يبدو أن مسألة الهوية فى الجزائر، خاصة ما يتعلق باللغة العربية والأمازيغية، دائما ما يكون مستعدا للاشتعال لأى سبب سواء يستحق أو لا.
ومؤخرا شهدت بعض مدن الجزائر الاحتجاجات بدأت مسيراتٍ طالبيةً فى 4 محافظات جزائرية فى منطقة، إلا أن تلك الاحتجاجات شابتها مظاهر دانتها الحكومة، من بينها إنزال العلم الجزائرى وحرق صور الرئيس الجزائرى السابق هوارى بومدين وصولاً إلى إغلاق جامعة البويرة بقرار من العميد أمس.
البداية كانت فى البرلمان الجزائرى ثم انتقلت إلى الشارع، إذ سربت النائب عن حزب العمال، نادية شويتم، خبر إسقاط مادة اقترحت إدخالها على قانون المالية تنص على اقتطاع جزء من موازنة التربية، تُخصص لدعم تدريس اللغة الأمازيغية.
وقرر عميد جامعة البويرة تجميد الدراسة وإغلاق أبواب الجامعة إلى موعد لاحق، خشية تطور الأحداث. وتفاقم الأمر بعد التحاق ناشطين تصفهم الحكومة بـ"المتطرفين"، ينتمون إلى تنظيم ينادى بانفصال منطقة القبائل، بالتظاهرات وعمدوا خلالها على إنزال علم الجزائر عن بعض المؤسسات وإحراق صور للرئيس السابق هوارى بومدين.
واحتدم السجال تحت قبة البرلمان بشأن اللغــــة الأمازيغية ، بعـــد تحويل نقاش جلسة خُصصت لقطاع تكنولوجيات الاتصال، إلى حلبة لتبادل الاتهــامات بين نواب فى حزب العمال وجبهة القوى الاشتراكية من جهة وآخرين ينتمـون إلـــى حزبَى الموالاة "جبهة التحرير الوطنى" و"التجمع الوطنى الديمقراطي".
يذكر أن اللغة الأمازيغية كانت قد اعتمدت كلغة رسمية منذ نحو سنتين، منهيةً 3 عقود من النضال، وكان الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة اعتمد فى العام 2001 اللغة الأمازيغية "لغةً وطنية" قبل اعتمادها كلغة رسمية فى الدستور منذ سنتين.