جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم منهج الكذب المتواصل حتى يتحول مع الوقت إلى ما يشبه الصدق عند بعض البسطاء الذين يتعرفون على الحقيقة مما يصلهم من حكايات وأقوال منقولة دون سند أو دليل، وفى هذا السياق يمكن أن نصنف ما نطق به محمد بديع مرشد الجماعة المتهم بجرائم قتل وتحريض على العنف والإرهاب أثناء نظر قضية اعتصام رابعة، بل يمكن القول إن ما نطق به بديع عندما أعطاه القاضى الكلمة هو دليل إضافى على أن الكذب قد تحول إلى نوع من المرض العقلى المزمن .
بديع ما صدق أن أعطاه القاضى الفرصة للكلام خارج القفص أثناء الجلسة إلا وانبرى فى خطبة مليئة بالأكاذيب والادعاءات والعبارات الإنشائية التى يضحكون بها على عقول البسطاء، والتى لا يمكن أن تصدر عن عاقل أو متزن، وإنما هى هلاوس المصابين بالبارانويا والاضطهاد معا . تخيلوا أن محمد بديع رجل الاستخبارات الأمريكية الذى كان منوطا به تقسيم مصر وتنفيذ دولة غزة العريش لطرد الفلسطينيين من الضفة وتوطينهم فى سيناء، يقول للقاضى بلهجة عنترية : خرجونا من السجون وإحنا نحرر القدس!
هل رأيتم دجلا وشعوذة ولعبا بالبيضة والحجر أكثر من ذلك؟ بديع وجماعته الذين تواطئوا خلال اعتصام رابعة على القيام بعمليات مسلحة فى القاهرة والسيطرة على حى مدينة نصر حتى رمسيس لينالوا الاعتراف والحماية من واشنطن والاتحاد الأوروبى على غرار المعارضة السورية الخانعة والتى تصفها الإدارة الأمريكية بـ "المعتدلة" تمييزا وحماية لها ،يدعون أنهم لولا السجن لحرروا القدس وفلسطين؟ بديع وجماعته الذين خططوا بكل خسة ونذالة لإشعال الحرب الأهلية فى مصر وانتظروا تدفق الأسلحة والمدرعات الأمريكية حتى تتوالى العمليات المسلحة فى أسوان والشرقية والإسماعيلية وسيناء، ويكتمل سيناريو الفوضى الخلاقة وتقسيم الكعكة الكبرى " مصر" بواسطة الخونة الإخوان الذين لا يختشون !
بديع الكذاب يتصور أننا سنصدق تخاريفه المضحكة عندما يقول أمام المحكمة إن حرب العدوان الثلاثى فى 1956 اندلعت بسبب التضييق على الإخوان فى 1954، وأن هزيمة 1967 حدثت لمصر بعد التنكيل بالإخوان فى 1965، وحقيقة الأمر أن هناك ارتباطا بين تلك الأحداث وجماعة الإخوان بالفعل، فالجماعة منذ إنشائها بدعم ورعاية المخابرات البريطانية وهى تعمل مثل الطابور الخامس، ولاؤها لمنشئيها ورعاتها من المخابرات البريطانية وحتى الأمريكان، والبريطانيون كانوا يراهنون على الجماعة الإرهابية فى اغتيال عبدالناصر بأحداث المنشية 1954 بالفعل، وعندما فشلت المؤامرة كان سيناريو آخر قيد التنفيذ بعدها بقليل، وفى 1965، كان تنظيم الإخوان وخطة سيد قطب تقتضى ادخال البلاد فى حالة فوضى كارثية ،عن طريق تفجير القناطر الخيرية وعدد من المنشآت الحيوية لإغراق مصر واغتيال عبدالناصر وعندما فشلت المؤامرة من الداخل كان لا مفر من تنفيذها بواسطة الأعداء مباشرة.
نعود لهرتلات بديع حول تحرير القدس، لماذا لا يصدر هو أو قيادات التنظيم الدولى أوامرهم لأسود الإخوان فى تركيا والسودان وقطر والعواصم الأوروبية بالزحف نحو القدس وتحريرها؟ ما الذى يمنعهم؟ الحدود؟ يستطيعون التسلل من أنفاق حماس بغزة ويستطيعون التسلل من جنوب لبنان ومن الجولان المحتلة، ويمكن أن يطلبوا مساعدة أردوغان الإخوانى عبر البحر والجو، ما الذى يمنعهم ؟ إنها الأكاذيب وعبارات المزايدة طوال الوقت لخداع البسطاء ، لكن المصريين تعلموا الدرس جيدا ويعلمون جيدا أين يضعون كلام بديع وأردوغان وأشباههما حول القدس وقضايا النضال العربى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة