عدة احتمالات تتصل بواقعة الاعتداء على الكاتب الكبير وديع فلسطين، قبل عدة أيام، ومن بينها يطل سؤال مهم: هل اعتدى الإخوان على رجل طاعن فى السن بقصد منعه من طرح مذكراته الشخصية التى تدين الجماعة؟
التساؤل هنا يبدو منطقيا فى ضوء التفاصيل التى كشف عنها الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، أحد المقربين من وديع فلسطين، حيث أشار بوضوح إلى تورط الجماعة فى الواقعة، وأن الجريمة تحمل بصمات سياسية، ولم تكن بغرض السرقة.
لويس جريس يؤكد تورط الإخوان: الملثمون تركوا المال وسرقوا مذكراته عن البنا
من بين ما قاله لويس جريس لـ"اليوم السابع" إن الملثمين الذين اعتدوا على وديع فلسطين لم يسرقوا شيئا من شقته، لكنهم فقط سرقوا محضر مذكراته عن لقائه حسن البنا مؤسس الجماعة التى وصفهم فيها بـ"إخوان الشياطين".
قبل واقعة الاعتداء بـ48 ساعة فقط، كان وديع فلسطين قد أدلى بحوار صحفى مطول عنوانه الرئيسى أنه يدعو مصر إلى نسيان زمن الإخوان، ووصف فيه فترة حكمهم بأنها عصيبة، ولا تتفق مع مصر التى يرى أنها "دولة اعتدال والعالم كله يشهد لها بذلك".
سلسلة وقائع أخرى مشابهة حدثت خلال الـ5 سنوات الماضية عقب عزل محمد مرسى عن السلطة، وكلها كانت تقصد التدخل لمنع نشر مواد تدين الجماعة أو تحريف وتزوير أخرى وإخراجها عن سياقها لخدمة الجماعة.
محمد حبيب يتلقى تهديد: إذا نشرت مذكراتك سننشر ملفاتك
ولعل ما أعلنه محمد حبيب، النائب الأول الأسبق للمرشد العام للجماعة، الأبرز فى انعكاس تلك الرؤية، حيث أكد أنه تلقى اتصالا هاتفيا فور الإعلان عن نشر مذكراته من شخصية كبيرة بجماعة الإخوان أبلغته فى صيغة التهديد بأنه فى حال تم نشر هذه المذكرات، سوف يتم نشر ملفات سرية خاصة به، لكنه مع ذلك رفض الاستجابة لهذا التهديد.
تزوير شهادة أكبر مشايخ الأزهر فى حق الإخوان وحذف أجزاء تدين الجماعة
واقعة أخرى حدث فيها تحريف وتزوير لشهادة الشيخ المعمر معوض عوض إبراهيم أكبر مشايخ الأزهر، حيث تلاعبت دار نشر وهمية تبين أنها على صلة بالإخوان بشهادته فى حق الجماعة وحذفت منها أجزاء تدين الجماعة بشكل واضح، ومنها قوله: "يؤخذ على جماعة الإخوان أن المنهج المرسوم عندهم للوصول إلى غاياتهم تعتريه أخطاء كثيرة من ناحية الموالاة للجماعة، وسياسة الإقصاء والطاعة العمياء للقيادات فيها وما يكتنف هذه الجماعة من غموض واختصاص الكبار برؤى لا يطلعون عليها صغار المنتسبين إليهم وكأنها حكرا عليهم لا يشاركهم فيها غيرهم والصغار يعتقدون العصمة فى الكبار ويخلقون التبريرات لما يقع مخالفا لتوقعاتهم".
من ناحيته يقول هشام النجار،الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية إن هذه الوقائع غير منفصلة أيضا عن وقائع تاريخية خاصة بكتابة المذكرات تحديدا وكتب الوثائق والتاريخ ومنها تعمد حذف وقائع كثيرة تدين الجماعة من كتاب مؤرخ الإخوان محمود عبد الحليم على يد قادة الجماعة.
وأضاف: "الأمر متعلق بمحاولة حماية صورة الجماعة بحسب رؤيتها هى فقط بعدم السماح بتداول وترويج رؤية مخالفة تأخذ من الرواج والتكريس عبر مجال التوثيق والتأريخ تطغى وتغطى على روايات الإخوان بشأن جماعتهم التى تزعم وطنيتها ودفاعها عن الإسلام والمقدسات.. إلخ.. خاصة إذا كان الأمر يتعلق بكتابة المذكرات بوصفها أحد أهم روافد ومراجع المؤرخين، وبالنظر إلى أن جماعة الإخوان قد عانت كثيرا من مذكرات كتبها البعض من أعضائها التاريخيين وقادة النظام الخاص وقريبين من الأحداث كشفت الكثير من خياناتهم وممارساتهم الارهابية العنيفة وتخطيطهم لاغتيالات سياسية وتحالفاتهم مع قوى خارجية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة