افتتحت سوق صغيرة لعيد الميلاد فى الجزائر العاصمة لتخدم أعدادا متزايدة من المهاجرين الأفارقة المسيحيين فضلا عن الدبلوماسيين والسكان المحليين فى الدولة التى تقطنها أغلبية مسلمة.
ونحو 99 % من سكان الجزائر مسلمون سنة لكن عدد المسيحيين ارتفع بسبب تدفق المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء مثل مالى والنيجر وبوركينافاسو.
وتمثل السوق الذى نظمتها جمعية كاريتس الخيرية أحد مظاهر الاستقرار الأمنى فى البلد الذى انتعش بعد عنف متشددين إسلاميين دام نحو عشر سنوات وقتل فيه نحو 200 ألف شخص.
واعتاد الدبلوماسيون أن يقبعوا داخل سفاراتهم المحصنة ونادرا ما يخرجون لكنهم الآن يعيشون إلى جانب الجزائريين فى الأحياء السكنية، ولم يقع هجوم لمسلحين فى الجزائر منذ أكثر من عشر سنوات.
وأقامت جمعية كاريتس سوقا مماثلة العام الماضى لكنها لم تعلن عنها سوى على أضيق نطاق، أما هذا العام فقد أعلنت عن سوق قبل إقامتها ودعت المسيحيين والمسلمين إلى "العيش معا".
ولا يوجد بيان رسمى بعدد المهاجرين الأفارقة لكن بعض التقديرات تفيد بأنهم نحو 100 ألف وقال موريس بيلو مدير كاريتس فى الجزائر "الأمر لا يتعلق بكسب المال بل باستخدام المال لمساعدة الفئات الأكثر ضعفا سواء من الجزائريين أو المهاجرين الأفارقة أو السوريين".
وتختلط نساء مسلمات محجبات مع الأجانب فى السوق فى حى البيار فى العاصمة حيث يباع العسل والشوكولاتة والكعك والحلى والزينة. وقال بيلو إن تبرعات كثيرة جمعت من مسلمين.
وتوفر السوق فرصة للشبان للمساهمة فى المجتمع فى نظام سياسى يهيمن فيه الحزب الحاكم على كل مناحى الدولة الغنية بالنفط منذ استقلالها عام 1962.
وقال شريف يونس (47 عاما) الذى زار السوق مع والدته "العمل الخيرى يظل الأكثر جاذبية بالنسبة لغالبية الشبان الجزائريين الذين تخلوا عن العمل السياسى لأنه لم يعد يحدث تغييرا".
وأضاف "نحتاج إلى 50 مؤسسة مثل كاريتس فى الجزائر لمساعدة المساكين سواء من الجزائريين أو المهاجرين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة