تواصل وزارة الأوقاف المصرية، عملها فى صناعة جسور تواصل مع الثقافات الأخرى، وراغبى زيارة مصر للسياحة الترفيهية، والعلاجية، والدينية (الحج المسيحى- زوار الآثار الفرعونية واليهودية)، وذلك لبث رسائل الطمأنة، والتعريف بسماحة الإسلام، وقبوله للآخر، من خلال مركزين بحثيين لنشر التسامح وتعريف الأجانب بالإسلام باللغات الأجنبية بمدى الغردقة، وشرم الشيخ، كخدمة ثقافية ودينية، وتوضيح موقف الإسلام من الآخرين والذى يرحب بالتعاون معهم، وترحيب مصر بهم كضيوف.
ويعمل المركزين على تأكيد الإسلام الوسطى، والذى تعتبره مصر مرجعية مؤسساتها الدينية، بأن السياحة نشاط جائز، وأن السائح ضيف له حق الحماية، وقبول الآخر، والتواصل معه، على عكس منهج جماعات العنف المسلح داعش وغيرها والتى تستحل دماء غير المسلمين وأموالهم.
من جانبه، قرر وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، إنشاء مركز إسلامى عالمى ثلاثى الأهداف بمدينة الغردقة يتم وضع حجر أساسه فى العيد القومى للمحافظة من خلال إحلال وتجديد مبنى المركز الثقافى القديم، ويتم تنفيذه خلال عام واحد ويضم المركز: مركز ثقافة إسلامية باللغة العربية، و مركز ثقافة إسلامية لغات، و مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
كما قرر وزير الأوقاف افتتاح قسم لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بمركز الثقافة الإسلامية لغات بمسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ، ويأتى ذلك التواصل ضمن برنامج الوزارة لبث رسائلها بـ14 لغة عالمية فى مقدمتها العربية والإنجليزية، والفرنسية للتواصل مع الآخر ونشر كتب دينية لتصحيح الفكر وإدانة العنف بهذه اللغات.
كما تجرى وزارة الأوقاف، ومحافظة جنوب سيناء تجهيزات لرفع المستوى الإدارى والوظيفى لمديرية أوقاف جنوب سيناء، لرفعها من درجة إدارة عامة إلى درجة إدارة مركزية، كونها ضمن النطاق السياحى الذى تعتزم مصر التوسع فيه، والرغبة فى تقديم دور خدمى بمستوى أعلى للمديرية.
ويتواصل الجانبان، مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لاعتماد المسميات الوظيفية إلى مستوى وكيل وزارة، بدلا من توقفها عند درجة مدير عام.
وتأتى الإجراءات التى تتخذها الأوقاف ومحافظة جنوب سيناء، لرفع مستوى الخدمة وذلك بعد اعتبار شرم الشيخ عاصمة للسياحة الدينية لضمها آثار ومزارات للديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وقبور أنبياء، وتحول المحافظة من النشاط السياحى الترفيهى، إلى النشاط السياحى الدينى، والعلاجى، بالإضافة إلى السياحة الترفيهية، ودخول جنوب سيناء ضمن مشروع نيوم الإقليمى بمشاركة دول شقيقة، كما تمثل مدينة الغردقة جزء من النطاق السياحى والقريبة من مدينة شرم الشيخ والمشروعات الجديدة، حيث تقع فى مواجهة مدينة شرم الشيخ، ولرغبة السياح فى التنقل بين الجانبين للترفيه والعلاج وارتياد المزارات الدينية.
ويأتى التحول السياحى بجنوب سيناء إلى الجانب الدينى بعد اعتماد البابا فرنسيس مسارات العائلة المقدسة، والقديسة كاترينة والأثار القبطية ضمن مسارات الحج المسيحى.
وجاءت إجراءات رفع كفاءة مديرية أوقاف جنوب سيناء، كإجراء ضرورى للتوسع فى العمل الدينى، وبعد تفاهم المحافظة مع الوزارة على إطلاق مركز بحثى ومركز إسلامى عالمى باللغات الأجنبية يستقبل الأجانب من الوفود السياحية لتقديم الثقافة الإسلامية السمحة وتصحيح صورة الإسلام، الذى شوهته داعش وجماعات الإسلام السياسى.
ويتولى المركزين الإسلاميين العالمى بشرم الشيخ، مهمة صعبة فى القيام بالدراسات حول الغرب وثقافاته وسبل التعايش وتصحيح صورة الإسلام، وحوار الأديان والحضارات، وتقديم هذه المعلومات فى صورة فعاليات، ونقاشات وندوات ومؤتمرات مع الضيوف، وتوزيع مطبوعات ينتجها باللغات الأجنبية تفتح أفاق التفاهم والتعايش، كما يدعوان لمؤتمرين دولى للمهتمين بالتراث والحضارة والأديان، والسياحة لتصحيح الصورة والترويج للسياحة.
ويوجد فى نطاق محافظة جنوب سيناء معالم دينية تستقبل حجاج وسياح مسيحيين ويهود ومسلمين، أبرزها دير سانت كاترين، ووادى الراحة، وجبل الطور والمناجاه، عيون موسى، وملتقى الخضر والنبى موسى عليه السلام، وحمامات فرعون، وقبور أنبياء، النبى شعيب والنبى هارون، ومعالم أخرى تجتهد المحافظة والأوقاف فى تهيئة مناخ التعايش حولها، ولدى الزائرين، وتوصيل رسائل سلام، وقبول لأديان الزائرين، ومحو أى مفاهيم خاطئة تزعم رفض الإسلام لها ولأديان هؤلاء.
وتعزم الأوقاف ومحافظة جنوب سيناء، الانتهاء من الإجراءات الإدارية خلال شهور قليلة، قبل إطلاق برنامج دعائى وتوعية ينتهى بحملة إعلانية ودعائية قوية، يبدأ مع العام المقبل لاستقبال أو رحلة حج فى مايو 2018، والتى من المنتظر أن تشمل حجاج إيطاليين، ما يحتاج إلى نشر ثقافة التسامح فى بلد غالبيتها مسلمين يعانون من أعمال إعمال إرهابية ووحشية يلصقها إرهابيين بالإسلام فى وقائع متعددة على مستوى العالم.
وتقوم محافظة جنوب سيناء، بإنشاء قاعة مؤتمرات كبرى بمدينة شرم الشيخ ليتم عقد المؤتمرات الكبرى بها ويأتى ضمنها مؤتمرات الشباب، كما تتأهب المحافظة لمشروعات قومية كبرى ذات أبعاد اقتصادية وسياحية كبرى كمشروع نيوم الإقليمى المصرى السعودى الأردنى الذى يترأسه محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، وكذلك جامعة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والتى ستبدأ عملها عام 2019، والمجموعات الطبية والعلاجية والمستشفيات التى تعكف المحافظة على إعدادها كمشفيات دولية ومقصد سياحى علاجى عالمى.
وتطلق أوقاف جنوب سيناء، دورات لتدريب 52 داعية شاب بمركزى طور سيناء وشرم الشيخ، يعملون بـ450 مسجد ضمن 181 داعية معينين بالمحافظة فى 10 إدارات فرعية، تتأهب لرفع الكفاءة والمستوى المهنى، والمنشآت ضمن خطة تطوير المديرية.
من جانبه، أكد الشيخ جبار طايع يوسف، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن الأوقاف تعمل من خلال منهج الأزهر الوسطى، من منظور حضارى يقبل الجميع ويدعو إلى التعايش.
وأضاف طايع، لـ"اليوم السابع" أن الأوقاف سوف تضيف كل يوم إلى عملها بناء جديد، حيث أن المراكز العالمية للغات التى تطلقها الوزارة حاليا دورها هو التنوير، وبث الفكر الوسطى، وتعريف الضيوف الأجانب برفضنا للعنف وبراءة الإسلام من العنف وإراقة الدماء، ودعم الدولة الوطنية الوسطية، ودعم السياحة وتصحيح صورة الإسلام الذى يشوهه جماعات تبث الرعب باسم الدين لتنفيذ مخططات دنيئة تضر بالبشرية، لافتا إلى أن الأوقاف تعمل ليل نهار على تصحيح الصورة، وسوف تقدم كل الدعم فى سبيل ذلك لهذه المراكز.
وقال الشيخ إسماعيل الراوى، وكيل أوقاف جنوب سيناء، إنه يجرى العمل على إطلاق مركز بحثى للدراسات الإسلامية باللغات داخل المركز العالمى.
وأضاف الراوى، لـ"اليوم السابع" أن المركز سوف يتواصل مع جميع مراكز العالم البحثية ليقر ثقافة السلام والتعايش والحوار الحضارى والإنسانى.
الأوقاف تعمل على قدم وساق فى ترقية العمل الدعوى لديها وتركز بشكل كبير على المركز العالمى للثقافة الإسلامية باللغات الأجنبية بشرم الشيخ الكائن مقره بمسجد الصحابة بشرم الشيخ والذى يضم فريق عمل يتحدث مع رواده باللغات الأجنبية، ويقوم بتعليم اللغة العربية للضيوف الأجانب بصرف النظر عن ديانتهم رغم أن من يقوم بذلك هم أئمة يتحدثون باللغات الأجنبية.
وأوضح الراوى، أن المركز العالمى يوزع مطويات ويقوم بشرحها للضيوف الأجانب والسياح يؤكد فيها قبول الإسلام للديانات الأخرى ويؤمن بأنبيائهم، ويدعو إلى التسامح والتعايش والترحيب بمن جاء زائرا، ويساعدهم فى أى شيئ يوفر لهم سبل الراحة، لافتا إلى أن مسجد الصحابة هو الأبرز فى العمل الدعوى والثقافى والترجمة لكنه ليس الوحيد حيث يبرز مسجد المصطفى أيضا فى العمل الدعوى والترجمة.
وأوضح الراوى، أن أوقاف جنوب سيناء هى المؤسسة الدينية الأبرز هناك على الأرض، ولدى المحافظ الذى يتواصل معها بشكل دائم وتشاركه جميع الفعاليات الميديانية، حيث هى خط الدفاع الأول ضد أى تيار متطرف فكريا بجانب القوات المسلحة، وأئمتها فى كافة المواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة