أكرم القصاص - علا الشافعي

مايكل مورجان

الغباء السياسى وعدم الخبرة

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الحقيقة لم أجد كلمات مناسبة تعبر عن غضبى من قرارات ترامب الأخيرة عن القدس ولكن أعتقد أن ترامب بدأ فى تحطيم آمال العديد بقراراته الخطيرة والتى أعتقد أنها خطيرة عليه بشكل خاص وعلى الولايات المتحدة الامريكية عامة. والسبب وراء خطورة هذه القرارات ليس فقط القرارات نفسها ولكن كواليس وتداعيات تلك القرارات. ففى عامه الأول بل وقبل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية واجه دونالد ترامب مقاومة عنيفة من الإعلام الأمريكى والحزب الديمقراطى والليبراليين الأمريكيين وكنا قد تعاطفنا معه كثيرًا ليس عشقًا فيه ولكن نتيجة العداء الشديد الذى واجهنا من قبل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وكان متوقعًا تضاعفه فى ظل رئاسة هيلارى كلينتون إذا لم تخسر الانتخابات أمام دونالد ترامب. 
 
معظم المؤشرات عن دونالد ترامب كانت إيجابية فى اتجاه علاقته بمصر وعدائه للإرهاب وخططه تجاه منطقه الشرق الأوسط والتغيير من موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة بعد رحيل باراك أوباما .
مما لاشك فيه فإن ترامب يريد أن يدير الولايات المتحدة الأمريكية كما أدار شركاته الخاصة بمعنى أنه يتخيل أن السياسية تدار بنفس أساليب إدارة الأعمال وهذا بالطبع خاطئ جدًا ولهذا نجد أن ترامب نجح فى حشد أكبر عدد من أعدائه وتوحيدهم فى صف واحد ضده ما يهدد بقاءه فى السلطة أو على الأقل فوزه بفترة ثانية بعد انتهاء هذه الفترة إذا مرت بسلام. رأيى أن دونالد ترامب يتعامل بطريقة الـ over shooting "جه يكحلها عماها" فهو يحاول معالجة بعض الأمور بأفعال أخرى قد تضر بمصلحته الشخصية أو المصلحة العامة، فعلى سبيل المثال أعتقد أحد أسباب إعلان قرار أن القدس عاصمة إسرائيل هو محاولة تشتيت الرأى العام وتحويل الأنظار بعيدًا عن قضية التدخل الروسى التى أصبحت خطرًا كبيرًا عليه خاصة بعد اعتراف مستشار الأمن السابق مايك فلين بالكذب على الـFBI ما سيتعين على فلين التعاون الكامل مع التحقيقات حتى لو أدت إلى الشهادة ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شخصيًا وهذا فى رأيى خطرًا شديد على ترامب لأنه ليس من المعقول أن يتواصل مايك فلين مع الحكومة الروسية بدون علم الرئيس، وبالرغم من أنى لا أجد أى مشكلة فى هذا الموضوع حيث إن مايك فلين كان يستعد لدخول البيت الأبيض فكان من واجبه أن يهيأ الطريق لتهدئة الأوضاع بين الولايات المتحدة وروسيا خاصة بعد العقوبات "الطعم" التى أقرها الرئيس السابق باراك أوباما قبل مغادرته للبيت الأبيض بأيام قليلة للإيقاع بالرئيس المنتخب دونالد ترامب فى مصيدة القانون ولكنى ألوم كثيًرا على فلين بأنه تعامل مع الإدارة السابقة بمنتهى الطيبة ولم يحذر أو يتوقع الخيانة على الرغم من تحذيرى الشخصى له وقد تحدثت معه شخصيًا حيث إنه صديق عزيز وسبق أن حاورته قبل الانتخابات الأمريكية فى برنامج النبض الأمريكى، أعتقد كان على فلين وترامب تجنب كل هذه المشكلات بخصوص التعامل مع السفير الروسى مباشرة فمن رأيى أنه كان يتعين على فلين أو ترامب أن يستخدم وسائل الإعلام التى عاداها منذ بداية مشواره الانتخابى فى إلقاء كلمه أو حوار عّن العلاقات الأمريكية الروسية وعن نيته فى إعادة دراسة الملف بعد توليه السلطة وهناك لم يكن من الممكن إدانتهم نظرًا لتحدثهم للرأى العام والعالم كله وروسيا من خلال الصحافة والتليفزيون ولم يتعين على فلين الكذب على الـ FBIوالذى أدى إلى إدانته فى المحكمة، فمن الواضح أن إسرائيل استطاعت بخبرتها السياسية ومكرها استغلال الموقف وقامت بعرض مساعداتها على الرئيس الأمريكى من خلال قوتها السياسية بين أفراد الكونجرس الأمريكى وبالفعل تم تعطيل طلب أحد النواب بعزل دونالد ترامب بعد يوم واحد من إعلان ترامب أن القدس هى عاصمة إسرائيل. 
فمن الواضح أن اللوبى الصهيونى بدأ فى الضغط على ترامب من ناحية كما ضغط صهره كوشنر من ناحية أخرى حيث تبنى كوشنر الخطة وكان هذا واضحًا تمامًا من خلال تحركاته الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل، وأيضًا أعتقد أن عرش ترامب بدأ فى الترنح خاصة بعد أن بنى الرأى العام حملة # me too عن التحرش والتى فى رأيى المستهدف بها أيضًا هو دونالد ترامب حيث إن الرأى العام "بقوة دفع  CNN وفريق عمل هيلارى كلينتون" من رأيى بدأوا هذه الحملة حتى تصل لاحقًا إلى الرئيس نفسه، وبما أن العديد من رموز المجتمع تم عزلهم أو استقالتهم من مناصبهم العامة نظرًا للاتهامات بالتحرش فلابد وأن يتأثر الرئيس بهذه الحملة وعندها سيحاولون الليبراليون للضغط عليه للاستقالة كما حدث مع من سبقه من الشخصيات العامة.. كما أعتقد أيضًا أن ترامب كان يحاول جاهدًا أن يظهر أمام الناخب الأمريكى بمظهر أنه "قد كلمته" أو أنه يوفى بما يعد حيث وعد دونالد ترامب اللوبى الصهيونى فى مؤتمر الـ"Apac" قبل الانتخابات بشهور قليلة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والإعلان بالاعتراف أن القدس هى عاصمة إسرائيل. فبهذا الإعلان يطلب ترامب من مؤيديه ومن المجتمع الأمريكى والإعلام الذى يتحكم فيه اللوبى الصهيونى بأن يتغاضون عن سقطاته أو مشاكله الأخرى.
وما لا يدركه ترامب أنه بهذا القرار قد خسر العديد من المجموعات المخالفة بمرجعياتهم المتفاوتة من المسلمين والمسيحيين والعرب وغيرهم فقط لإرضاء الكيان الصهيونى والذى سوف يعلم لاحقًا أنها صفقة خاسرة من حيث المبدأ والتوقيت حيث إنها قوضت عمليه السلام، وأحب أن أذكركم أنه عندما التقى دونالد ترامب نتيناهو أول مرة فى البيت الأبيض بعد تولى ترامب السلطة قد لوح ترامب بأنه مع عمليه السلام فى جميع الحالات أما عن طريق حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة فيما علقت يومها فى مداخلة هاتفية لشبكة On E بأنى غير مطمئن من تلويح ترامب أن السلام من الممكن أن يكون فى حل الدولة الواحدة والذى بالضرورة أن تكون الدولة الإسرئيلية فيما يلغى تمامًا وجود الدولة الفلسطينية ما يجسد الحال الآن وهو الوضع غير المقبول جملة وتفصيلا. 
وأيضًا أحد أضرار هذا القرار أنه بمثابة قبلة الحياة للمنظمات الإرهابية وجماعة الإخوان المسلمين حيث سيندسون بين المسلمين المعتدلين وغير الموافقين على قرار نقل السفارة فيما سيتم من خلط كبير فى الأوراق، ففى الآونة الأخيرة نجد انهيارًا ملحوظًا فى صفوف أكبر المنظمات الإرهابية كما نرى ضعفًا واضحًا فى تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى ولكن بعد هذا القرار من الممكن أن يتناسى الجميع ما فعلته تلك التنظيمات فى بلادنا ويتحدون مع تلك التنظيمات الإرهابية فى سبيل تحرير القدس وهذا يعد تطورًا خطيرًا جدًا ما قد يؤدى إلى حرب دينية.
 
وأود أن أشيد بدور شيخ الأزهر والبابا تواضروس من اتخاذ موقف واضح من القرار ورفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكى ولكنى أيضًا أشيد جدًا بدور الرئيس عبد الفتاح السيسى وتحركاته المحسوبة والمسئولة تجاه حل المشكلة سياسيًا ودبلوماسيًا فيما لا يتعارض بموقف مصر أولا والقضية الفلسطينية والعرب ثانيًا وأطلب من الله أن يحافظ عليه ويغمره بحكمته.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة