أثبتت دراسة حديثة نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الصواريخ التى يمتلكها الحوثيون والتى يطلقونها على أراضى المملكة العربية السعودية إيرانية الصنع وليست روسية.
وأضافت الدراسة التى حررها مايكل نايتس، زميل فى برنامج الزمالة "ليفر" فى معهد واشنطن، أنه فى الرابع عشر من ديسمبر الحالى كشفت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكى هالى النقاب عن أدلة جديدة على تسليم أسلحة إيرانية إلى المتمردين الحوثيين فى اليمن.
وتابع: "فى مركز عسكرى داخل القاعدة المشتركة أناكوستيا بولينغ فى واشنطن العاصمة، عرضت هالى ومسؤولون فى البنتاجون قطعاً من صاروخ وصوراً لمجموعة من منظومات أسلحة إيرانية الصنع تمّ اكتشافها فى اليمن. وإلى جانب الطائرات بدون طيار من طراز قاسف -1 وصواريخ طوفان الموجهة المضادة للدبابات التى يستخدمها الحوثيون- وتنطبق عليها تماماً مواصفات المنظومات الإيرانية الصنع - تركّزت الإحاطة الإعلامية على سلاحين متقدمين، هما: صاروخ "قيام-1" البالستى القصير المدى والمراكب الموجهة عن بعد المتفجرة الذاتية التوجيه من طراز "شارك-33".
ولفت نايتس إلى أن عرض هالى تركز على أجزاء من صاروخين إيرانيى الصنع من نوع "قيام-1" أُطلقا على السعودية - أحدهما باتجاه ينبع فى 22 يوليو والآخر باتجاه الرياض فى 4 نوفمبر. وكانا نسختين معدلتين خصيصاً من صاروخ "قيام-1" برأس حربى أصغر حجماً وكمية قصوى من الألمنيوم لاكتساب مدى إضافياً، وإذ يطلق عليها الحوثيون تسمية "بركان H2"، تكتسى صواريخ "قيام-1" أهمية لأنها تمثل قفزة إلى الأمام على صعيد القدرات التى يستخدمها المتمردون الحوثيون، وتتيح تنفيذ هجمات تصل إلى مدى يزيد عن 1000 كيلومتر، ما يجعل بالتالى السعودية وكل دول الخليج تقريباً فى مرمى النيران الحوثية، وقد أثنى زعيم المتمردين عبدالملك الحوثى على هذه القدرات الجديدة، الذى زعم فى 14 سبتمبر أن الإمارات العربية المتحدة "أصبحت الآن فى مرمى صواريخنا".
ورأى الباحث المخضرم فى الشؤون العسكرية أنه فى 7 نوفمبر، قدمت السعودية إلى هالى أدلة دامغة على تقديم إيران لنظم "قيام-1" للحوثيين. وبالفعل، تطابقت العلامات الموجودة على الصواريخ التى سقطت فى السعودية تماماً مع تلك الموجودة فى منظومات "قيام-1" التى بثت "وكالة أنباء فارس" الإيرانية، تقريراً عنها، والتى تعرض قسم الذيل مع فوهات دوارة نفاثة ذات ريش عوضاً عن زعانف الذيل. ويتميز صاروخ "قيام-1"، الذى تنفرد إيران بتصنيعه وتشغيله عن باقى الصواريخ المنتمية إلى الفئة ذاتها بأنه لا يحتوى على زعانف.
تجدر الإشارة إلى أن كل الصواريخ التى تشكّل مخزون اليمن من صواريخ "إس إس - 1 سى الروسية/ هواسونغ-5 من صنع كوريا الشمالية (سكود -B)" وصواريخ "إس إس - 1 دى الروسية/ هواسونغ-6 من صنع كوريا الشمالية (سكود -C)" الطويلة المدى، تتمتع بزعانف على ذيولها، ما يشير إلى أن الصواريخ التى ضربت ينبع والرياض قد وردت من إيران، وليست منظومات يمنية جرى تحويلها.
وشدد الباحث فى دراسته على أن عناصر الصواريخ شملت عدداً من "الأدلة الدامغة" على أنها إيرانية الصنع. فقد حمل المشغل الميكانيكى لأحد الصواريخ - وهو الجزء الذى يتحكم بالوضعية - شعار "مجموعة الشهيد باقرى الصناعية"، وهى شركة دفاع إيرانية تخضع لعقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة. كما دُمغت لوحة الدارة الموجودة ضمن وحدة قياس عطالية لصاروخ محطم على أنها منتج "مجموعة الشهيد همّت الصناعية"، وهى هيئة أخرى تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة. وفى هذا الإطار، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية لورا سيل، أن "الهدف من هذا العرض هو إظهار أن إيران وحدها هى التى تقوم بصنع هذا الصاروخ. ولم يزوده الإيرانيون لأى عناصر أخرى، فلم نرَ أحداً يستعمله إلا إيران والحوثيين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة