بتوترات متزايدة، واحتجاجات واسعة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والعديد من عواصم العالمين العربى والإسلامى وبعض دول أوروبا، يتأهب مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اجراء زيارته المرتقبة للقاهرة ودول المنطقة، والتى تأتى فى أعقاب إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل.
بنس وترامب
وأمام إعلان العديد من المؤسسات والهيئات الرسمية وشبه الرسمية وفى مقدمتها مشيخة الأزهر والكنيسة المصرية، رفضها استقبال بنس رداً على التحرك الأمريكى المنفرد بشأن القدس، يتوقع مراقبون ألا تحمل الزيارة التى تتضمن مصر وإسرائيل والأراضى المحتلة، أى جديد فيما يتعلق بمفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، مرجحين أن يتم إلغاءها أو تأجيلها فى ظل حالة السخط العام السائدة فى الدول العربية ضد الإدارة الأمريكية.
ملفات فى جعبة بنس
وفيما يتوقع خبراء أن يتم خلال زيارة بنس للقاهرة مناقشة ملفات من بينها سبل دعم الجهود التى تبذلها مصر فى مكافحة الإرهاب فى سيناء والدور الذى تلعبه القاهرة فى القضاء على المنظمات المتطرفة فى الشرق الأوسط بكافة صورها، وكذلك دعم الإدارة الأمريكية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه الحكومة المصرية، يظل ملف القدس والقرار الأمريكى الأخير أحد أبرز نقاط الخلاف التى ستكون حاضرة فى تلك المباحثات.
بنس المقرب من ترامب
وقال توم حرب عضو الحزب الجمهورى الأمريكى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن هذه الزيارة هدفها الأساسى الدفع بعملية السلام ومحاولة رأب الصدع الذى أحدثه قرار ترامب بشأن القدس، ومحاولة حل الوضع ببين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبحث أوضاع مسيحيى الشرق الأوسط، وكيفية مكافحة الإرهاب ومناقشة سبل التصدى للمحور الإيرانى فى المنطقة.
وعن رفض شيخ الأزهر والبابا تواضروس لقاءه قال توم: إنهما يبعثان برسالة مهمة للرئيس ترامب والبيت الأبيض مفادها أن القرارات الأخيرة مرفوضة ولا يمكن قبولها.
خطوات نقل السفارة
وتوقع حرب فى تصريحاته أن يستغرق تنفيذ قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ما لا يقل عن 5 سنوات، حيث يستغرق اختيار الأرض وإقامة المناقصات للمتعهدين ثم البناء وقتا طويلا، مشيراً إلى أن هناك قنصلية أمريكية موجودة فى القدس الغربية منذ عقود وهى تتبع سلوك مختلف عن جميع القنصليات حيث يرسل القنصل تقاريره مباشرة للخارجية الامريكية فى واشنطن وليس للسفارة فى تل أبيب، وجميع الاجتماعات مع الوفود الأجنبية تتم فيها .
مايك بنس نائب الرئيس الامريكى
وفى محاولة للهروب من أزمة القدس، يتوقع مراقبون أن يناقش بنس خلال زيارته للقاهرة مع المسئولين المصريين ملف الرباعى العربى وإمارة قطر، فى ظل رفض الأخيرة الانصياع للمطالب العربية الـ13 والتى يأتى فى مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب.
الأزهر والكنيسة
ورغم تزايد حالة الغضب تجاه الولايات المتحدة، إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن زيارة بنس لا تزال منتظرة ولا يوجد اتجاه لإلغائها، حيث نشرت شبكة فرنسا 24 نقلاً عن مسئولين أمريكيين قولهم إن موعد الزيارة محدد منذ منتصف الشهر الماضي وإن ترتيبات جدول الزيارة مازال قائماً دون أى تغييرات فى الوقت الراهن، وإن الزيارة بالتأكيد سوف تناقش الأوضاع الأخيرة فى المنطقة وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن القدس.
الشيخ احمد الطيب
وفى انعكاس لحالة الغضب حيال القرار الأمريكى الأخير، أعلن مكتب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أنه لن يستقبل نائب الرئيس الأمريكى ردا على اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعرب البيان عن رفض قاطع لطلب رسمي سبق أن وافق عليه الدكتور الطيب للقاء.
وقال شيخ الأزهر فى بيانه "كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكى التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا".
البابا تواضروس
ولم يختلف موقف الكنيسة القبطية التى رفضت استقبال بنس، احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية للقدس، وهو ما يشكل احراجاً للإدارة الأمريكية.
وعن موقف المؤسسات الدينية، قال البروفيسور جاى هومنيك كبير خبراء مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجة بواشنطن، إن مايك بنس هو مبعوث الرئيس ترامب لشرح وتقديم إيضاحات حول قراره بشأن القدس، وبمثابة أنبوب اختبار يستخدمه ترامب لجس نبض العرب حياله، بمعنى هل سيقبلون الجلوس معه للتفاوض والنقاش أم لا، ورفض الجهات الرئيسية لقاءه يحرج الرئيس الامريكى لأنه بمثابة إهانة له.
ورأى هومنيك فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك احتمالات كبيرة لإلغاء الزيارة حتى لا يخسر البيت الابيض علاقاته مع هذه الجهات الرافضة للقاء.
ردود غاضبة
وأثار قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المحتلة ردود فعل غاضبة فى العديد من عواصم العالم خاصة فى ظل حالة الرفض والاستنكار الرسمى الصادرة من المجتمع الدولى وكافة دول العالمين العربى والإسلامى وغالبية دول أوروبا وآسيا.
الرئيس الامريكى
ومنذ مساء أمس ، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم ، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ فى الجامعة العربية والذى أكد على رفض القرارات الأمريكية الأخيرة استناداً لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مع الاتفاق على عقد قمة عربية طارئة فى الأردن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة