تحمل تفاصيل صفقة قوات سوريا الديمقراطية مع تنظيم داعش الإرهابى فى مدينة الرقة الكثير من الأسرار حول طبيعة الامتيازات التى قدمتها القوات الكردية لعناصر التنظيم الإرهابى، إضافة للدور الأمريكى لتمرير الصفقة التى سمحت بخروج عشرات الدواعش مع أسرهم من مدينة الرقة إلى دير الزور.
وأشارت تقارير إعلامية، إلى هروب عناصر من تنظيم الإرهابى إلى سيناء عقب هروبهم من الرقة، كشفت مصادر سورية عن الطرق البرية التى يمكن أن يسلكها عناصر تنظيم داعش الإرهابى الفارين من الرقة إلى سيناء، مرجحا خروج العناصر الإرهابية من سوريا مرورا بالعراق شرقا ومن ثم إلى الأردن ومنها إلى مصر.
وأكدت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من الرقة، اليوم الأحد، على أن عناصر داعش يمكن أن يتوجهوا إلى جنوب سوريا للتسلل إلى الأردن ومن ثم إلى مصر.
ولفتت المصادر، إلى صعوبة تسلل عناصر تنظيم داعش الإرهابى إلى مصر عبر الجو، مؤكدة إمكانية نقل الإرهابيين عبر الجو إلى الأراضى المصرية حال تواطؤ بعض القوى الأمنية الداعمة لداعش.
وشددت المصادر، على أن عملية نقل تنظيم داعش الإرهابى من خلال الجو تقف خلفها الدول الداعمة للإرهاب، مرجحة نقل عناصر داعش إلى إحدى دول الجوار مع مصر عبر طائرات حربية أو طائرات شحن معدات عسكرية ومن ثم يتم نقلهم إلى مصر، مؤكدة على أن عناصر تنظيم داعش الإرهابى عاجزة عن التحرك فى بلدان العالم بدون تسهيلات أمنية للدول التى ترعى تنظيم داعش وتقف خلفه وتدعمه.
وأشارت المصادر، إلى أن الولايات المتحدة أرسلت طائرات لإخراج قادة فى تنظيم داعش الإرهابى قبيل انطلاق معركة تحرير الرقة السورية، موضحة أن ريف مدينة الرقة شهد هبوط لتلك الطائرات، ولاسيما من قرى الأسدية شمال الرقة والعكيرشى شرق مدينة الرقة.
ورجحت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من مدينة الرقة، أن تكون عملية الإخلاء التى قامت بها طائرات الأباتشى هى لعملاء أمريكيين محتملين اخترقوا صفوف تنظيم داعش، أو بالأحرى هم من كانوا يديرون تنظيم داعش فى الرقة.
وأوضح المصادر، أن التفاصيل الدقيقة عن هذه العملية التى جرت قبل انطلاق معركة تحرير الرقة يجب أن تجيب عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت المصادر، عن أن عدد عناصر تنظيم داعش الإرهابى الفارين من الرقة ضمن الصفقة التى تمت مع قوات سوريا الديمقراطية يقدر بـ 700 مقاتل بعض خرج رفقة أسرته، موضحة أن الاتفاق كان يقضى خروجهم بالسلاح الشخصى "الفردى" لكن عناصر داعش خرجوا بما يستطيعون حمله من سلاح بالإضافة إلى الأحزمة الناسفة التى يرتدونها.
وأوضحت المصادر، أن عناصر داعش انتقلوا إلى الشرق وتحديدا لمحافظة دير الزور، مؤكدة حدوث إشكاليات أثناء عملية التفاوض بين عناصر داعش المهاجرين والمحليين، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية قد أفرجت عن كثير من العناصر الذين كانوا ينتمون لداعش، بالإضافة إلى ضم بعض القادة المحليين للتنظيم الإرهابى فى صفوفهم وفق تسويات بين الطرفين.
وفى سياق متصل، كشفت مصادر سورية عن تفاصيل صفقة جديدة جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين قوات سوريا الديمقراطية الكردية وعناصر تنظيم داعش الإرهابى فى ريف دير الزور.
وأكدت المصادر، فى تصريحات صحفية، اليوم الأحد، على أن اتفاق سرى جرى للمرة الثانية فى ريف دير الزور الشرقى بين قوات "قسد" وعناصر تنظيم داعش الإرهابى، موضحة أن الاتفاق يقضى بخروج مقاتلين من تنظيم داعش رفقة عائلاتهم، مشيرة لخروج عدد من المقاتلين والمصابين من تنظيم داعش إلى تركيا عبر منافذ التهريب.
وأضافت المصادر، أنه تم نقل عناصر من تنظيم داعش الإرهابى تجاه الريف الشرقى لمدينة حماة، والريف الشرقى الجنوبى لإدلب.
يأتى الاتفاق السرى عقب الصفقة التى تمت بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر تنظيم داعش فى مدينة الرقة، والذى نص على خروج العشرات من عناصر تنظيم داعش الإرهابى وعائلاتهم وأغلبهم من المهاجرين الأجانب وأطنان من الأسلحة والذخائر والتى لم تعترف قوات سوريا الديمقراطية أو قوات التحالف الدولى بهذه الصفقة السرية.
من جانبه، نفى مصطفى بالى، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، ما يتردد حول وجود صفقة بين تنظيم داعش وقوات "قسد" لإخراج عناصر التنظيم الإرهابى من الرقة، واصفا ما يتردد بـ"الاختلاقات" التى تحاول الإساءة لقوات سوريا الديمقراطية.
بدوره، أصدر تنظيم داعش قرارًا بترحيل أى عنصر من عناصره المصابين والذين بحاجة للعلاج أو الذين بترت أطرافهم باتجاه تركيا وإدلب، وتم استخدام هويات مدنيين لتسهيل انتقالهم.
كان تنظيم داعش الإرهابى قد احتفظ بهويات المدنيين خلال اعتقالهم فى سجونه، ويحتفظ التنظيم بمئات الهويات لمدنيين تخلوا عنها فى سبيل الهروب من سجون تنظيم داعش.
فيما يسعى تنظيم داعش إلى نقل مواقعه ناحية جنوب شرق إدلب بعد خسارته فى دير الزور والرقة، ويخوض حاليًا معارك مع قوات فتح الشام من أجل السيطرة على تلك المناطق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة