على الرغم من أنه شخص غير معروف على مستوى الإعلام المحلى فى تركيا، وأخر مرة تردد اسمه فيها فى عام يوليو 2016 ، لكنه يقود من خلف الكواليس السياسة الداخلية والخارجية لتركيا والمرجع الأول للرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى دعم تنظيم"داعش" الإرهابى واحتضانهم من جانب واحتضان قيادات الإخوان من جانب أخر إنه مديرالمخابرات التركية هاكان فيدان الذى أسس مع "أردوغان" خارطة طريق نشر الفوضى فى الشرق الأوسط.
بدأت هذه الخارطة عندما رتب "فيدان" اجتماعاً أمنياً جمع بين الرئيس الأمريكى السابق بارك أوباما ووزير الخارجية جون كيرى مع رئيس الوزراء التركى ووزير الخارجية حينها أحمد داوواد أوغلوا فى العاصمة الأمريكية واشنطن فى مايو 2012 ، وكان الاجتماع الأول منذ نحو عام بين أردوغان وأوباما.
هاكان فيدان يتلقى التعليمات من أوباما
خلال هذا الاجتماع، نقل الرئيس الامريكي رسالة وصفها مسئولون أمريكيون بحسب وثيقة مسربة ضمن وثائق "ويكليكس" بأنها كانت صريحة على غير العادة، مفادها أن تركيا تسمح بدخول السلاح والعناصر الإرهابية إلى سوريا بلا تدقيق، وأن تعمل تركيا على دعم وتمويل الجماعات الإسلامية على شاكلة جماعة الإخوان الإرهابية نظرا لصعود هذا التيار فى دول الشرق الأوسط فى عام 2012 لصدة الحكم فى مصر وتونس.
وبحسب مراقبين دوليين فإن هذا الاجتماع كان اللبنة الأولى لظهور تنظيم"داعش" الإرهابى فبعد عام من الاجتماع سيطر التنظيم على مدينة الرقة السورية التى أصبحت معقل التنظيم وفى العام الذى تلى ذلك أى فى عام 2014 وفى أغسطس بالتحديد اقتحام التنظيم الأراضى العراقية ليسيطر على مدينة الموصل وقضاء سنجار وتلعفر بسبب التمويل التركى المتواصل للتنظيم .
فيدان وأردوغان
يقول جيمس جيفرى، الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا والعراق أن فيدان هو وجه الشرق الأوسط الجديد الذى ترغبه واشنطن على طريقة كونداليزا رايس ، مضيفا أن الولايات المتحدة كانت ترى فيه الرجل الأقوى فى تركيا لذا حرصت على العمل معه من خلف الكواليس لأنه يستطيع إنهاء المهام المطلوبة منه.
فيدان مع قائد الجيش التركى
يتبنى "فيدان" السياسة الصهيونية القديمة الجديدة وهو "فرق تسود" من هذا المنطلق عمل على إشعال الصراعات فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر عبر الرئيس المعزول محمد مرسى لتتمكن تركيا من التدخل السافر فى الشئون الداخلية لتلك الدول من باب عودة الامبراطورية العثمانية وتنصيب "أردوغان" نفسه الحاكم بأمره من أجل تخريب الدول العربية ونشر الفوضى فيها .
فى المقابل أدركت القوات المسلحة المصرية هذا المخطط سريعا من خلال مساندة الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013 ضد حكم الإخوان بعدما نشروا الفرقة بين أبناء الوطن الواحد بإيحاء من المخابرات التركية، فى حين أدرك المصريون ذلك فخرجوا فى ثورة يونيو والتى أطاحت بحكم الإخوان،مما دفع "فيدان" إلى إجبار أردوغان على استضافة قيادات الإخوان الفارة من مصر لبث السم عبر إنشاء فضائيات ممولة من جهاز المخابرات التركية .
واعتبر "فيدان" أن العلاقات الوطيدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلى هى البوابة الكبيرة التى ستدخل منها تركيا إلى الاتحاد الأوربى ،رغم المعارضة الكبيرة من دول الاتحاد لدخول تركيا وفى مقدمة ذلك هو قمع الحريات واعتقال الصحفيين وكل من هو معارض للنظام ولا سيما عقب تحرك الجيش التركى ضد "أردوغان".
مدير المخابرات التركية
ووعد "فيدان" الحكومة الإسرائيلية بأنه فى حال الأنضمام للاتحاد فإن تركيا ستكون من أكبر الدول الأوربية التى تستورد الغاز الطبيعى من تل أبيب وبالتحديد من حقلى "لفيتان" و"ايتمار" بالبحر المتوسط ،و قد كتب اتفاق تجارى بالأحرف الأولى فى ابريل 2016 أى قبل شهرين من اتفاق التطبيع الرسمى بين أنقرة وتل أبيب لعودة العلاقات .
وعلى الصعيد الداخلى يؤكد مراقبون دوليون أن "فيدان" هو من دبر تحرك الجيش التركى فى يوليو 2016 ضد الرئيس التركى بهدف الإطاحة بمعارضيه قبل الدعوة للاستفتاء على التعديلات الدستورية التى توسع من صلاحيات"أردوغان" وسيطرة حزب العدالة والتنمية الموالى للإخوان على البرلمان التركى .
كما ستمكن مؤامرة تحرك الجيش التركى ضد أردوغان من ملاحقة أنصار خصمه التقليدى فتح الله جولن ، وغلق مؤسسات حركة الخدمة فى تركيا ،والدليل على ذلك أنه لم تمر ساعات على تحرك الجيش حتى اتهم "أردوغان" جولن بتدبير الإنقلاب ضده دون سند أو دليل واضح يبرر ذلك .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة