صور.. "طبيب الغلابة..عيادة داخل قطار والكشف مجانى".. كبير أخصائيين بالمنوفية يمارس المهنة لوجه الله.. الركاب يتوافدون عليه بعد التأكد من شخصيته.. دكتور سيد: أجريت ألف عملية تنظيف أذن بالمواصلات.. وأنفذ وصية أمى

برداء بسيط وعباءة تغطى أكتافه، حاملا أدواتة البسيطة، فى حقيبة صغيرة سوداء اللون، ورافعا "كشاف" الفحص أعلى رأسه، يتجول بين عربات قطار القاهرة شبين الكوم، باحثا عن السعادة فى علاج الفقراء والبسطاء، وتقديم الخدمة لهم بدون أى مقابل، غير مكترثا بما يقال وما سيقال عنه، ولكنه أيقن أن سعادته فى هذا العمل.

التجول بين عربات القطار

ما بين عربات قطار القاهرة - شبين الكوم، وابتداءا من محطة قطار شطانوف، تقابلنا مع الدكتور سيد شكرى، كبير أخصائيين بالإدارة الصحية ببركة السبع التابعة لمديرية الصحة بالمنوفية، فى رحلة استغرقت ما يقرب من ساعة ونصف، تمكن خلالها من إجراء الكشف الطبى على ما يقرب من 100 شخص، وإجراء تنظيف للأذن لعدد كبير منهم، كانوا فى البداية خائفين من الجلوس بين يديه، حتى أيقنوا بما قدم وتمكن من إجراءه بين الركاب، ليقفوا بالطابور حتى يأخذ كل منهم دوره للحصول على الكشف.

وصية أمى الكشف المجانى

ويقول الدكتور سيد لـ"اليوم السابع": أقيم بقرية طه شبرا التابعة لمركز قويسنا بالمنوفية، وتخرجت من كلية الطب جامعة الزقازيق عام 1986، لأمارس مهنة الطب بتخصص الأنف والأذن والحنجرة، ونظرا لما قدمته لى والدتى، والتى كانت الأم المثالية على مستوى المحافظة، فقد كان من ضمن وصاياها أن يكون هناك تخصيص لجزء من عمل كل فرد من أفراد الأسرة تطوعا لله وزكاة عن كل عمل، وكان نصيبى فى أن أقدم الزكاة عن مهنتى فى مجال الطب، لأجرى الكشف الطبى المجانى فى أى مكان أتواجد به.

العمل بالحكومة

وأضاف د.شكرى: تم تعيينى بالجهاز الحكومى إلى أن أصبحت كبير أخصائيين بالإدارة الصحية ببركة السبع، وأمارس عملى يوميا وبانتظام، دون أن يكون هناك أى غياب، مشيرا  إلى أنه أخذ عهدا على نفسه أن يسعى إلى خدمة المواطنين فى أى مكان.

أولادى التسعة يعملون جميعا فى أعمال الخير

وأشار "شكرى" إلى أنه متزوج ويعول 9 من الأبناء، جميعهم رزقهم الله بأن يقوموا بالأعمال الخيرية ما بين الطب والهندسة، وغيرها من المجالات المختلفة، فى جينات وراثية انتقلت من الأباء إلى الأبناء، ومن الأبناء الى الأحفاد، ليكون هناك ترابطا بين جميع طوائف المجتمع.

أدوات الدكتور شكرى

وتابع د.شكرى: أحمل حقيبتى التى يتواجد بها أدوات العمل رافعا الكشاف أعلى رأسى، وأوجه العديد من الكلمات للركاب كى ينصتوا إلة، وكى يتوافدون على، والأمر يكون فى بدايته صعبا، لخوف الناس منى ولعدم التأكد من هويتى، وهو ما لا يستمر كثيرا وتنتهى الدهشة بعد الكشف على أول حالة من الحالات، وبعدها يتم التأكد والثقة ويتوافد الجميع.

الكشف على أول حالة 

الكشف على الحالات بالقطار، حيث رصدنا الكشف على عدد من الحالات والتنظيف لأذن أحد المواطنين، والذى وصف التعامل فى بدايته بـ"المجازفة"، وعندما تم تنظيف أذنه قدم الشكر للطبيب، مؤكدا أنه كان يعانى كثيرا من أذنيه، ولكن الأن أصبح سليما دون أن يكون عنده أى معوقات.

الحالة الأولى تتحدث 

وقال ربيع حسان، أحد الركاب بالقطار، إنه فى البداية كان خائفا من الموقف، وخاصة أنه لم يعهد أن يكون هناك طبيبا يجرى الكشف الطبى المجانى داخل القطار، مع العلم أنه هناك أموالا ومبالغ كبيرة يتحصل عليها الأطباء فى العيادات الخاصة والمستشفيات، لافتا إلى أنه عندما تم تنظيف أذنه واستخراج قطعة كبيرة حتى تأكد أنه طبيب ومتخصص بدرجة كبيرة، ليكون هذا الأمر بداية للكشف على ما يقرب من 100 شخص داخل القطار.

الكشف على كمسرى القطار

امتد الأمر لإجراء الكشف الطبى على "كمسرى" القطار، والذى ظل يراقب الطبيب منذ بداية الرحلة لأكثر من 7 محطات، ويجد التوافد على الطبيب الذى استقر بالعربة الثانية من القطار، بعد أن تجول وعرض خدماته، ليصبح الأمر بأن يقف المواطنون فى طابور داخل القطار للكشف الطبى والتأكد من سلامة الأذن، وبعد ذلك تيقن كمسرى القطار أن الأمر صحيحا، ليأخذ القرار بالجلوس بين يدى الطبيب لإجراء الكشف.

علاج الكمسرى

لم يتخيل "كمسرى" القطار أن يذهب الألم الذى يشعر به فى أسنانه وبعض العظام بعد أن تمكن الطبيب من تنظيف أذنيه، مؤكدا أن النتيجة كبيرة، وأنه بالفعل حصل على العلاج الذى طالما بحث عنه دون أن يتمكن من الحصول عليه، الأمر الذى جعل الجميع يثق فى الطبيب ويزداد طابور المواطنين والتوافد على العربة الثانية بالقطار.

الباعة يتوافدون للفحص 

واصل القطار رحلتة حتى وصل إلى محطة منوف، والتى شهدت الكشف على ما يقرب من 75 شخصا، ليتوافد عدد من الباعة الجائلين بالقطار، وبينهم مؤمن محمد، والذى جلس بين يدى الطبيب ليؤكد له أنه سليم، بينما يجلس بائع آخر ويتم تنظيف أذنيه واستخراج قطع من القطن، ويتم علاجة بشكل تام.

العدد يصل إلى 100 حالة 

مع اقتراب رحلة القطار من النهاية، والوصول إلى محطة قطار شبين الكوم، وصل عدد الحالات التى تم الكشف عليها إلى ما يقرب من 100 حالة، ويعرب "شكرى" عن سعادته البالغة بما حققه من إجراء للكشف الطبى، ومؤكدا أنه لن يترك العمل الخدمى ومساعدة الفقراء حتى يموت.

ورق الحياة السعيدة 

وبجانب الكشف الطبى على المواطنين، حمل د.شكرى العديد من الأوراق التى تحمل بين طياتها نصائح للحياة السعيدة، والأدعية النبوية وغيرها من النصائح والإرشادات للحياة السعيدة، ومن الحياة دون أى معوقات. 

القرط الذهبى للسيدات خطر 

وقال د.شكرى، إن ما ترتدية السيدة المصرية من "حلق ذهبى" طوال عمرها أمر غير طبى، ويؤدى إلى الصمم فى العديد من الحالات، مؤكدا على عدم ارتداء الأقراط الذهبية لفترة من الوقت حتى لا يكون هناك أضرارا تقع على التى ترتديه، وأن يكون الارتداء مقتصرا على أوقات معينة للزينة، وليس لوقت طويل.

العلاج فى أى مكان

وأكد د.شكرى، أنه يقدم العلاج فى أى مكان يذهب إليه سواء كان مواصلات عامة أو خاصة، أو حدائق أو متنزهات، أو مصلحة حكومية أو أى مصلحة خاصة يتواجد بها، فتلازمه حقيبة الأدوات، والتى يتمكن من خلالها الكشف الطبى المباشر على أى حالة تقابله.

نصائح قبل النزول من القطار

قارب القطار على التوقف بمحطة سكة حديد شبين الكوم، والتى سينزل بها الدكتور شكرى، ليقدم العديد من النصائح للمواطنين حتى يتمكنوا من الحياة السليمة، ما بين التوعية الغذائية والنشاط والألعاب الرياضية، وغيرها من الأشياء التى تحقق الصحة والحيوية للمواطنين.