أما آن الأوان أن نلتفت إلى مشاكلنا الحقيقية.
أما آن الأوان أن نضع أنفسنا أمام مرآة ضمائرنا بل ونحاسب أنفسنا.
وإن كنت أخشى من وصفى بالقسوة سأقول بل ونجلد أنفسنا.
نندد كثيراً ونصرخ ويعلو صياحنا فى كل موقف يحدث لنا سواء بإرادتنا أو بغير إرادتنا ونبحث على من نلقى اللوم وعلى شماعة من نعلق أخطائنا .
منذ أيام أعلن ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اعترافه بالقدس عاصمة لفلسطين ثار الجميع وغضبوا ومُلئت مواقع التواصل الإجتماعى بالمنشورات المنددة تارة والداعية تارة بل وإمتدت إلى مسيرات فى الشوارع ثم هدأت الدنيا وإنتهت الضوضاء .
ومن قبلها حدثت حادثة مسجد الروضة واستُشهد قرابة الـ 312 شهيدا وأصيب فوق الـ 121 مصابا على يد الإرهاب الغاشم الذى لا دين له ولا ملة وأيضاً ثارت الدنيا على مواقع التواصل ثم مرت الأيام وهدأت من جديد .
ومن قبلها حادث الواحات الإرهابى والذى استُشهد فيه خيرة أبنائنا من الشرطة ويتكرر نفس رد الفعل منا وغيره وغيره وغيره ... إلخ .
تتكرر الأمور الجسام فى حياتنا ويتكرر معها نفس رد فعلنا بدون جديد ثورة وجدل وتنظير وتحليل ثم بعدها بأيام كأن شيئاً لم يكن وكأن الجميع دخل فى سبات عميق حتى نستيقظ على حدث جلل جديد لتتكرر نفس ردة الفعل جديد ولم يقف عاقل منا أمام نفسه مرة واحدة وتسآئل لماذا هذا يحدث لنا ؟؟؟
لماذا ليس لنا قوة تأثير ؟ لماذا نعانى ؟ وأقصى ما يمكن عمله هو إظهار الشعارات تارة على مواقع التواصل الإجتماعى وتارة على الفضائيات ونقضى ساعات طويلة فى تحليلات هى أبعد ما تكون عن مشاكلنا الحقيقية .
لماذا لا يصارح كلا منا نفسه بمشكلته الحقيقية ؟
وهنا أحاول الإجابة على هذا جزء من هذا السؤال الذى اصطدمت به أمام نفسى وحاولت الخروج ببعض الإجابات وهذا لأن السؤال تمتد إجابته للعديد من المقالات ولا تكفيه واحدة بأى حال .
أولا: ماذا قدم كلاً منا للعالم هل تعتقد أنى بالغت فى التعبير كثيراً إذا فلنبحث على الدائرة الأصغر ماذا قدم كلاً منا إلى بلده ماذا قدمنا إلى مجتمعنا بل دعونا نضيق الدائرة أكثر ماذا قدمنا للمحيطين بنا ؟؟!!!
إذا وقفنا أمام هذا السؤال وتجردنا من أساليب التناظر وحاولنا الإجابة بصدق عليه سنكتشف لماذا يحدث كل هذا معنا .
يا سادة تلتهم الزيادة السكانية العالم وفى مصر حسب الجهاز المركزى للإحصاء عددنا يزيد بمقدار حوالى مليون كل 6 أشهر !!!
فإذا كان هذا معدل الزيادة ومع هذه الزيادة الرهيبة لا نقدم شيئاً لبلدنا غير التنظير على مواقع التواصل والتحليل والإستنكار والشجب ماذا نتوقع من العالم ؟؟!!
غيرنا يقدم الكثير إلى بلاده لرفعتها وعلوها ولزيادة تأثيرها على محيطها الخارجى أما نحن فجل ما نفعله هو الجلوس على مواقع التواصل أو النوم أو مشاهدة مباريات الكرة والحفلات .
ننتظر مخلصاً يخلصنا من كل مشاكلنا من دون أى جهداً منا يذكر جل ما نفعله الشكوى والمطالبة وفقط ؟؟؟!!!!
وهذا ضد الفطرة وضد العقل .
دعونا نتخيل أن إبنك صار شاباً ولا يفعل شيئاً طوال اليوم سوى الجلوس على الإنترنت والطعام والشراب والنوم فقط ثم يطلب منك أن تزوجه وأن تشترى له سيارة ومنزل وتعطيه نقوداً شهرية ليصرف على أهل بيته وتدفع له مصاريف أولاده كل هذا وهو لا يفعل شيئاً لا ينتج شيئاً لا يعمل هل يستوى هذا مع المنطق أو الفطرة السليمة ؟!!
بالطبع لا بل ايضا لو نظرنا إلى هذا الشاب بوضعه هذا هل من الممكن أن يكون له تأثير على أهل بيته من أى نوع ؟ بالطبع لا ... لماذا ؟..... بكل بساطة لأنه متواكل على الظروف هى من ستضع كل شىء بيديه !
- نحتاج لوقفة حقيقية مع النفس كلاً منا منفرداً يصارح نفسه ويصلح منها ولا ينتظر الآخرون
نحتاج كلاً منا أن يبدأ بنفسه أولاً ثم بدائرته المحيطة به ثم بالمجتمع ثم بالبلد فى تلك اللحظة فقط سيخشانا اعدائنا لأننا سنصبح ذو تأثير حقيقى.
- نحتاج الى التوعية والثقافة والفكر والتعليم والدين الصحيح السمح هم أسس البناء الحقيقى.
- نحتاج إلى المطالعة والبحث والتطوير وكل هذه المقومات لا يمكن أن تنتظر من يعطيها لك بدون مجهود منك ولا تعب إبحث وطالع وتعلم لا تقول فات الوقت أو العمر وبعدها ثقف أولادك ومعارفك والمحيطين بك شاركهم ما وصلت إليه من خبرات لا تنتظر من يمد يده لك بل كن أنت من تمد يدك إلى الآخرون إبنى من حولك هكذا تقوم الأمم.
- إبدع فى مجالك لا تنظر إلى مجالات أخرى وتقول لن يصنع شيئاً ما أفعله بل إفعله حتى تتسع الدائرة يوماً تلو الآخر حتى نصل ليوم تكون بلادنا قوية بنا ونكون أقوياء بها .
أختتم كلامى ببعض الأقوال المأثورة التى ربما لم تسعفنى السطور لسرد ما فيها من مشكلاتنا الحقيقية أرجو قرائتها وإستخلاص ما فيها من حكم كثيرة نحتاج إليها وللحديث بقية .....
- أن التقدم والحضارة هما نتيجة جهود العبقرية ، لا نتيجة ثرثرة الأكثرية . ( أدولف هتلر )
- التقدم مستحيل بدون تغيير ، واولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أى شيء . ( جورج برنارد شو ).
- الأنانية تولد الحسد ، و الحسد يولد البغضاء ، و البغضاء تولد الإختلاف ، و الإختلاف يولد الفرقة ، و الفرقة تولد الضعف ، و الضعف يولد الذل و الذل يولد زوال الدولة و زوال النعمة و هلاك الأمة . (بسمارك).
- العقل البديهى هو هبة مقدسة والعقل المعقول هو خادم مثمر..لقد اختلقنا مجتمع يحترم الخادم وينسى الهبة المقدسة. ( ألبرت أينشتاين).
- لقد أكدّت السنوات الماضية أهمية الإتحاد وضرورته لتوفير الحياة الأفضل للمواطنين، وتأمين الإستقرار فى البلاد. وتحقيق آمال شعبنا فى التقدم والعزة والرخاء. ( الشيخ زايد بن سلطان ).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة