شارك الدكتور عاصم نجاتى، الأستاذ بأكاديمية الفنون بمهرجان أيام قرطاج المسرحية وقدم بحثه حول مفهوم النقد وعلاقة الناقد بالمبدع وبدأ نجاتى فى بداية كلمته فى تعريف النقد قائلا: "النقد بصفة عامة تعبير عن القبول أو الرفض لشيء ما داخل المجتمعات الإنسانية وداخل مجال الأدب له مكانة خاصة للحكم على الأعمال الفنية.
واستعرض نجاتى فى بحثه ما فعله أفلاطون بتقديم نقد لاذع للأدب التراجيدى من خلال نظرية المحاكاة الأفلاطونية وقال إن هذه الأعمال هى محاكاة زائفة، وذلك لأن المحاكاة عند أفلاطون تنقسم إلى محاكاة حقيقية ومحاكاة مزيفة.
وأشار نجاتى إلى أنه فى تلك المرحلة لم يكن النقد ذا قواعد وأصول ولكن كان مدمجًا مع النظرية الفلسفية لأفلاطون وهى نظرية المثل، ولكن يأتى أرسطو ليطور من نظرية المحاكاة ليضع للنقد بداية حقيقية وصنع له قواعد أرست علما مستقلا بذاته يطلق عليه علم النقد.
وأكد نجاتى أن النقد لابد أن يكون قائمًا على أن الفنان يبدع والناقد يؤسس القواعد بيد أنه كثيرًا ما يجد الفنان نقدا لاذعا من النقاد، فى تجاربه الجديدة، ولكن قد يستفز الفنان من النقاد ويبدع تجارب جديدة وهذا مثل ما حدث مع شكسبير، فى كونه خرج عن القواعد الأرسطية تمامًا، وكما حدث مع بريخت فى كونه أراد أن يؤسس مسرح جديدا متمردًا على القواعد الأرسطية والقواعد التى استحدثت من بعدها فى المدارس الفنية المسرحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة