أحمد إبراهيم الشريف

أم كلثوم.. الخلود بالفن

السبت، 02 ديسمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يتفق معى المؤرخون والمهتمون بعلم الديانات والإنثروبولوجيا أن «المصريين» من أكثر الناس اهتماما بالخلود وبحثا عنه، ولهم فى ذلك شئون عدة وأشكال مختلفة منها ما فعلته سيدة الغناء كوكب الشرق أم كلثوم، فى الأيام الماضية وقع حدثان مهمان يؤكدان أن أم كلثوم لن تموت أبدا، وأنها هبة الله العظيمة ليس إلى مصر والمصريين فقط لكن إلى الإنسانية كلها.
 
البداية كانت مع المخرجة الإيرانية شيرين نشاط التى قدمت فيلم «البحث عن أم كلثوم» بطولة الممثلة المصرية ياسمين رئيس الذى شارك فى عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، منها مهرجان هامبورج الدولى، والدورة الـ74 من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، والدورة الـ42 من مهرجان تورونتو السينمائى الدولى، وتدور أحداثه حول شخصية كوكب الشرق أم كلثوم، كامرأة تمكنت من تحطيم واختراق كل الحواجز والتوقعات الاجتماعية، الدينية، السياسية والوطنية فى مجتمعها الشرقى، وتم تصوير الفيلم فى المغرب والنمسا، وهو إنتاج مشترك من شركات ومؤسسات من ألمانيا، النمسا، إيطاليا والمغرب.
 
والفيلم الثانى كان مع المخرج الفرنسى كزافييه فيلتار الذى عرض فيلمه «أم كلثوم.. صوت القاهرة»، ضمن مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية، وامتلأت قاعة سينما «ميتروبوليس» فى الأشرفية بشرق بيروت، بمشاهدين يعرفون أم كلثوم عن كثب، ويحفظون أغانيها، كباراً وصغاراً، من اللبنانيين والأجانب، فكانت «الهرم الرابع» بصوتها وشخصيتها معا كما يقول المخرج، وبدأ الفيلم المبنى على مواد أرشيفية ومقابلات، باستعراض حياة فاطمة البلتاجى منذ ولادتها فى قرية طماى الزهايرة، حيث كانت تغنى الأناشيد الدينية، ثم يعدد مراحل حياة فلاحة بسيطة تسلحت بصوتها وشخصيتها القوية والذكية، لتملأ الدنيا فرحا وتغنى على أهم مسارح العالم.
 
هذه هى أم كلثوم التى لا تزال رغم السنوات قادرة على تحدى كل شىء، وعلى إثارة اهتمام العالم، ووسيلتها فى ذلك فنها وإخلاصها لهذا الفن، هى منحته الكثير وهو منحها أكثر، كانت تعرف أن أغنية جديدة هى التى تحفظ لها وجودها فلم تتوقف عند القديم وهو كثير لكنها ظلت حتى رحيلها مصرة على الغناء، وكان هذا من حسن حظنا.
 
كانت أم كلثوم تدرك التغيرات التى تطرأ طوال الوقت على عالم الفن، وأدركت أنها إن أرادت التواصل فهذا معناه أن عليها أن تفهم الثقافات المختلفة والأجيال المتتابعة بمزاجها المتنوع، وأن تعى الموسيقى المستجدة طوال الوقت، كل ذلك مع احتفاظها بالقيمة الفنية والجمالية والإنسانية لأغنياتها حتى تحولت فى النهاية إلى أسطورة اسمها أم كلثوم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة