لازال هوس نهاية العالم يراود الكثير من المنجمين، فبعد أكذوبة كوكب "نيبيرو" الغامض وشائعات إظلام الأرض بنهاية نوفمبر الماضى، خرجت علينا نبؤة جديدة منسوبة لعلماء هنود انتشرت عبر وسائل الإعلام مؤخرا بنهاية العالم فى 23 ديسمبر الجارى .
ووفقًا لما يروج له هؤلاء العلماء، فإن نهاية العالم فى 23 ديسمبر الجارى نتيجة لفيروس غامض ينتشر من خلال جسم فضائى سيقع على كوكب الأرض قريبًا، وبسبب المرض الذى سيسببه الفيروس سيتم تدمير البشرية وجميع الكائنات الحية جمعاء خلال أسبوع .
ودفعت تلك النبؤة الجمعية الفلكية بجدة للرد، حيث أكدت أن الحديث عن نهاية العالم فى 23 ديسمبر إشاعة، موضحة أنه لابد من
وتابعت ، أنه لابد من التأكيد أن هذه المعلومات غير صحيحة، فلا وجود لجسم فضائى سوف يصطدم بالأرض فى التاريخ المذكور، ولو كان ذلك الجسم موجود فعلا فيجب أن يكون قد رصدته كافة المراصد حول العالم، وتم رفع مستوى الخطر على مقياس (تورينو) المخصص لتصنيف خط اصطدام الاجسام الفضائية القريب من الأرض، وإخطار كافة الجهات العلمية بذلك ولكن هذا لم يحدث .
وأشارت إلى الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها إلى أنه بجانب ذلك لو كانت تلك المعلومات الصحيحة لكانت منظمة الصحة العلمية دقت ناقوس الخطر، ونشرت برامج توعوية على مستوى العالم، ولكن لم يحدث، موضحة أنه فى الأصل لم يتم اكتشاف وجود أى كائنات حية مجهرية على أى جسم فضائى خارج الكرة الأرضية حتى الآن، مطالبة بعدم الانسياق وراء مثل تلك الإشاعات التى تتسبب فى حالة من الخوف والذعر غير المبرر بين الناس.
وحول هوس وشائعات نهاية العالم، أكد الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، نحن نسمع عن شائعات نهاية العالم منذ عام 2003 مع نهاية كل سنة وبداية سنة جديدة ودائما تأتى هذه الشائعات من أمريكا وأوروبا .
وتابع رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، لـ"اليوم السابع"، أن شائعات نهاية العالم كلها خرافات ونوع من الهوس المجتمعى والدينى بنهاية العالم من خلال وجود كوكب غامض، وهو أمر عار من الصحة وكلام فارغ فكل الكويكبات الموجودة معروفة ولا يوجد كوكب غامض، قائلًا: "ولو هناك كوكب قريب من الأرض سيتم رصده ولن يمر الأمر وأمريكا أول دولة مش هتنام".
وكانت الجمعية الفلكية بجدة، قد أكدت فى تقرير سابق لها بأن المزاعم التى يتم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تتحدث عن نهاية العالم فى نوفمبر الماضى بسبب جسم يسمى لدى المنجمين "نيبيرو" هى محض كذب وضحك على الناس، مؤكدة أن كافة الأجسام الفضائية المعروفة مسجلة فى قاعدة بيانات الاتحاد الفلكى الدولى على الرابط التالى https://ssd.jpl.nasa.gov/sbdb.cgi#top ، مشيرة إلى أنه لا يوجد فى قاعدة البيانات "نيبيرو الخرافى".
وتحدثت فى التقرير عن أصل قصة "نيبيرو" الذى شغل العالم، حيث أوضحت أنها بدأت بمزاعم لكاتب الخيال العلمى الأمريكى "زيكاريا ستيشن" الذى افترض أن كوكب اكتشفته الحضارة السومرية فى طريقه نحو الأرض، وألف روايات خيالية عن الحضارة السومرية، حيث أدعى فى عدة كتب منها على سبيل المثال كتاب "الكوكب الثانى عشر" الذى نشر عام 1976 أنه وجد وترجم بنفسه حروفا مسمارية من أجل أن يبرهن بأن الحضارة السومرية عرفت 12 كوكبا فى نظامنا الشمسى، والكوكب الثانى عشر هو "نيبيرو" الذى يدور حول الشمس مرة كل 3.600 سنوات، ويعيش على سطحه كائنات تدعى "جودز" وتلك الكائنات وصلت إلى الأرض منذ 450.000 سنة مضت ما يعنى بأن هذا الجسم مجرد تخمين شخصى وليس قائم على أرصاد فلكية.