تواصل فضائيات قطر والإخوان التحرش بمصر، شعبا وحكومة، ولا يوجد سوى مصر جيشا وشعبا وحكاما من 1948 وحتى الآن تدفع فاتورة الصراع العربى الإسرائيلى فى حروب وتحرشات 1955، 1956، 1967، وحرب الاستنزاف وصولا لأول هزيمة جيش عربى للجيش الإسرائيلى، من 1948 وحتى 1973 دفعت مصر أكثر من %80 من فاتورة الصراع، ورفض العرب قرار التقسيم 1948 وفى عام 1978 رفض العرب رؤية مصر السادات للسلام التى كانت سوف تؤسس للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، الآن يتباكى العرب والبلدان الإسلامية ويهددون ويتوعدون وهم من أضاعوا فلسطين من قبل وبأيديهم أفسحوا المجال الحيوى لترامب للدفاع عن عروشهم وكراسى حكمهم، دعونا نؤكدها بصراحة، لأن حفاظ الحكام على عروشهم وكراسيهم كان الاستراتيجية الحقيقية لرؤيتهم طوال السبعين عاما الماضية (1948 - 2017) وإليكم الدليل:
لعلنى أذكر الأجيال الجديدة أن الصراع العربى الإسرائيلى من 1948 وحتى الآن كلفنا «200 ألف» خسائر بشرية، و«600» مليار خسائر مادية، وأربعة ملايين مشرد ولاجئ، فى حين أن حروبنا الأهلية والمذهبية الداخلية فى الربع قرن الأخير كلفتنا مليونا ونصف المليون خسائر بشرية، و2300 مليار دولار خسائر مادية، وأكثر من 25 مليون مشرد ونازح ولاجئ، وإذا توقفنا فقط أمام حروب الشيعة والسنة من بعد سقوط صدام حسين وحتى ظهور داعش، سنجد مليون قتيل، والمشردون ثلاثة ملايين، أما حروب داعش فقط ما بين العراق وسوريا كلفتنا مليون قتيل و14 مليون مشرد ولاجئ ونازح و1300 مليار دولار، وهكذا تبلغ خسائرنا فى حروبنا المذهبية والدينية تساوى حوالى عشرة أمثال خسائر حروبنا مع إسرائيل، ناهيك عن حرب صدام مع إيران أو غزوة للكويت، أو الحرب العربية مع اليمن، وبأموال العرب من قبل تحالفنا مع الولايات المتحدة منذ 1978 فى تأسيس الكفاح المسلح الدينى الإسلامى ضد الغزو السوفيتى فى أفغانستان، ومالبثت تلك الجماعات أن عادت ليستخدمها الغرب ضد من أسسوها، باختصار لقد استطاعت الولايات المتحدة منذ أن وجهت صدام حسين نحو الحرب مع إيران أن تخلق استراتيجية عربية- إسلامية جديدة وهى أن الصراع «السنى الشيعى» هو الأكثر خطورة على العروش العربية من «الصراع العربى الإسرائيلى»، وكذلك استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية بعض الدول الخليجية فى الحرب الأهلية فى سوريا واليمن أيضا لمناهضة الشيعة والجماعات الموالية لإيران حتى انهكتها وأدت إلى تهديد وحدة اليمنية والسورية، وسمحت تلك الأخطاء العربية فى إعادة دخول روسيا إلى المنطقة وتقسيمها عسكريا وفيدراليا على غير الإرادات العربية، والآن يزأر بعض الحكام العرب كالأسود فى السيرك الأمريكى.
والعام الماضى كتبت فى هذا المكان بـ«اليوم السابع» الأربعاء 16 نوفمبر 2016 تحت عنوان: «فوز ترامب يؤسس لأممية اليمين الدينى المسيحى»، وجاء بالمقال: (لم يحدث فوز ترامب زلزالا فى العلاقات الدولية فحسب، بل وسيؤدى إلى صعود أممية دينية مسيحية، خاصة بعد التفاف كل الكنائس الأمريكية على اختلافاتها العقيدية حوله، وإذا أخذنا فى الاعتبار فوز ترامب يعد فرصة لكنائس الشرق أن تنتعش نتيجة موقفه من التطرف الإسلامى والإرهاب، سنرى أن الخريطة الدينية فى العالم ستتغير، ومن ثم نتوقف بالدراسة للموقف فى ضوء ذلك.. وعلى مدى طويل تم استخدام الأديان فى الصراعات السياسية، وفى القرن الماضى بدأ الغرب فى استخدام الدين فى الحرب الباردة، ورسم استراتيجيته مستغلين فى ذلك مجلس الكنائس العالمى، فى ضوء هذه الخبرة التاريخية للكتلة الشرقية مع استخدام الدين فى الحرب الباردة أصبح من الواضح أن ترامب سيستخدم الدين وجماعات المسيحية الصهيونية فى مخططه الاستراتيجى خاصة مدينة القدس الأكثر حساسية فى التاريخ الإنسانى) جاء ذلك قبل عام بالتمام والكمال ولم يهتم أحد؟!!
والآن أيها الحكام الغاضبين لم تأتِ فرصة أفضل من هذه فلدينا أكثر من مائتى ألف جهادى مسلحين بأحدث الأسلحة والعتاد يطوقون إسرائيل من العراق وسوريا ولبنان وغزة وسيناء، إذا انقضوا بعزيمتهم التى إسقطوا بها 6 دول عربية مساحتها أكثر من 40 ضعف مساحة إسرائيل لأسقطوها فى ساعات واستردوا القدس، أين أنتم؟ أين أسلحتكم التى قتلتم بها مليون ونصف مليون عربى؟
للأسف أنتم جنود الولايات المتحدة وإسرائيل وأخطر من إسرائيل لأنكم تحاولون أيضا انهاك آخر الجيوش العربية الجيش المصرى وإنهاك أقدم دولة فى التاريخ مصر، هذا هو المسلسل الأمريكى الإسرائيلى الذى يتم بأموال وأرواح العرب، أضعتم به فلسطين كل فلسطين و6 دول عربية أخرى، ولم تستطيعوا سوى قتل المصلين فى الكنائس والمساجد وسبى النساء واغتصابهن، كفى عبثا، مصر دائما تدفع ومازالت واستطاعت أن تلم شمل الانشقاق الفلسطينى الذى دام عشر سنوات واستطاعت أن توحد رؤية المعارضة السورية، وأن تدافع عن وحدة الأراضى العربية فى فلسطين وسوريا واليمن، رغم أننا نحارب الإرهاب بمفردنا ذلك الإرهاب الذى يمول بأموال قطر العربية وتركيا التى يدعى أوردغان أنه خليفة المسلمين وهو حليف إسرائيل وجندى فى حلف الناتو، مصر تدفع بالدم فى سيناء وفى المساجد والكنائس ومن خيرة أبناء القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، لذلك لا يستطيع أحد أن يزايد على مصر شعبا وجيشا ومؤسسات دينية إسلامية ومسيحية وحكاما على مر العقود من 1948 وحتى الآن سبعين عاما. لذلك ارفعوا أيديكم عن مصر والمصريين يا من استدعيتم الجيوش الأجنبية وأعطيتم للولايات المتحدة الأمريكية والناتو قواعد عسكرية، ودعمتم الإرهاب بكل السبل، كفى عبثا وستظل مصر الدولة الوحيدة التى لا تسأل عن دم أى فلسطينى على مر الزمان، تتشدقون بالقدس ومازالت أموالكم تدفع للفلسطينيين للتقاتل.