سلطة الاحتلال الإسرائيلى لا تجد من يردعها أو يحاسبها على جرائمها بحق الشعب الفلسطينى، فهى تمارس الحصار الجماعى للفلسطينيين العزل فى غزة ومدن وقرى الضفة وتقطع عنهم المياه والكهرباء والغاز دون حسيب أو رقيب، يسائلها عن مصير المرضى فى المستشفيات وتجويع الأطفال والنساء والشيوخ، أو يحرك ضدها الدعاوى فى المحاكم الدولية، خاصة أن واشنطن قد شرعت قانونا جائرا يقضى بمنع التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية حال رفع دعاوى ضد إسرائيليين فى المحكمة الجنائية الدولية، وهو امتداد لقرارات وقوانين ظالمة وضد الفطرة والمنطق والأخلاق تحصن المجرمين الإسرائيليين ضد العقاب وتكافئهم على إجرامهم.
لم تكتف سلطة الاحتلال الإسرائيلى بتحويل قرار ترامب الأحمق إلى ما يشبه القرار الأممى، رغم كونه قرارا فرديا لدولة راعية للاحتلال ورغم رفضه من الأغلبية الكاسحة لدول العالم، بل سعت سلطة الاحتلال إلى اعتبار القرار إشارة لتسريع وتيرة الاستيطان وطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ودعوة متطرفيها إلى اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه واحتلال أجزاء منه لإقامة الشعائر اليهودية، بزعم وجود هيكل سليمان أسفل الأقصى رغم فشل علماء الاحتلال طوال ستين عاما فى العثور على أى دليل يثبت أساطيرهم بوجود الهيكل السليمانى المزعوم تحت الأقصى.
وتمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلى سياسة التجويع ضد الفلسطينيين الرافضين لقرار ترامب بوحشية ممنهجة فهى تمنع مراكب الصيد من العمل أمام سواحل غزة، ومن يخالف تطلق النار عليه دون إنذار، بهدف حرمان أهالى القطاع من أحد أهم مصادر الرزق، كما دعا وزير الدفاع الإسرائيلى ليبرمان إلى مقاطعة كل المناطق العربية ومنتجاتها فى الضفة الغربية وعدم الشراء منها مما يعنى خنقها اقتصاديا وتجويع سكانها.
كما استغلت سلطات الاحتلال حالة الغضب الفلسطينى من قرار ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وحاصرت سلسلة القرى الفلسطينية شمال القدس، وفرضت عليها طوقا أمنيا مشددا، وسط تكهنات بمصادرة مزيد من الأراضى الفلسطينية، لتوسيع حزام المستوطنات حول القدس القديمة، وهذه الإجراءات التعسفية التى يمكن تصنيفها ضمن الجرائم ضد الإنسانية، ترتكبها سلطات الاحتلال بضمير ميت تحت سمع وبصر العالم أجمع.
ووصل الفجر الإسرائيلى إلى الاستيلاء على آبار وينابيع المياه فى الأراضى الفلسطينية وعلى الأخشاب والفحم الفلسطينى وحتى المواشى لم تسلم من الاعتداءات الإسرائيلية التى أقامت أول سجن من نوعه للماشية، تحتجز فيه الماشية الفلسطينية للضغط على المزارعين ودفعهم لترك أراضيهم، دون أن يتحرك العالم لفرض أية إجراءات مضادة تنتصر للفلسطينيين تحت الاحتلال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة