سلطت الصحف الإيطالية الضوء على لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع وزير الداخلية الإيطالى، ماركو مينيتى، وبحثهما سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، وتبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ووفقا لصحيفة "البيكولو جيلوكال" الإيطالية فإن رئيس السيسى أكد الحرص على تعزيز التعاون بين مصر وإيطاليا على مختلف الأصعدة، وتحقيق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى ضرورة التوافق فى الرؤى بين البلدين تجاه مسارات الحل للأزمة الليبية، القائم على إعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأوضحت أن السيسى أكد على وجود إرادة حقيقية للتوصل إلى نتائج نهائية فى تحقيقات قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجينى، من خلال التعاون القضائى رفيع المستوى بين النيابتين المصرية والإيطالية، الذى حقق نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية، ومن المنتظر أن يعقد قريبا لقاء بين النيابتين، لبحث التطورات الإيجابية المحققة.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد ستة أشهر، سيعقد اجتماع جديد بين القضاة الإيطاليين والمصريين حول قضية تعذيب جوليو ريجينى فى مصر، والذى يثبت إصرار مصر على التعاون مع الجهات الإيطالية للتوصل لمرتكبى تلك الجريمة.
وقالت صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" إن هذه الزيارة هى أول زيارة رسمية لمسئول إيطالى رفيع المستوى إلى القاهرة عقب الحادث، مؤكدة أن تلك الزيارة ستساهم فى توطيد العلاقات الخارجية وسيفتح مجالا لمصر للدخول فى مؤسسات الاتحاد الأوروبى فضلا عن زيادة التبادل التجارى.
وأشارت إلى أن زيارة وزير الداخلية الإيطالى للرئيس السيسى تدل على عمق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحة أن إيطاليا تقدم الدعم الكامل لمصر فى مكافحة الإرهاب، فضلا أنهما لهما رؤى موحدة فى عدد من القضايا التى تحدث فى المنطقة، وخاصة الأزمة الليبية، مضيفا أن تسوية الأوضاع فى ليبيا ستضمن الاستقرار فى إيطاليا وضمان عدم عبور عناصر متطرفة عبر البحر المتوسط إلى أراضيها.
أما صحيفة "فيرينسا" أكدت أن إيطاليا، أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر على مستوى دول الاتحاد الأوروبى، حيث بلغ معدل التبادل التجارى بين البلدين العام الماضى 3.7 مليار يورو، مشيرا إلى أن زيارة وزير الداخلية الإيطالى للرئيس السيسى تؤكد على التطور الإيجابى للعلاقات بين البلدين، كما تتوقع الصحيفة أن الفترة المقبلة ستشهد تطورا كبيرا فى مجالات الاستثمارات الإيطالية بالقاهرة، خاصة فى إنتاج حقل ظهر، حيث إنه من المحتمل أن يكون حجم الاستثمار الإيطالى فى مصر فور بدء تشغيل الحقل 16 مليار دولار.
وكان وزير الخارجية الإيطالى أنجيلينو ألفانو أكد من قبل أن "مصر شريك لا مفر منه لإيطاليا"، وخاصة فى الأزمة الليبية ، فقد أعرب مينيتى عن تقديره للعمل الذى يقوم به الجانب المصرى لإعادة التنظيم في ظل إعادة توحيد القوات العسكرية الليبية، وحول الهجرة غير المشروعة، أعرب الوزير عن تقديره لما تم على الجانب المصرى من تدنى التدفقات إلى إيطاليا بين عامى 2016 و 2017.
وأكد السيسى على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيطاليا حول حل الأزمة الليبية بدءا من إعادة بناء المؤسسات ، وحماية اتفاقيات الصخيرات، لإجراء انتخابات العام المقبل.
ومن ناحية أخرى، أكدت وكالة "نوفا" الإيطالية إن شركة "بيريللى" الإيطالية المصنعة للإطارات تستعد لإنشاء مركز للبحث والتطوير فى مصر على مدى السنوات الثلاث المقبلة، فى إشارة إلى تطور العلاقات بشكل كبير.
وقال رئيس الشركة فى مصر فكرى كيسونى إن "هذا المركز سيسهم بشكل كبير فى رفع مستوى صناعة الإطارات فى مصر والصناعات المحلية بشكل عام".
وأضاف "مصر ستحظى بالمركز الأول فى مجال البحث والتطوير لإنتاج الإطارات"، وتأتى دول الخليج وأفريقيا والبرازيل فى المرحلة المقبلة، ونعتزم زيادة الإنتاج فى السوق المصرى بنسبة 30%".
وأكدت الوكالة أن بيريللى تستثمر نحو 107 ملايين دولار لإجراء تحديثات تكنولوجية لنظام تحديث الإطارات فى 36 شهرا، فالشركة استثمرت أكثر من 200 مليون يورو فى مصر فى أوقات سابقة.
