فى تناقض صارخ ، ومحاولة لإخفاء ما هو معلن من علاقات تجتاز مراحل التعاون، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إن إسرائيل "دولة احتلال وإرهاب"، مشيراً إلى أن القرار الأمريكى الأخير بإعلان القدس عاصمة للاحتلال "مكافأة أمريكية" على أعمالها الإرهابية.
وأضاف أردوغان الذى تربطه علاقات تجارية وعسكرية معلنة مع إسرائيل، أمام قمة مجلس التعاون الإسلامى التى تستضيفها إسطنبول إن "كل من يتجول فى شوارع القدس يجد أن هذه المدينة تحت احتلال، وبالتالى قرار ترامب لبس له أى اعتبار، ولا يمكن لأى دولة أن تنقل سفارتها إلى المدينة وفقا للقرار الأممى الصادر فى العام 1980 تحت رقم 184".
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
ورغم اللغة الحادة التى استخدمها أردوغان فى كلمته صباح اليوم أمام القمة، إلا أن أنقرة وتل أبيب يجمعهما علاقات كاملة منذ يونيو 2016، كما أن الرئيس التركى يعد أول من اعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، قبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بحسب وسائل إعلام تركية نشرت فى وقت سابق اتفاق عرف إعلامياً بـ "اتفاق أنقرة والقدس"، لتطبيع العلاقات بين البلدين، حيث لم تبدى الحكومة التركية أى اعتراض على ذكر القدس بصفتها عاصمة الاحتلال ضمن بنود الاتفاق.
وحمل الاتفاق الذى نشرت بنوده وسائل إعلام تركية معارضة تطبيع العلاقات فى كافة المجالات التجارية والاقتصادية والسياسة، وتبادل السفراء بين البلدين، حيث تم تعيين السفير التركى كمال أوكام سفير تركيا لدى تل أبيب، وكذلك ارية نائية سفير إسرائيل لدى أنقرة.
القدس عاصمة إسرائيل ضمن بنود الاتفاق الإسرائيلى التركى
وإعمالا بالاتفاق توصلت حكومة تل أبيب وحكومة العدالة والتنمية التركية، لاتفاق لتصدير الغاز الطبيعى من إسرائيل إلى تركيا من خلال مد أنبوب غاز طبيعى عبر البحر المتوسط إلى أوروبا مرورا باليونان وقبرص وصولا بتركيا .
قبل أسابيع، افتتحت فى إسرائيل سوق تركية لبيع المنتجات التركية بإسرائيل، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه تم عرض منتجات غذائية تركية فى إسرائيل بهدف فتح سوق جديد للمنتجات التركية، حيث تم عرض منتجات ألبان وسمك وتونة وشاى وقهوة وغيرها.
وقالت الصحيفة إنه تم عرض المنتجات بأسعار زهيدة بهدف أن تلقى قبولا من قبل الإسرائيليين، لزيادة حجم التبادل التجارى بين أنقرة وتل أبيب ، وأشارت الصحيفة إلى أنه تم فتح السوق التركية بتعليمات من الحكومة التركية التى يترأسها بن على يلدريم.
وعقب دعوة "أردوغان" عقد الجلسة طارئة لمجلس التعاون الإسلامى المنعقدة حالياً، تداول نشطاء أتراك مقطع فيديو لأردوغان خلال زيارته للقدس حينما كان يشغل منصب رئيس الوزراء .
والتقى أردوغان برئيس الوزراء الإسرائيلى حينها أرائيل شارون، حيث قال شارون لأردوغان: مرحبا بك فى القدس مدينتنا المقدسة، فيما قال أردوغان أهلا بكم ، من دون أن يعترض أردوغان على استخدام كلمة القدس كعاصمة لإسرائيل .
كما التقى "أردوغان" بالرئيس الإسرائيلى موشية كاتسف وقتها ، وقام بزيارة النصب التذكارى للمحرقة اليهودية المزعومة المعروفة بـ"ياد فشيم" فى القدس، ووضع اكليلا من الزهور على قبر جنود الاحتلال الذين قتلوا فى الحرب مع الدول العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة