احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمركز المصرى الدولى للزراعة التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية، باختتام برنامجين تدريبين ناجحين لدعم التنمية الزراعية فى بلدان حوض النيل من خلال نقل المعارف والنهج المبتكرة واللذين تم إجراؤهما تحت مظلة مبادرة تعاون جنوب الجنوب.
وقال حسين جادين، ممثل الفاو فى مصر، :" فى بيان اليوم الأحد، إن هذه مجرد بداية لتفعيل مذكرة التفاهم القائمة بين مصر والمنظمة لزيادة المساهمة فى نقل المعرفة بين البلدان الإفريقية من خلال التعاون فيما بين بلدان الجنوب، ونحن سعداء جدا بالنتائج التى تحققت".
من جانبه قال السفير أحمد شاهين، الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية :"تلتزم مصر بدعم الزراعة المستدامة بين البلدان الأفريقية، من خلال التركيز على تعزيز القدرات المؤسسية من أجل تعزيز اعتماد ممارسات متكاملة تشمل عدة قطاعات تزيد بشكل مستدام الإنتاجية والإنتاج الزراعي، ومعالجة تغير المناخ وتدهور البيئة".
وفى إطار الاتفاق الموقع بين المركز المصرى الدولى للزراعة ومنظمة الفاو بشأن التعاون بين بلدان الجنوب ضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين جمهورية مصر العربية والفاو، والتي تم تجديدها في يونيو 2017، قام خبراء ومتخصصون مصريون من مختلف المؤسسات الوطنية المصرية بعقد دورتين حول "الاستزراع السمكى" و "فقد الغذاء فى مرحلة ما بعد الحصاد"، واللتين استضافهما المركز المصرى الدولى للزراعة، وتم تنظيمهما بالاشتراك بين منظمة الفاو والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وقال المهندس يحيى سيد محمد، المدير العام للمركز المصرى الدولى للزراعة : "كان المشاركون متحمسين جدا للبرنامجين خاصة فيما يتعلق بالتقنيات التى زود بها صغار المزارعين والتى تم تدريسها خلال الدورات التدريبية .
وأضاف السفير شاهين: "هذه بداية مشجعة للمنظمة بفضل زيارة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة مؤخرا لمصر لتحقيق مزيد من التعاون ونقل الخبرات المعرفية بين مصر والدول الإفريقية المجاورة لها ضمن إطار التعاون بين بلدان الجنوب".
وقال جادين: "إن التعاون فيما بين بلدان الجنوب آلية ممتازة للبلدان النامية لتبادل المعارف والموارد للتضامن، ولتكييف الخبرات التي تم اكتسابها لصالح الآخرين". ، ويتمثل دور منظمة الفاو في تيسير الربط بين الطلب والخبرات الإقليمية والعالمية بفضل شبكتها الواسعة فى جميع أنحاء العالم، لضمان جودة التبادل والوضوح اللازم.
وأشار جادين إلى أن "مصر تتمتع بخبرات راسخة في إدارة "مصائد الأسماك"، خاصة الاستزراع السمكى، والحد من فقد المحاصيل في مرحلة ما بعد الحصاد، وكانت هذه فرصة جيدة لنقل هذه الخبرات إلى بلدان حوض النيل في إطار مبادرة التعاون بين بلدان الجنوب لتحقيق الأمن الغذائى والتغلب على العقبات التى تعترض التنمية المستدامة فى هذه المنطقة".
وتأتى أنشطة مباردة التعاون بين بلدان الجنوب كأحدث الأنشطة للحكومة المصرية ضمن تاريخها الطويل للتعاون الإنمائى مع بلدان المنطقة الأفريقية.
وفى الواقع، قامت حكومة مصر منذ عام 1980 بأنشطة عديدة لتعزيز القدرات وتنمية الموارد البشرية من خلال التدريبات التقنية الرفيعة المستوى وغيرها من إجراءات التعاون بين بلدان الجنوب. وقد مكن ذلك على مر السنين أكثر من 12 ألف خبير مصري من العمل فى مختلف البلدان الإفريقية ورابطة الشعوب البريطانيّة المعروفة بـدول "الكومنولث"، وتم تدريب أكثر من 11.000 مسؤول من دول أفريقيا والكومنولث فى المؤسسات المصرية.
واختتم جادين قائلاً :"نأمل أن يتم تطوير هذه البرامج فى المستقبل القريب لتشمل المزيد من الدول والمشاركين".
وقد شارك في الدورة التدريبية الأولى المخصصة لبرنامج "الاستزراع السمكى "، التى استمرت لعشرة أسابيع، 16 مشاركا من خمسة بلدان من دول حوض النيل، وهى كينيا ورواندا والسودان وتنزانيا وأوغندا، حيث شارك المتدربون فى الدورات الفنية والزيارات الميدانية والمعملية التي شملت عدة مناطق بنهر النيل.
وقال جيدون موانجى غيشيرو، كبير موظفى مصايد الأسماك في كينيا :"كانت هذه الدورة مليئة بالمعلومات الهامة خاصة حول كيفية الكشف المبكر عن أمراض الأسماك والطفيليات، وذلك بفضل توفر مرافق ممتازة ومهنيين مدربين تدريبا جيدا. وآمل أن تتاح الفرصة للمزيد من المتخصصين للاستفادة من هذه الدورة التدريبية في المستقبل حيث سأوصي بها لزملائي عند عودتي إلى العمل".
وشارك سبعة وعشرون مشاركا في الدورة التدريبية حول "فقد الغذاء في مرحلة ما بعد الحصاد " والتي استمرت لمدة أربعة أسابيع. وتم استضافة المشاركين من نفس بلدان حوض النيل المختارة بهدف تعزيز معارفهم التقنية والعملية بشأن سلاسل القيمة الغذائية وأفضل الممارسات لما بعد الحصاد. واستكملت الدروس النظرية بعدة زيارات ميدانية لمرافق ما بعد الحصاد في منطقة الدلتا ومناطق أخرى لتوفير التدريب العملي والتعلم التجريبي.
وقالت روث جول كوانديكا من إدارة الأمن الغذائى الوطنى التابعة لوزارة الزراعة فى تنزانيا :"لقد زودتنى الدورة بمعلومات ومهارات تقنية جديدة، ليس فقط لإنتاج الأرز، ولكن أيضا لإنتاج الفواكه والخضار، ومختلف الجوانب التى تؤثر على مرحلة ما بعد الحصاد، مثل أفضل الممارسات الزراعية ومرافق التخزين الجيدة".