذ فيها كل طاقتى ومواهبى حتى أخرج عملًا يليق بالكنيسة.
موريس اختار أسبوع الآلام موضوعًا لأيقوناته حيث تخير كل لوحة لتناسب دلالة مذكورة فى الإنجيل مثل إقامة العاذر من الموت فى سبت النور، ودخول المسيح أورشليم فى أحد السعف، والعذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات يوم الثلاثاء وسكب الغطر على قدم المسيح يوم الأربعاء، والمسيح يغسل أرجل تلاميذه يوم خميس العهد والصلب يوم الجمعة العظيمة.
كان البابا تواضروس الثانى قد كلف فريقًا من معاونيه لعمل مسابقة للفنانين لتصميم وتنفيذ أيقونات للكاتدرائية وكان هناك لجنة مسئولة عن تقيم أعمال الفنانين مكونة من القس يوسف ثابت من كنيسة العذراء والقديس يوسف بسموحة والقس لوقا آفا مينا بدير الشهيد العظيم مارمينا العجايبى بمريوط، وتاسونى سوسن فنانة قبطية، والدكتور، سامى صبرى عميد معهد الدراسات القبطية والدكتور عادل المنشاوى رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة بالإسكندرية، ومنير عبد فام مهندس استشارى معمارى والدكتور صموئيل متياس المنسق الإدارى، وتم اختيار عدد من الفنانين لعمل الأيقونات كلا حسب اعمالة السابقة وإجادته فى رسم المنطقة المكلف.