قبل أن تنتهى الأسئلة عن مصير داعش بعد هزائمها فى سوريا والعراق. تصاعدت مخاوف من انتقالها إلى أوروبا أو إلى دول عربية، مع توقعات بعمليات إرهابية جديدة. وكانت هناك تقارير وتحقيقات عن صفقات نقل دواعش من سوريا، شاركت فيها أطراف أمريكية، الأمر الذى يزيد من حجم الغموض ويطرح وتساؤلات عن مصير مقاتلى داعش بعد اختفاء الآلاف منهم، بعض الإجابات تأتى من تقارير أمنية روسية وأوروبية عن إعادة استخدام داعش من قبل الولايات المتحدة، للضغط على سوريا وروسيا، مثلما تم توظيفهم من قبل فى الصراع.
فىأوروبا يسيطر القلق على الأوساط الأمنية، بعد الهزائم التى تعرض لها تنظيم داعش فى سوريا والعراق، وتعهده بشن هجمات، دفع دول الاتحاد الأوروبى إلى التأهب لمواجهة هجمات «الذئاب المنفردة»، خاصة فى احتفالات الكريسماس، وتواجه استخبارات أوروبا صعوبة برصد ومتابعة عناصر داعش العائدين أو رصد الذئاب المنفردة، وحذرت الحكومة الإسبانية من عودة الإرهابيين من جنسيات أوروبية إلى بلدانهم بعد هزيمة داعش فى سوريا والعراق، مما يساهم فى نقل التطرف، واعتبر وزير الخارجية الإسبانى ألفونسو داستيس أن داعش وقد فقد قاعدته فى سوريا والعراق، ربما صنع قواعد أخرى فى أوروبا من خلال الذئاب المنفردة، حيث يتم تحريك الأفراد الكامنين، لتنفيذ عمليات تفجير أو دهس، وتقدر التقارير مقاتلى داعش العائدين من العراق وسوريا بالآلاف.
ووفقا لجان بول لابورد، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، فإن التقديرات الاستخبارية الأوروبية تشير إلى ارتفاع معدل تدفق عناصر تنظيم داعش خلال عام 2017، ويرى أن الإجراءات الأمنية التى تعتمدها الدول الأوروبية غير قادرة على منع تسلل عناصر داعش عبر الحدود.
ووفقا لدراسة قدمها باحثو معهد إلكانو حول الإرهاب هناك 5000 سلفى متطرف فى إسبانيا، تم اعتقال 232 منهم فقط، و90% من الإرهابيين فى إسبانيا يحملون الجنسية الإسبانية والمغربية ويقيمون فى برشلونة ومدريد وسبتة ومليلية، وأيضا فى جيرونا وأليكانتى، وحسب التقرير الذى ترجمته الزميلة فاطمة شوقى فى «اليوم السابع»، فإن أكثر من 30 ألف أوروبى انتقلوا منذ عام 2012 إلى العراق وسوريا وانضموا للمنظمات الإرهابية، وأن 20% منهم أوروبيون من إسبانيا والأكثر من فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة وهولندا والدنمارك والسويد والنمسا.
لكن الغموض الذى أحاط بنشأة داعش استمر مع غموض مصير آلاف الإرهابيين الذين تم نقلهم خارج سوريا والعراق، وإعادة توزيعهم، وقد أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن هناك دواعش تم إرسالهم إلى سيناء، فيما كشفت «بى بى سى» عما سمته الصفقة القذرة لنقل 4 آلاف داعشى وأسرهم وأسلحتهم. وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام.
تقرير هيئة الإذاعة البريطانية أشار لأطراف أمريكية شاركت فى صفقة إخلاء داعش. فى وقت جاءت أنباء عن أن «البنتاجون الأمريكى يشكّل جيشا سوريا جديدا»، حيث كتب الروسى فلاديمير موخين، فى صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا»، عن تشكيل جيش جديد من الدواعش السابقين وقبائل بدعم أمريكى ضد الأسد، وقال موخين إن عدد المقاتلين الذين تصنفهم أمريكا على أنهم من المعارضة المعتدلة يقدرون بحوالى 1700، وهناك 600 مدرب أمريكى يعدونهم للقتال.
تشير التقارير التى نشرها موقع روسيا اليوم، إلى أن أمريكا جهزت ما سمى الجيش السورى الجديد، من بقايا الجيش السورى الحر وفلول داعش، والهدف المطروح هو احتلال أراضٍ جديدة من سوريا للتفاوض بها والضغط على دمشق وروسيا، والحصول على ورقة يمكن توظيفها فى الحل السياسى، أو الضغط على الأسد، وهو ما يعيد القصة إلى نقطة الصفر عندما سلحت أمريكا الجيش الحر، واتجه السلاح لداعش والنصرة، فيما يبدو الأمر إعادة لتصنيع داعش من جديد.