على مر عقود طويلة، يؤدى الهلال الأحمر الفلسطينى دورا أسطوريا فى خدمة القضية، محاولاً تخفيف جروح المناضلين ضد الاحتلال الإسرائيلى، ويُحسب لتلك المؤسسة العريقة أنها لم تتخاذل يومًا عن أداء دورها مهما اشتد بطش المعتدين من حصار وقصف وقتل للمدنيين العزل، ولا يزال هذا الصرح يؤدى واجبه هذه الأيام واقفا بجانب أبناء الشعب الفلسطينى فى انتفاضته ضد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى الأراضى المحتلة، وذلك رغم الاعتداءات عليه، والعواقب التى توضع فى طريقه لمنعه من أداء مهمته البطولية.
القاهرة شاهدا على التأسيس
ووفق للموقع الرسمى لمنظمة الهلال الأحمر الفلسطينى فإنها تأسست عام 1968، وأقرها آنذاك المجلس الوطنى الفلسطينى فى دورته السادسة التى انعقدت فى القاهرة، مؤكدًا على دورها الإنسانى والاجتماعى والصحى فى خدمة الشعب الفلسطينى، بينما تم الاعتراف بعضويتها الكاملة بالاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فى 22 يونيو عام 2006.
ويُصنف الهلال الأحمر الفلسطينى على أنه جمعية غوث تطوعية وحيدة لمساعدة السلطات العامة فى الميدان الإنسانى فى أراضى دولة فلسطين وفى كافة الأوقات، وأيضًا فى البلاد العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، وذلك بموجب تفاهمات مع الجمعيات الشقيقة.
وتدعو الجمعية عبر موقعها كل المتعاطفين مع القضية الفلسطينية بالتبرع حتى تواصل رسالته موجهة رسالة نصها :"يعيش الفلسطينيون ظروفا إنسانية صعبة نتيجة الاحتلال الإسرائيلى المستمر منذ سنوات طويلة.. بفضل دعمكم المتواصل، سنكون فى الهلال الاحمر الفلسطينى قادرين على الاستمرار بتقديم خدماتنا الإنسانية والصحية والإغاثية فى فلسطين وبالنسبة للشتات أيضًا.
أهمية المتطوعين
ورغم التضييق الدائم والمستمر على المنظمة من قبل قوات الاحتلال إلا أنها لا تكف عن تنظيم دورات تدريبية لكل المتطوعين إليها من أجل تعريفهم بخطوات الإسعاف الأولية، وكذلك كل ما يتعلق بالقانون الدولى حتى يتمكنوا من الحفاظ على حقهم فى مواجهة ما يعانيه الشعب الفلسطينى، والدليل على أن الجمعية تواكب العصر أنها تستعد لإطلاق تطبيق الإسعاف والطوارى قريبًا.
وتشير أحدث الإحصائيات أن عدد متطوعين داخل الجمعية من فئة الشباب فى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، يصل إلى أكثر من 9500 متطوع، من الجنسين، وذلك بخلاف مئات المتطوعين الشباب فى البلاد التى يتواجد بها الشتات الفلسطينى، وذلك إلى جانب المتطوعين الدوليين الذين ينشطون فى مختلف برامج ومشاريع الجمعية.
وحول تاريخ الجمعية يشير موقعها الرسمى إلى أن المتطوعين لهم دور واضح وعظيم فى تاريخ المؤسسة على مر السنوات الطويلة وأبرزهم الطبيب الراحل فتحى عرفات مؤسس الجمعية، وشقيق الزعيم الراحل ياسر عرفات، والذى درس فى الطب فى جامعة القاهرة، ثم قام بمبادرة ذاتيه وأسس عيادة طبية فى منطقة ماركا بالأردن لتكون نواة للجمعية، وتتوسع فكرة التوعية من الأردن إلى لبنان وتتعمق فى فلسطين وتتعزز مع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية فى العام 1994.
تاريخ من النضال المشرف
وبشأن أبرز الأحداث التى كانت الجمعية شاهدًا عليها فى تاريخه فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطينى، يأتى فى المقدمة دورها خلال الحرب التى شنها الجيش الإسرائيلي على لبنان عام 1982، والانتفاضتان الأولى والثانية فى فلسطين، واللتين كان لجمعية الهلال الأحمر فيها بصمة واضحة من أجل تخفيف آلام وجرح الشعب الفلسطينى.
ويتزين تاريخ نضال جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيين بعشرات من الشهداء الفلسطينيين والعرب والأجانب الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نصر القضية الفلسطينية والقيم الإنسانية ضد الهمجية الإسرائيلية.
ولا يزال الهلال الأحمر الفلسطينى يؤدى دوره فى كل مكان يتاح إليه دخوله متحديًا كل العقبات والاعتداءات التى تمارسها قوات الاحتلال ضد الطواقم الطبية، وهذا ما أكده بيان وزارة الصحة الفلسطينية أمس، ومفاده أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تتعمد استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والصحفيين والمدنيين العزل مما يجسد عنصريتها، مؤكدين أن تلك الانتهاكات تشكل تهديدًا مباشرًا لقواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، مما يتطلب من المجتمع الدولى ومنظماته الإنسانية بذل جهود مكثفة وواضحة لحماية هذه الطواقم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة