"فى الجيل التالى لعام 1980، مر الاقتصاد العالمى بتغيرات كبيرة وتقلب هائل، فقد أزال التقدم التكنولوجى فى النقل والاتصالات ومعالجة البيانات حدود الزمان والمسافة التقليدية، ومع انهيار الكتلة السوفيتية واندماج الصين فى النظام التجارى العالمى دخل من أربعة إلى خمس مليارات من البشر فى افتصاد السوق العالمى"، هكذا قال الكاتب الفريد إيكس الابن، فى كتابه الاقتصاد العالمى المعاصر منذ عام 1980، الصادر عن المركز القومى للترجمة من ترجمة أحمد محمود.
ويقدم الكتاب مراجعة حية للاضطراب الأخير فى الاقتصاد العالمى لغير المختصصين، ويقدم رؤية مفصلة للاتجاهات الاقتصادية والتجارية والجيوبوليتكية التى حددت الأسواق العالمية والسياسات منذ الثمانينيات، كما يركز الكتاب على الناحية التاريخية شارحا كيف تعمل محركات التغير الاقتصادى الأساسية والتعرف على آثارها فى العالم الآن.
وفيما يخص مصر، يؤكد الكاتب أن أكبر المعوقات أمام الاستثمار الأجنبى، زيادة عدد السكان وارتفاع نسب التضخم الاقتصادى، وعجز الميزانية، ونظام التعليم الضعيف، وأسواق العمل غير الكفء وقلة الموارد الطبيعية، وذلك على رغم من وجود سوق محلى كبير فى البلاد، وإن الفترة التى يتناولها الكتاب زاد نصيب الفرد من إجمالى الناتج المحلى بنسبة 106%.
ويرى الكاتب أن الفترة من 1980 إلى 2008، تعتبر حقبة ذهبية للإقتصاد العالمى، تعيد صورة الرخاء السلمى قبل الحرب العالمية الأولى، على الرغم من وجود صراعات محلية وإقلمية فى عدة مناطق مثل البلثقان وافغانستان والشرق الأوسط، إلا أن عدم وجود عدائية بين الدول الكبرى، وقيام الحكومات بتخفيض الضرائب ورفع القيود على الأسواق، أسس لذلك.
وأوضح الكاتب أنه على الرغم من أن الاقتصاد المعاصر استفاد منه ملايين البشر، إلا أن رخائه لم يستفد منه سوا أصحاب الدخول المرتفعة والنخب، موضحا إن دراسات أعدتها منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، أكدت أن هناك انحرافا كبيرا فى توزيع الثروة فى بعض البلدان.
ويشير الكاتب إلى أن الثلاثين عام التى يركز عليها الكتاب، أصبحت البلدان ذات الدخول المرتفعة أكثر أحكاما فى تكاملها الاقتصادى العالمى، وفى عرب أوروربا وأمريكا الشمالية، وذلك من خلال سعيهم للتكامل الاقتصادى من خلال الاتحاد الأوروبى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة