بمعدل كل ساعتين فى مصر، يتقدم نائب بتعديل أحد القوانين أو يقترح قانونًا جديدًا لمواجهة إحدى الظواهر التى تطرأ على المجتمع، وعلى الأرجح لا نعلم مصير كثير من هذه التعديلات، بينما يقول كثير من خبراء القانون: إن البيئة التشريعية عندنا ليست مهترئة لهذه الدرجة، لكن الخلل يكمن فى جدية وانتظام تطبيق القوانين، واقتصار الاستثناءات على الحالات التى تعالجها روح القانون لا نصوصه، وإن كانت بعض التعديلات والمقترحات تقف وراءها نوايا طيبة، لكن تظل المقترحات التى يراد بها الفرقعة الإعلامية هى الأكثر ضررًا، لأن الناس يقعون فريسة لما تعودت عليه آذانهم، وكثرة الحديث عن تعديل القوانين دون النظر لإمكانية تطبيقها بدقة، سيجعلها أقرب لـ«شراب مقلوب»، يمكن استعماله على أكثر من وجه، وبالتبعية قد يمتد هذا التعود إلى محاولات التحرش بالدستور، وحينها سنذهب جميعًا فطيس، لأن الشرابات المقلوبة لا يمكن ارتداؤها فى الوجه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة