عاش حسام البدرى، المدير الفتى للنادى الأهلى، لحظات صعبة يوم 30 نوفمبر الماضى، وهو التاريخ الذى شهد انتخابات النادى لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة جديد، وكان يُمنى النفس بأن يجتاز محمود طاهر وقائمته الانتخابات، ولكن الرياح أتت بما لم يرغب ونجح الخطيب وقائمته.
النتيجة كانت ضربة موجعة لـ«البدرى» وعاش لحظات عصيبة غير مصدق، وهو الأمر الذى أثر تأثيرا سلبيا وسيئا على تركيزه، وهو ما انعكس على أداء الفريق منذ مباراة الأسيوطى، الذى انتزع منه فوزا غير مستحق، ثم الهزيمة القاسية من نادى مصر المقاصة بثلاثية مقابل هدفين، صاحبه أداء هزيل، وكانت الخاتمة فى مباراة طنطا أمس الأول، الذى واصل فيه البدرى وفريقه الأداء السلبى والسيئ وفقدان الروح وخسر نقطتين فى مشوار زحفه نحو القمة، ليخسر الأهلى 5 نقاط ثمينة منذ نجاح مجلس الإدارة الحالى، وكأن البدرى يقدم لهم الهدايا الثمينة على نجاحهم وإقصاء محمود طاهر!!
نعم، حسام البدرى كان يتمنى نجاح محمود طاهر وقائمته، كون الرجل ليس له علاقة بكرة القدم وفنياتها، ويلبى له كل طلباته من لبن العصفور حتى وليد أزاروا وباكا، ومنحه راتبا شهريا ضخما بلغ 600 ألف جنيه 400 ألف يتم تسديدها من خزينة النادى، و200 ألف من جيب الرجل الخاص- حسب المعلومات الواردة فى هذا الصدد- بجانب عدم تدخله وتوجيه الأسئلة من عينة سر استمرار شريف إكرامى حارسا لمرمى نادى القرن مع أن شباكه تستقبل أى تصويبة من أى مكان فى الملعب، حتى ولو كانت عبارة عن «كنبة» وليست كرة، ولم يسأله يوما عن السر أنه ومنذ قدومه لتدريب النادى لم يستعن ولو بناشئ واحد، وأن لغة الأرقام، ليست دائما مبهجة أو معبرة عن المضمون!!
حسام البدرى، كان يجرى اتصالات بعدد من أهل الثقة المقربين منه لمعرفة سير انتخابات النادى، ومن صاحب الحظوظ الأوفر فى النجاح طوال يوم الانتخابات وقبله، وأن قصة ابتعاد فريق الكرة عن الانتخابات مجرد شعارات نظرية، تكذبها الممارسات الواقعية على الأرض، لذلك انشغل الرجل وأصيب بحالة من التوتر الشديد عقب فوز الخطيب وقائمته، وأدرك أن على رأس مسؤولية إدارة نادى القرن «عين كروية» شبيهة بعين الجواهرجى لديه القدرة على التقييم والفرز بين النفيس والفالصو بكل سهولة ويسر!!
وبعيدا عن الحالة النفسية السيئة للمدير الفنى للنادى الأهلى، التى انعكست على أداء فريقه بقوة وعنف، فإن قماشة حسام البدرى التدريبية ضيقة وفقيرة وألوانها «باهتة» وليست مبهجة، ولا يتمتع بقدرات قراءة الملعب وتطوير الأداء وابتكار خطط تناسب قدرات لاعبيه، كما يفتقد للتوظيف الجيد للنجوم والدليل أن كل اللاعبين، الذين اشتراهم الأهلى، فى عهده تم تجميدهم على الدكة، وتأثر أداؤهم بشكل لافت، وعندما غادروا أسوار النادى، تألقوا فى أنديتهم الجديدة بشكل لافت من عينة أحمد الشيخ، الذى صار هداف الدورى العام الماضى وعندما عاد للنادى من جديد أصبح أسير الدكة، ونفس الأمر ينطبق على جون إنطوى، ومحمد حمدى زكى!!
الأخطر أن اللاعبين الذين اشتراهم وكانوا نجوما فى أنديتهم أصبحوا أسرى الدكة، مثل إسلام محارب وهشام محمد، ومحمد الشناوى حارس المرمى، والأخير عندما حصل على الفرصة بعد خراب مالطة وضياع البطولة الإفريقية استطاع أن يثبت وجوده، وأنه مشروع حارس مرمى رائع، ولا تعرف السر وراء استمرار شريف إكرامى وبنفس قدر الحيرة لا تعرف سر ركنة محمد الشناوى، بجانب أن هشام محمد اللاعب الرائع وأحسن من لعب على دائرة منتصف الملعب العام الكروى المنصرم، لم نره منذ انتقاله للأهلى إلا فى دقائق معدودة.
حسام البدرى مع سيد عبدالحفيظ، يعزفان أردأ الألحان فى سوء الأداء الفنى والإدارى المتناغم، والقادر على تطفيش النجوم من عينة حسام غالى، والاهتمام بمؤمن زكريا بأدائه العقيم، وصبرى رحيل أسوأ من لعب فى الناحية اليسرى للنادى الأهلى عبر تاريخه الطويل، وعمرو السولية، مجهول المهام، فلا تعرف إذا كان لاعب خط وسط مدافع، وهو فاشل فى المهمة، ولا تعرف أيضا أنه خط وسط مهاجم، وأيضا فاشل عن جدارة واستحقاق، فكل تسديداته فى الفراغ الخالى، بينما لم يعط الفرصة سواء لأكرم توفيق، أو أحمد حمدى، ورسخ عقيدة كارثية، مفادها أن حسام عاشور أهم لاعب خط وسط فى مصر، وإذا غاب للإصابة أو لأى سبب آخر، ينهار الأهلى!!
حسام البدرى، جواهرجى بعقلية موظف إدارى درجة عاشرة، يمتلك جواهر نفيسة، ولكن لا يستطيع استثمارها وتوظيفها بشكل رائع، لتحقق أرباحا ومكاسب ضخمة، ولديه إصرار على وضعها فى خزينة، ومع التخزين الطويل، دون استثمار تفتقد كثيرا من بريقها غير مدرك أن هناك متغيرات تؤثر سلبا بالقيمة، مثل الشكل والموضة، والحداثة، والعرض والطلب، وبإسقاط الأمر على لاعبى الأهلى، تجده يتشابه إلى حد التطابق، فهناك لاعبون رائعون يضمهم النادى، ولكن تجميدهم وتخزينهم، أفقدهم بريقهم، وقدراتهم البدنية والذهنية، وتراجع أدائهم وأسعارهم أيضا.
المشكلة الرئيسية لحسام البدرى، فى تقديرى الشخصى، أنه يرتدى عباءة الساحر مانويل جوزيه، ويرى أن قوة الشخصية للمدير الفنى للنادى الأهلى، تبدأ «بالتكشيرة والنظر للناس من فوق لتحت»، ومن ثم يصبح كاريزما ويستطيع ترويض النجوم، وإجبارهم على تنفيذ نظرياته التدريبية العبقرية الفذة، وأنه المدرب النجم!!
حسام البدرى وسيد عبدالحفيظ يسيران بسرعة وقوة لتدمير النادى، ونجومه الكبار، لذلك التدخل للتغيير أمر مهم، والدليل أن التغيير فى مصر المقاصة ووادى دجلة تحديدا حقق نجاحا ملحوظا، والأهلى يستحق مديرا فنيا كبيرا يعيد أمجاده فى المحفل القارى والدولى..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة