- رفضت تخصيص سيارة لأسرتى ودخلت المحافظة لم أجد بها مليما واحدا بصناديقها
- لم أجامل أحد خلال فترة عملى و
دخلت الشرقية لم أجد طريقا واحد- كنت بشتغل 16 ساعة يوميا وراضى عن ما قدمته لأبناء المحافظة
- ضد انتخاب رئيس الجامعة وأويد تعيينه وفقا لمعايير
- سلمت للدكتور رضا عبد السلام خطة إستراتجية للمحافظة وأمنته أمانة
قال الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية الأسبق، إن تجربته كفحافظ سابق للشرقية تمثل له حالة جعلته يشعر كثيرا بالفقراء، لافتًا إلى أن معظم قراراته التى أتخذها كانت ذات طابع إنسانى، وكان أغلبها لصالح البسطاء.
وأضاف عبد العزيز، فى أول حوار له لـ"اليوم السابع"، بعد عامين ونصف من إقالته، أنه أحدث حراكًا كبيرًا بالشرقية ظهر فى حصول المحافظة على أعلى نسبة تصويت لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، كما وضع خطة إستراتجية لمحافظة الشرقية و3 مشاريع هامة، مشيرًا إلى أنه لم يقترب من رواتب عمال المحاجر بل طالبهم بتكثيف العمل لكى يتناسب مع الراتب الذى يحصلون عليه، وأنه كان يتمنى أن يكمل الخطة الإستراتجية التى وضعها لتطوير محافظة الشرقية، لكن تم إقالته بعد عام ونصف من توليته منصبه، وإلى نص الحوار:
الدكتور سعيد عبد العزيز داخل مكتبه بكلية التجارة جامعة الإسكندرية
-
بأمانة شديدة ما هو السبب الحقيقى وراء إقالتك من منصبك كمحافظ للشرقية؟
حتى الآن مش عارف، لو عندك أسباب قوليها؟ لكن أكيد دى وجهة نظر سياسية، وكل رئيس وزراء له حق أن يختار ما يراه يتأقلم معه فى العمل، ودا وضع طبيعى أنى أتغير، وما يراه متخذ القرار ربما لا يراه من يعيش فى الشارع، وحسب معلوماتى أنهم كانوا عايزين شباب، والدليل على ذلك الدكتور رضاء عبد السلام، جاء بعدى كان من الشباب.
-
ومن أبلغك بخبر إقالتك؟
مكتب رئيس الوزراء أبلغنى، قبل صدور حركات المحافظين بساعتين.
-
هل أحزنك قرار إقالتك، وخاصة أنك نفذت أهم 3 مشاريع فى الشرقية بعد ثورة يناير؟
طبعا أغضبنى نسبيا أكيد، وكأستاذ جامعى جاى فترة مؤقتة لا غير، ولكن كان نفسى أظل فى الشرقية لحد ما أعمل لها حاجة، وخاصة أنى لم أجامل أى أحد فى المحافظة خاصة المسئولين ولكن عندما يطلبنى الوطن فى أى مكان، ألبى النداء.
-
وما هى الأشياء التى كنت تعتقد أنها مجاملة للمسئولين؟
مديرية الأمن وأجهزة أخرى كان يرغبوا فى الحصول على قطعة أرض خلف المحافظة، لاستخدامها لصالح العمل أيضا، ولكنى رفضت بقوة ووضعت خطة لاستخدمها لصالح المحافظة.
-
حدثنا عن تجربتك كمحافظ للشرقية؟
دى أول تجربة سياسية لى، وأول مرة أدخل محافظة الشرقية فى حياتى، ولم أعلم شيئا عن هذه المحافظة، ولكن وجدت فيها إمكانيات مادية مهولة وإمكانيات بشرية، وكان نفسى أجعل من الزقازيق تحديدا نموذجا تتوفر فيه مقومات الزراعة وإنتاج حيوانى، لكن على المستوى الشخصى مبسوط بما قدمته للشرقية وكسبت خبرة كويسة.
-
وما هو الذى قدمته لمحافظة الشرقية جعلك راضيا بما قدمته للشراقوة؟
عندما دخلت محافظة الشرقية، كانت مهملة بدرجة غير عادية، والزقازيق عندما دخلتها كانت للأسف أقل من أى مدينة، وليست عاصمة محافظة كبرى مثل الشرقية، فأخذت على عاتقى عمل خطة لتطوريها، وفى نفس الوقت القرى كان لها حق علينا أيضًا، فوضعت خطة لدخول الصرف الصحى لجميع القرى بالكامل خلال 5 سنوات، ووضعت تصورًا كاملًا لـ27 فدانًا بأرض أبوحسين، لأقامتها مشروع مثل الـ"داون تاون"، وكانت هتوفر 800 مليون جنيه، بالإضافة إلى تنفيذ أهم 3 مشروعات بالزقازيق، أولا "كوبرى الصدر" وكان فى التصميم اتجاه واحد، لكنى طلبت اتجاه ثانى، بحيث السياحة تدخل من القاهرة لزيارة منطقة الآثار وتعود ثانيا، والمشروع الثانى نفق أبو الريش تم تنفيذه فى 3 أشهر، وبصورة جمالية، ويعد تحفة معمارية، وهذا الشكل الجمالى نفذ بجهود أبناء محافظة الشرقية، من طلاب كلية التربية النوعية والمدارس الصناعية الفنية، والمشروع الثالث كوبرى شرويدة، وهذه المشاريع الثلاثة تكفى لتطوير مدينة الزقازيق لمدة 20 سنة قادمة، وبالإضافة إلى محطة جامعة الزقازيق، والشرقية لم يكن بها ولا طريق سليم، اشتغلت على الطرق، وخاصة بـ"منيا القمح وأبوحماد وبلبيس"
-
ما الذى استفادته من تجربتك كمحافظ للشرقية؟
3 أشياء هامة.. أولا أن مصر ليس لديها ندرة فى الموارد الاقتصادية، والمشكلة الأساسية هى ضعف شديد فى الإدارة وهناك جزء كبير من الموارد غير مستغل يمكن استغلاله والنهوض بالمحافظة دون الاحتياج لميزانية المحافظة، وثانيا بالرغم من الضعف الشديد فى مستوى الإدارات المحلية، إلا جزء كبير منهم عنده رغبة شديدة للتعلم، ولكنه يحتاج قيادة جيدة، وثالثا بالرغم من أن هناك انتشار شديد للفساد فى المحليات ولكن هناك منهم كثرين شرفاء ينقصهم الفكر الإدارى الجيد، وتعلمت مفهوم جديد للفساد، وهو أن الفساد ليس مالى فقط والفساد الإدارى أخطر على مصر بكثير من الفساد المالى ومن يعطل مصالح المواطنين بحجة التمسك بالقوانين وعدم فهمها.
-
من وجهة نظرك ما هى القوانين التى تكبل يد المحافظ أثناء العمل؟
قوانين كثيرة، فالمحافظ لا يتمتع بسلطات حقيقة تسمح له بأداء عمله، وسلطاته محدودة تتوقف على علاقاته، وذات مرة فى اجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، حدثته عن القوانين التى تكبل يد المحافظ، فقال لى بالنص:" ايدك نضيفة اشتغل ومتخافش" ومن يومها جمدت قلبى، ولأنى مالى درست مالية لم أخاف، وعملت لمحافظة الشرقية، ولم أخد مليم واحد من المحافظة، حتى وأنا عميد لكلية تجارة، كنت أوقع على المكافآت كلها لأعضاء هيئة التدريس، ماعدا عميد الكلية.
-
أهم القرارات التى أخذتها خلال فترة توليك؟
أول مرة فى الشرقية بمساعدة رجال الأعمال أفرجنا كثيرا عن الغارمات من السجون، وأول من أصدر قرار بمنع ترخيص أى محلات بالزقازيق، بدون كاميرات مراقبة، وأول من أصدر قرار بمنع قيادة أى دراجات بخارية بدون ترخيص، وللأسف أغلب القرارات التى أخذتها ضاعت، ومنها صندوق دعم المدارس الخاصة، وجمعا مبالغ كبيرة، وكنا هنبدأ أصحاب المدارس الخاصة تدعم المدارس الحكومية، من تصليح الأساسات بها وتوفير أجهزة حاسب آلى، وكان هناك ترحيبا من كبار أصحاب المدارس الخاصة، ولابد أن نبحث عن بدائل أخرى من الناس لكى يتم الدعم، وكنت منسق فقط، وكانت المبالغ تودع بصناديق المحافظة، ودخلت المحافظة لم أجد بها مليم واحد فى صناديقها وكانت الأرصدة صفر، ومسحوب من صندوق الإسكان مليون جنيه، والشرقية تمثل لى بالنسبة لى حالة وحسيت كثيرا بالناس الغلابة ومعظم قرارتى التى اتخذتها كانت ذات طابع إنسانى.
-
وما هى أقوى القرارات التى أخذتها؟
عندما أتيت للشرقية وجدت نادى أعضاء هيئة تدريس الجامعة كله ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، فقررت حله وكان ذلك مخالفا للقانون، ولكن من منطلق الزمالة طالبتهم بتقديم استقالتهم.
-
كم ساعة يوميا كنت تعمل أثناء توليك محافظ للشرقية؟
كنت أعمل 16 ساعة يوميًا وبخطط بنفسى وأنزل للشوارع ليلا، دون التنسيق مع الأمن، وتسبب ذلك فى غضب مدير الأمن اللواء سامح الكيلانى، وقتها لحرصه على توفير حراسة شخصية، لأن الشرقية كانت فى وضع أمنى صعب وليست مثل باقى محافظات مصر فترة إزاحة حكم الإخوان.
-
وماذا عن الوضع الأمنى خلال فترة توليك محافظ للشرقية؟
بالرغم عدم الاستقرار الأمنى إلا أن سلاح التعمير داخل المحافظة تم، توليت فى فترة عصيبة بعد حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والشرقية شهدت فى هذه الفترة أكبر حوادث إرهابية، وكان مدير الأمن اللواء سامح الكيلانى متعاونًا معى للغاية، وكل الشكر والتقدير له، وهو أول واحد دخلنى الشرقية، وكمدير لأمن الشرقية تحامل كثيرا فى تلك الفترة، وتحسن الأمن فى عهده وتم ضبط عدد كبير من خلايا الإخوان الإرهابية.
-
ما هى أهم العقبات التى واجهتك بداية تعينك محافظا للشرقية؟
الماليات، وخاصة لا يوجد مرتبات، وكان يوجد 70 ألف موظف بالتربية والتعليم تم تعينهم فى عهد المحافظ الراحل الدكتور عزازى، وكان نصفهم مسافر للخارج، وكانوا يطالبوا برواتبهم، ثانيا عمال المحاجر، يتقاضون رواتب كبيرة، فاجتمعت معهم وطالبتهم بمضاعفة العمل، ولم أقترب من رواتبهم بخصم جنيه واحد، لكنى لم أرضى أيضا أن يعملوا أقل من الراتب الذى يحصلون عليهم، فوعودونى بزيادة العمل، ووعدتهم بعدم الاقتراب من رواتبهم، وكان صعب أى حد يخمنى، وعملت حراك بمحافظة الشرقية، وكنت أخطط بنفسى.
-
ما هو الموقف الإنسانى الذى لن تنساه خلال توليك محافظا للشرقية؟
موقف لن أنساه، عندما كنت أتجول فى مدينة الزقازيق فى فصل الشتاء، الساعة 2 صباحا، وجدت أب وأطفاله الثلاثة ينامون فى الشارع، على الفور أعطيته شقة من إسكان المحافظة، وموقف آخر عند مرورى على المستشفيات مواطن يبكى من أجل حضانة لطفل ووفرت لها حضانة.
-
هل زرت محافظة الشرقية بعد إقالتك؟
لبيت دعوة محافظة الشرقية الحالى اللواء خالد سعيد على الفطار فى شهر رمضان الماضى، وأتمنى له التوفيق فى عمله، وتلقيت أكثر من 300 دعوة من قيادات شعبية ومواطنين من المحافظة للتكريم أو لحضور مناسبات عامة، بعد إقالتى، ولكنى رفضتها كلها حتى لا أفهم خطأ.
-
هل تواصلت مع الدكتور رضا عبد السلام بعد تعينه محافظا لشرقية خلفك؟
نعم زرته بمكتبه، وأعطيته نسخة من الخطة الإستراتيجية وعرفته أنه يوجد بالخطة فندق مجهز، وقولت له: "أنت سنك صغير ولو عملت دول كافية وهم "الفندق ومدينة الزقازيق الجديدة" وأمنته أمانة تنفيذ الخطة، وكنت وضعت خطة لعمل مدينة سياحية للشرقية على مساحة 500 فدان ومدينة رياضية بأرض بلبيس.
-
بصفتك أستاذ جامعى مع تولى منصب رئيس الجامعة بالتعيين أو الانتخاب؟
أنا ضد الانتخاب، ومع أن يكون رئيس الجامعة بالتعيين ولكن وفقا لمعايير وأن يكون لديه من الناحية العلمية والتواصل مع الناس.
-
ما هى رسالتك لأبناء محافظة الشرقية؟
أوجه شكرى وتقديرى لمحافظ الشرقية الحالى، وأتمنى أن يوقفه الله، وثانيا تحياتى للشرقية فرد فرد، وبعتذر عن أى تقصير صدر منى فى حق أى شخص، ورسالتى لأبناء محافظة الشرقية هى: "محافظتكم محافظة كبيرة جدا، حافظوا عليها التفوا حول قيادتها فى إصلاحها وتنميتها، ولديكم كم كبير من الموارد وبلدكم كلها خير ويمكن أن تكون محافظة لكل المحافظات، لأنها المحافظة الوحيدة التى بها زراعة وإنتاج حيوانى ومصانع كبيرة بالعاشر من رمضان والصالحية الجديدة، وآثار أيضا، ولديكم العديد من المزايا والخيول العربية لم تستغل".
-
السيرة الذاتية للدكتور سعيد عبد العزيز
سعيد عبد العزيز على عثمان عميد كلية تجارة جامعة إسكندرية من 2008 إلى 2011، وشغل أيضا عميد لكلية تجارة جامعة بيروت العربية لمدة 5 سنوات قبل تعيينه عميدا لكلية تجارة بالإسكندرية، عين محافظا للشرقية فى 13 أغسطس سنة 2013، بعد إزاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وعمل محافظا للشرقية لمدة عام ونصف وتم إقالته فى فبراير 2015، ولا زال يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء محافظة الشرقية لما قدمه من بصمات واضحة، شعر بها المواطن الشرقاوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة