يعتبر عام 2017، البداية الحقيقية للإصلاح الاقتصادى على مستوى مختلف المجالات والقطاعات بالدولة، وفقا لما يراه عدد من الخبراء الاقتصاديين، ومن أهم الإنجازات التى حققتها الدولة هذا العام، هو إجراء أول مشروع تعداد إلكترونى للسكان، والذى نفذه الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بتكلفة وصلت لـ800 مليون جنيه وبأيدى عاملة بلغ عددها "فى الميدان فقط" 45 ألف مندوب ومشرف ومراقب.
ليست إنجازات كثيرة من حيث العدد ولكنها هامة، نفذها جهاز الإحصاء على مدار عام كامل، تمثل أولها فى تنفيذ أول تعداد إلكترونى لسكان مصر، فعلى مدار 9 أشهر متواصلة، عمل 45 ألف مندوب ومشرف ومراقب فى الميدان لحصر سكان ومبانى ومنشآت مصر، هذا بخلاف منظومة كاملة من موظفى الجهاز والدولة شاركت فى تنفيذ العمل على مستوى الجمهورية.
لأول مرة أتاح مشروع "التعداد السكانى لعام 2017" التسجيل الإلكترونى لبيانات الأسر "ذاتياً"، وللمرة الأولى جُمعت بيانات المواطنين عن طريق استخدام أجهزة "التابلت"، وليس بالنظام "اليدوى" عن طريق استمارات ورقية، كما كان يحدث فى التعدادات السابقة، آخرها تعداد 2006، حيث يجرى مشروع التعداد السكانى كل 10 سنوات.
تكلف تعداد مصر 2017 نحو 800 مليون جنيه، ذهب 80% منها للأجور، ومن الإيجابيات أيضاً التى حققها أول تعداد إلكترونى بمصر، إعلان النتائج فى مدة زمنية لم تتجاوز شهرين منذ الانتهاء من تنفيذه، حيث انتهى العمل الميدانى بمشروع التعداد السكانى لعام 2017 فى آواخر شهر يوليو الماضى، وتم إعلان نتائجه فى نهاية سبتمبر باحتفالية كبرى حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وبالرغم من استحواذ مشروع التعداد السكانى على الوقت والمجهود الأكبر من جاهز الإحصاء على مدار أشهر كثيرة ومتواصلة خلال عام 2017، إلا أنه لم يكن الإنجاز الوحيد للجهاز فى هذا العام، ففور انتهاء الجهاز من تنفيذ التعداد وإعلان نتائجه، بدأ مباشرة فى بحث ومشروع جديد من المشروعات الإحصائية التى تنفذ كل فترة، وتمثل هذا المشروع الجديد فى بحث "الدخل والإنفاق 2017-2018".
ينفذ بحث الدخل والإنفاق كل عامين، ليخرج بنتائج هامة حول تحديد مؤشرات الفقر وخط الفقر وعدد ونسبة الفقراء فى المجتمع، وحرص جهاز الإحصاء فى بحث هذا العام على إحداث تجديدات عن البحث السابق له الذى أجرى عام 2015، ومن أهم مستجدات بحث الدخل والإنفاق الحالى، هو زيادة عينة الأسر التى تجرى عليها الدراسة من 24 ألفا فى 2015 لـ26 ألفا فى 2017.
وبالرغم من أن عام 2017 لن يكون شاهدا على نتائج بحث "الدخل والإنفاق"، نظرا لأن ذلك البحث يحتاج لعام كامل من العمل الميدانى، إلا أنه شهد على البدء فى التنفيذ، إذ بدأ جهاز الإحصاء العمل فى بحث الدخل والإنفاق مطلع أكتوبر الماضى، على أن يستمر التنفيذ الميدانى للبحث حتى أكتوبر 2018، لتعلن النتائج خلال الشهر الأخير من العام المقبل.
وإلى جانب تلك المشروعات الإحصائية الهامة، لم يتوقف الجهاز عن تنفيذ الأبحاث والدراسات ذات الدورية الأقل، والتى تجرى بشكل ربع سنوى أو شهرى كإعلان معدلات التضخم شهريا بعد دراسة أسعار السوق والسلع الاستهلاكية من قبل الجهاز مباشرة، وبحث "القوى العاملة" والذى يجريه جهاز الإحصاء كل 3 أشهر "بحث ربع سنوى".
انتهى الجهاز من إجراء 3 أبحاث للقوى العاملة، حيث شهد عام 2017، إعلان نتائج معدلات البطالة وحجم قوة العمل خلال الربع الأول والثانى والثالث للعام الحالى، وأظهرت النتائج نسب متقاربة لمعدل البطالة خلال الفترات المشار إليها، ففى الربع الأول من عام 2017 بلغ معدل البطالة 12%، منخفضا بشكل طفيف خلال الربع الثانى إلى 11.98%.
وفى نوفمبر الماضى أعلن جهاز الإحصاء تراجع معدل البطالة إلى 11.9% وهى نتائج الربع الثالث من العام، ويعكف الجهاز حاليا على بحث "القوى العاملة" للربع الأخير، والمقرر إعلان نتائجه فى 15 فبراير من العام المقبل، بجانب استكمال الخطوات التنفيذية لبحث "الدخل والإنفاق"، الذى يعد من المشروعات الإحصائية الهامة التى اختتم بها الجهاز عام 2017، من خلال إطلاق البدء فى تنفيذه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة