أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

كيف نجح اللوبى الصهيونى فى اختراق البنوك الأمريكية؟

الإثنين، 18 ديسمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسيات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية وتأثير علاقتها الحميمية مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، حيث نواصل نشر البحث الذى وضعه رأفت حمدونه المختص فى الشؤون الإسرائيلية حمل عنوان «المعونات الأمريكية لإسرائيل الأسباب والتجليات»، وفيه يشير إلى أن هذه المعونات تأتى من عدة قنوات أهمها: الأفراد العاديون، المؤسسات والمنظمات اليهودية الخاصة، وبيع «سندات إسرائيل».. ويقوم بالقناة الأولى الأمريكيون اليهود الأثرياء من خلال عدة وسائل منها استثمار أموالهم فى «إسرائيل»، مساعدة البضائع الإسرائيلية على التغلغل فى السوق الأمريكية، إبداع أموالهم فى بنوك «إسرائيل»، وشراء «سندات إسرائيل».. وتقدر تبرعات الأمريكية اليهود واستثمارهم فى الاقتصاد الإسرائيلى خلال الفترة من 48-1988 بنحو 7 مليارات دولار.
 
أما مساهمات المؤسسات والمنظمات اليهودية الخاصة فتأتى من المنظمات اليهودية الأمريكية، التى يزيد عددها على 200 منظمة لا يخضع نشاطها للضريبة فى الولايات المتحدة.. وأهم هذه المنظمات جمعية النداء الموحد. وتقدر حصيلة ما أرسلته هذه المنظمات إلى «إسرائيل» حتى عام 1988 بنحو 12 مليار دولار.. أما منظمة «سندات حكومة إسرائيل» فهى تعمل فى الولايات المتحدة من خلال شركة مالية مسجلة فى نيويورك تحت اسم «استثمارات التنمية الإسرائيلية» كمؤسسة مالية خيرية، وقد قدرت الأموال، التى جمعتها هذه المنظمة منذ عام 1951 وحتى العام 1988 بنحو 9.5 مليار دولار من دول أمريكا غرب أوروبا، منها أكثر من %80 من الولايات المتحدة نحو 7.5 مليار دولار.
 
وجملة القول فى شأن الدعم الأمريكى لإسرائيل يمكن الانتهاء إلى أن الولايات المتحدة تتولى رعاية إسرائيل اقتصاديا وعسكريًا، وتعمل على إشراكها فى برامجها الإستراتيجية المتقدمة، وفى فوق هذا وذاك توفر لها حماية دبلوماسية فى كل المحافل الدولية منذ قرار التقسيم عام 1947 وحتى اليوم، فقد تجاوز عدد المرات التى لجأت فيها الولايات المتحدة إلى حق الفيتو فى كمجلس الأمن لصالح «إسرائيل»- منذ أول فيتو عام 1972 وحتى مطلع العام 1997 - أكثر من ثلاثين مرة.. وفى عهد الرئيس السابق «كلنتون» وصلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى وضع ليس له مثيل فى العلاقات الدولية، ويكفى للتدليل على ذلك ما قاله «شمعون بيريز»- وقت أن كان رئيسًا لوزراء إسرائيل بعد اغتيال «رابين»- معلقًا على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: «لقد أفلسنا من الطلبات فكل ما طلبناه من كلينتون أعطاه لنا» أما صحف «إسرائيل» فقد كتبت الكثير عن سخاء «كلينتون» وإدارته، ومن ذلك ما جاء فى صحيفة يديعوت أحرنوت بتاريخ الثانى من مايو 1996: «إن كلينتون سيدخل فى سجلات التاريخ الإسرائيلى كأول رئيس أمريكى يتصرف كالولد المطيع الذى لا يعرف كيف يقول»: لا «وتبعًا لمعلومات أوردها أحد الباحثين فى مايو 1996 فإن إسرائيل تستأثر بـ1000 دولار سنويًا لكل فرد إسرائيلى».
 
إن الدعم الأمريكى لإسرائيل فريد، فلم يحدث أن بلدا قدم مثل هذا المستوى من الدعم المادى والدبلوماسى لبلد آخر لمثل هذه الفترة الممتدة. ويمكن فهم هذا الكرم الاستثنائى لو أن إسرائيل كانت ذات قيمة إستراتيجية حيوية، أو لو أن هناك قضية أخلاقية ملزمة للدعم الممتد للولايات المتحدة، لكنْ كلا السببين غير مقنعين.. قد يكون لإسرائيل أهمية إستراتيجية أثناء الحرب الباردة، لكن يجب عدم المبالغة فى القيمة الإستراتيجية لإسرائيل خلال هذه الفترة؛ إذ لم يكن ثمن دعم إسرائيل زهيدا، كما أنه عقد علاقات أمريكا مع العالم العربى.. وعلى سبيل المثال، إن قرار الولايات المتحدة منح إسرائيل 2.2 مليار دولار مساعدة طوارئ عسكرية أثناء حرب أكتوبر 1973 قد فجر حظر البترول من جانب منظمة أوبك، الذى تسبب فى خسائر ضخمة للاقتصادات الغربية.
 
ومن ناحية أخرى لا تستطيع إسرائيل تقديم الحماية العسكرية للمصالح الأمريكية فى المنطقة، فعندما اندلعت الثورة الإيرانية عام 1979 لم تستطع الولايات المتحدة الاعتماد على إسرائيل لتأمين واردات البترول من منطقة الخليج، وشكلت بدلا من ذلك «قوة التدخل السريع» الخاصة بها.. واتضح فى حرب الخليج الأولى (1990-1991) أن إسرائيل عبء إستراتيجى؛ لأن الولايات المتحدة لم تكن تستطيع استخدام القواعد العسكرية الإسرائيلية خوفا من تمزق التحالف المضاد للعراق، وتكرر المشهد عام 2003؛ حيث لم يكن بإمكان بوش أن يطلب مساعدة إسرائيل دون إثارة معارضة عربية.
 
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أصبحت مساندة إسرائيل مبررة للادعاء بأن الدولتين تهددهما مجموعات إرهابية عربية أو مسلمة ومجموعة من «الدول المارقة»، وأن إسرائيل أصبحت بالتالى حليفا حاسما فى الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يستلزم ضمنيا إطلاق يد إسرائيل فى التعامل مع الفلسطينيين. «يتبع»

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة